قد لا يعرف جيل جمهور «السوشيال ميديا» أن الفنان اللبناني عاصي الحلاني، الذي يحتفل اليوم الجمعة 28 نوفمبر، بعيد ميلاده الخامس والخمسين، هو أحد اكتشافات برامج المواهب الغنائية، لكن ليست البرامج التي تملأ الشاشات العربية هذه الأيام، التي تم تعريبها عن برامج أجنبية، بل هو خريج برنامج «ستديو الفن» الشهير، الذي ابتدع فكرته وقدمه لسنوات طويلة المخرج اللبناني الراحل سيمون أسمر.

  • «ملك الدلعونا والهوارة».. عاصي الحلاني أوصل الغناء اللبناني إلى العالمية

بدأت شهرة محمد مزين الحلاني، الذي أطلق عليه سيمون أسمر اسم «عاصي الحلاني»؛ تيمناً بنهر العاصي، بعد نيله الميدالية الفضية عن فئة الشباب في برنامج «ستديو الفن» عام 1988، عن فئة الغناء الفلكلوري. وينحدر الحلاني من قرية الحلانية، التابعة لمنطقة بعلبك اللبنانية، وهو ابن عائلة تتكون من 13 فرداً. تزوج عام 1995 ملكة جمال لبنان عام 1989، كوليت بولس، ولهما ثلاثة أبناء، هم: «الوليد، وماريتا، ودانا».

ولا يمكن اختصار مسيرة فنان بحجم عاصي الحلاني، إلا أن الإحاطة بما قدم من أعمال غنائية تميزه قد تكون عنواناً مهماً لمسيرته الفنية. فابن بعلبك ارتبط بنقل الأغنية اللبنانية إلى العالمية، من خلال غناء «الدلعونا والهوارة»، التي ظل فلكلورُها العتيق ملازماً لظهوره في أكبر المهرجانات الغنائية في العالم العربي، مثل: «جرش»، و«قرطاج»، و«موازين»، و«ليالي دبي»، و«الدوحة»، و«موسم الرياض»، كما غنى في «مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية». وكان خير سفير للأغنية اللبنانية.

تجارب متعددة:

لم يكتفِ الحلاني في مشواره بالغناء، بل شارك كممثل في عمل مسرحي غنائي استعراضي بعنوان «أوبرا الضيعة»، مع فرقة عبد الحليم كركلا الشهيرة، كما مثّل درامياً في مسلسل بعنوان «العراب»، واعتبره تجربة جيدة، لكنه شكا ساعات التصوير الطويلة، وارتباطه بها لعدة شهور، ما يحول دون التركيز على مسيرته الفنية كمطرب.

وخبرته الكبيرة كمغنٍّ وملحن، وصاحب رصيد كبير من الأغنيات الناجحة مثل: «يا ميمة»، و«واني مارق مريت»، و«يا ناكر المعروف»، و«باب عم يبكي»، و«صوت الحدا»، و«شوق الصحارى»، و«أحبك جداً»، و«زغيري الدني»، و«كيد عزالك»، و«عذبوني»، و«مالي صبر»، وغيرها، أهلته ليكون محكماً بارزاً في برنامج اكتشاف المواهب «ذا فويس»، إلى جانب زملائه النجوم: كاظم الساهر، وصابر الرباعي، وشيرين عبد الوهاب، في ثلاثة مواسم متتالية. فيما وجد بالموسم الرابع إلى جانب: إليسا، ومحمد حماقي، وأحلام.

داعم رئيسي لعائلته

نظرة الحلاني إلى الفن ورؤيته الخاصة، فضلاً عن نجاحاته وجماهيريته، ورغبة ولدَيْه: «الوليد، وماريتا»، دفعته إلى تشجيعهما على دخول الساحة الفنية؛ حيث يعدّ الوليد مطرباً شاباً يشق طريقه تارة بلون والده المحبوب جماهيرياً، وتارة أخرى بلون غنائي شبابي خاص به، فيما تتنوع ماريتا بين الغناء والتمثيل. لكن الابنة الصغرى «دانا» اختارت أن تلحق شغفها الخاص بتعلم فنون الطهي في باريس، ولاقت دعماً كاملاً من والدها في ما اختارته.