العاصمة الإماراتية بعيون العالم.. مهد أحلام الأبطال

حين تطأ قدماك صالة «مبادلة أرينا»، ينتابك شعور فوري بأنك دخلت عالماً مختلفاً؛ عالماً يتنفس التحدي، وينبض بالحركة، وتلتقي فيه الثقافات القادمة من كل زاوية في العالم. ففي النسخة السابعة عشرة من «بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو»، التي اختتمت مؤخراً، لم تكن العاصمة تستضيف حدثاً رياضياً فحسب؛ بل

حين تطأ قدماك صالة «مبادلة أرينا»، ينتابك شعور فوري بأنك دخلت عالماً مختلفاً؛ عالماً يتنفس التحدي، وينبض بالحركة، وتلتقي فيه الثقافات القادمة من كل زاوية في العالم. ففي النسخة السابعة عشرة من «بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو»، التي اختتمت مؤخراً، لم تكن العاصمة تستضيف حدثاً رياضياً فحسب؛ بل كانت تقدّم درساً حضارياً في كيفية أن تحوّل مدينةٌ شغفها بالرياضة إلى منصة إنسانية عالمية. فمنذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن البطولة تجاوزت مفهوم المنافسة؛ لتصبح نافذة يرى منها العالم وجه الإمارات الحقيقي: «دولة تستثمر في الإنسان قبل كل شيء، وتؤمن بأن الرياضة جزء من بناء مجتمع قوي، وواعٍ، ومتناغم». ومع مشاركة أكثر من 10 آلاف لاعب ولاعبة، من دول مختلفة، في فئات تمتد من الأطفال والناشئين إلى أصحاب الهمم والمحترفين، تحوّلت أبوظبي إلى مسرح دولي، تتقاطع فيه اللغات، وتنصهر فيه الطموحات، وتتشابه فيه الأحلام. «زهرة الخليج» كانت حاضرة في هذا الحدث العالمي؛ لتلقي بالضوء على أحداثه، وفعالياته المختلفة، وما يمثله من قيمة رياضية كبيرة على الساحة العالمية.

  • عبدالله الزعابي

أبوظبي تبني إرثاً عالمياً

ما تقدمه العاصمة الإماراتية ليس نشاطاً موسمياً، بل صناعة رياضية متكاملة، قادرة على قيادة مشهد عالمي بأكمله. يتحدث عبدالله الزعابي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي – اتحاد الإمارات للجوجيتسو، قائلاً: «دولة الإمارات، اليوم، إحدى القوى التي تُعيد صياغة مستقبل الجوجيتسو عالمياً. فهذه البطولة أصبحت منصة استراتيجية لاكتشاف المواهب؛ ولصناعة الأبطال، ولتقديم نموذج متكامل في إدارة الفعاليات على مستوى عالمي». ويضيف: «نمتلك منظومة حقيقية تبدأ من القاعدة، وتنتهي بالمحترف. إن الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة ليس دعماً لرياضة واحدة، بل استثمار في طاقات الشباب كافة، وثقافة الانضباط، وبناء مجتمع يؤمن بأن التميز عادة، ونهج».

وأكد الزعابي أن النسخة الأخيرة شهدت تجربة تنظيمية متكاملة.. فقال: «لقد قمنا بتوفير كل السبل؛ لضمان راحة المشاركين منذ وصولهم إلى أبوظبي. وشمل الاهتمام خدمات الدعم، والمرافق اللوجستية، وتوفير فرق مساعدة متخصصة لكل فئة، من اللاعبين المحترفين إلى الأطفال وأصحاب الهمم في منافسات الباراجوجيتسو؛ لضمان أن تكون التجربة متكاملة للزوار، والاستمتاع بالمرافق السياحية في أبوظبي، وبقية الإمارات».

وأشار مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي – اتحاد الإمارات للجوجيتسو إلى أن البطولة شهدت ارتفاعاً لافتاً في المشاركة النسائية، مؤكداً أن الجوجيتسو، اليوم، أصبحت «مساحة آمنة، تمنح الفتيات القوة، والثقة، والقدرة على المنافسة دولياً».

