قد يبدو طلاء الجدران خطوة بسيطة، لكن اختيار الألوان المناسبة للمنزل، يمكن أن يتحوّل إلى مهمة معقّدة، ومحفوفة بالحيرة، فبلمسة خاطئة قد يبدو المكان باهتًا، أو ضيقًا، أو غير متناغم. بينما يمنحه اختيارٌ ذكي جرعة انتعاش وجمال تدوم لسنوات. ومع قليل من المعرفة، يمكنكِ تحويل منزلكِ إلى مساحة نابضة بالحياة، تعكس شخصيتك، وتمنحك إحساسًا بالراحة.

بالنسبة للكثيرات من النساء، يبدأ التردّد من أسئلة بسيطة، مثل: «هل أحب هذا اللون بما يكفي؛ لأراه كل يوم على الجدران؟.. هل ستبدو الكنبة المخملية الجديدة بلون كحلي متناغمة مع بقية الألوان؟.. وهل المزاج النفسي الذي يعكسه اللون يناسب طاقة البيت؟».

تذكّري أن لكل لون تأثيرًا نفسيًا واضحًا، فمثلاً الأخضر الداكن يمنح شعورًا بالهدوء والاتصال بالطبيعة، بينما الأزرق هادئ وعميق لكنه قد يضفي برودة على المساحة. لذلك، فهم أساسيات «نظرية الألوان» هو نقطة الانطلاق لكل امرأة ترغب في تصميم منزل متزن، ومريح.

  • كيف توظّفين «نظرية الألوان».. ليبدو منزلكِ أكثر انسجامًا وجمالًا؟

الانطلاق من «عجلة الألوان»:

من أكثر الأدوات، التي يعتمد عليها خبراء الديكور، «عجلة الألوان» التي ابتكرها إسحاق نيوتن، والتي تمنحكِ نظرة فَوْرية عن كيفية انسجام الألوان معًا. العجلة تتكوّن من ألوان أولية وثانوية وثالثية، وتنقسم إلى ألوان دافئة وأخرى باردة، إضافة إلى درجات مخفّفة بالأبيض (tints)، أو مُهدّأة بالرمادي (tones)، أو معتمة بالأسود (shades).. نظرة سريعة إلى العجلة كفيلة بأن توضّح لك هل درجاتك المختارة متكاملة، أم متنافرة.

كيف تستخدمين «عجلة الألوان»؟

«القاعدة الذهبية» هي أن الألوان المتقابلة على العجلة تنجذب، طبيعيًا، إلى بعضها. وقاعدة أخرى مفيدة هي إنشاء مخطط لوني من ثلاثة ألوان، يتكوّن من لون أساسي يفضّلك، ولونين يقعان بجانب اللون المكمّل له على العجلة. هذا المزيج عادة يصنع توازناً بصريًا جميلًا، وسهل التطبيق.

ثلاث قواعد مهمة.. عند اختيار ألوان المنزل:

الفاتح والداكن: الألوان الداكنة تجعل الغرفة تبدو أصغر، وأكثر دفئًا وعمقًا، بينما تمنح الفاتحة إحساسًا بالاتساع والانتعاش، وغالبًا تكون الأنسب لغرف المعيشة، والممرات.

قاعدة النسبة (60 - 30 - 10): وزّعي الألوان داخل الغرفة بنسبة:

- للّون الأساسي 60%.

- للّون الثانوي 30%.

- للّون البارز (Accent) 10 %.

ليس شرطًا أن يكون اللون الأجرأ هو الأقل مساحة، إلا إذا كنتِ مرتبطة بشدة بدرجة معيّنة.

قوة الثلاثي: اختاري، دائمًا، ثلاثة ألوان فقط لتجنّب الإرباك البصري. وإذا احترتِ، فاعتمدي مخططًا أحادي اللون، بدرجات متعددة من نفس اللون.

عناصر أخرى.. تجب مراعاتها:

إذا كنتِ ستُبقين على الأثاث الموجود، فاجعليه نقطة البداية. انظري إلى الأقمشة، والسجاد، والستائر، وحتى إطارات اللوحات، واستخرجي منها إشارات واضحة لاختيار ألوان الجدران.

بعد اختياركِ الألوان، لستِ مضطرة لتطبيقها في كل غرف المنزل. لكن إن كنتِ ترغبين في توحيد الأجواء، فاعتمدي التلاعب بالدرجات، مع الحفاظ على استمرارية في لون الجدران، أو الأبواب، أو الحواف الخشبية.

ولأن قرار اللون قد يكون مربكًا، استعيني، دائمًا، بعيّنات الطلاء (Testpots): اطلي أوراقًا بحجم (A2)، بالألوان المختارة، واتركي إطارًا أبيض حولها. علّقيها على الجدران، وشاهديها من بعيد. راقبي تغيّرها، خلال اليوم، ومع اختلاف الإضاءة الطبيعية، والصناعية. اتركيها أيامًا قليلة، فاللون الذي يبدو جميلًا في اللحظة الأولى، قد يتغيّر وَقْعُه مع الوقت.

  • كيف توظّفين «نظرية الألوان».. ليبدو منزلكِ أكثر انسجامًا وجمالًا؟

توليفات لونية مقترحة.. وفق «نظرية الألوان»:

الدرجات المتقابلة:

- الزهري الشمعي: وردي دافئ وناعم، يضفي رومانسية خفيفة على المساحات.

- الأصفر الباهت الدافئ: درجة مشرقة لكنها هادئة، تمنح الضوء دفئه ولونه.

- الأخضر التفاحي المنعش: لون نابض بالحياة، يجعل المكان أكثر حيوية، وانتعاشًا.

التدرّجات المستوحاة من الشاطئ:

- الأخضر المائي: تركواز محايد يذكّر بنقاء المياه الضحلة.

- الرمادي الثلجي البارد: درجة راقية، تمنح الغرفة طابعًا هادئًا، ومتوازنًا.

- الأزرق الضبابي الهادئ: لون خفيف، يكرّر إحساس السماء في يومٍ غائم.

ألوان الطبيعة الهادئة:

- الرملي الدافئ: درجة ترابية ناعمة، تضيف دفئًا، وأناقة بسيطة.

- الأزرق السماوي الباهت: لون هوائي مريح، ينعش أي زاوية في المنزل.

- الأصفر الحيوي الساطع: لمسة مضيئة، تضيف جرأة دون مبالغة.