  • فيرجينيا مينديز

شهادة استثنائية من البرازيل (مهد الجوجيتسو)

أعربت السيدة فيرجينيا مينديز، زوجة حاكم ولاية «ماتو غروسو» البرازيلية، عن انبهارها بالمستوى الرفيع، الذي قدمته العاصمة الإماراتية، خلال بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، مؤكدة أن ما شاهدته في «مبادلة أرينا» يتجاوز فكرة المنافسة الرياضية إلى حدث حضاري شامل، يرسخ قيم: السلام، والتمكين، والتعايش. وأشارت إلى أن الاحترافية، والتنظيم الدقيق، جعلا البطولة نموذجاً عالمياً، يرفع سقف توقعات الاتحادات، والوفود المشاركة.

وأضافت أن حضور وفد ولاية «ماتو غروسو» هذا الحدث الكبير شكّل فرصة ثمينة؛ للاطلاع على التجربة الإماراتية في تطوير رياضة الجوجيتسو، لا سيما البرامج التي تعزز مشاركة أصحاب الهمم، وتدمجهم في المنظومة الرياضية. وأوضحت أن الولاية تعمل، بدَوْرها، على مبادرات مشابهة، تستهدف دعم العائلات، وتعزيز الروابط المجتمعية من خلال الجوجيتسو، بعد أن أصبحت الرياضة مساحة آمنة وشاملة لمختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى النساء؛ لنشر قيم: الثقة، والانضباط، والاحترام المتبادل.

كما أشادت السيدة فيرجينيا مينديز بالنقلة النوعية، التي حققتها الإمارات في تمكين المرأة عبر الجوجيتسو، مؤكدة أن الفتيات في المدارس الإماراتية يحظين بفرص تدريب وتطوير غير مسبوقة، تعكس وعياً مجتمعياً راسخاً بدور الرياضة في تمكين المرأة. واعتبرت أن مشاركة أكثر من 10 آلاف لاعب ولاعبة من دول العالم، ومنهم 19 رياضياً يمثلون البعثة القادمة من ولاية «ماتو غروسو»، تمثل شهادة عملية للمكانة العالمية للبطولة، وقدرة أبوظبي على الجمع بين الاحترافية، والانفتاح الثقافي، والإنسانية، في حدث رياضي استثنائي.

  • لينا كارولينا، ليسي فاخت، تشيتان شو

انطباعات اللاعبات.. تجربة فريدة

قدّمت البطلة البرازيلية، لينا كارولينا شميت، الفائزة بالميدالية الذهبية في إحدى المنافسات، وصفاً مؤثراً لتجربتها الأولى في البطولة، قائلة: «منذ وصولي إلى أبوظبي، شعرت كأنني نجمة. إن 7 نزالات كانت اختباراً حقيقياً، لكن رفع كأس العالم، لأول مرة، يستحق التعب». وأضافت أن ما شاهَدَتْه من تنظيم وحفاوة يفوق ما تخيلته، وأضافت: «أتمنى العودة، العام المقبل، مع أفراد عائلتي؛ ليعيشوا هذه التجربة بأنفسهم».

أما اللاعبة الإستونية، ليسي فاخت، صاحبة الفضية، فوصفت المنافسات في «فئة الماسترز»، بأنها كانت «أقوى بكثير مما توقعت»، مشيرة إلى أن العناية باللاعبين، والخدمات اللوجستية، جعلت مشاركتها «أكثر سلاسةً، وإلهاماً».

ومن الصين، تحدّثت اللاعبة تشيتان شو، عن تجربتها، التي تُوّجت خلالها بميدالية فضية في إحدى المنافسات، فأكدت أن البطولة «تجمع نخبة العالم تحت سقف واحد، ضمن بيئة تنافسية تمنح الرياضة معناها الحقيقي، وتضع اللاعب أمام تجربة إنسانية، واحترافية، في الوقت نفسه».

  • العاصمة الإماراتية بعيون العالم.. مهد أحلام الأبطال

رياضة تجمع العالم.. وتجارب ملهمة

هكذا.. تظل «بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو» منصة تحتفي بالإنسان قبل الإنجاز، وتجمع - تحت مظلتها - قصصاً مُلهمة لنساء قدِمن من ثقافات مختلفة، بروح التحدي، وشغف الرياضة. وبشهادة اللاعبات، تتجلى ملامح تجربة فريدة، تصنعها الإمارات بوعيها الرياضي، ورؤيتها الإنسانية، حيث التنظيم المتقن، والتمكين الحقيقي، وتقدير المواهب من مختلف الأعمار، والجنسيات. وبينما تغادر اللاعبات حاملات الميداليات والذكريات، تبقى البطولة شاهدة على قدرة الرياضة على تقريب الشعوب، وصناعة نماذج مضيئة للمرأة القادرة على صنع الفارق.. أينما وجدت!