شهدت لندن ليلة متلألئة بوهج الموضة والفن في اليوم الأول من ديسمبر، حيث توافد أبرز النجوم من عالم الأزياء والموسيقى والسينما إلى العاصمة البريطانية؛ لحضور حفل توزيع جوائز الموضة 2025، الحدث الذي يُنظر إليه بوصفه النسخة البريطانية من حفل «ميت غالا» الشهير.
هذا الحفل الأيقوني، الذي ينظّمه مجلس الموضة البريطاني سنويًا، يأتي لتكريم أفضل المصممين العالميين، ودعم المواهب الصاعدة، وتذكر أسماء رحلت عن عالم الموضة خلال العام الماضي. ومن بين الأسماء، التي لمع بريقها في هذه الليلة الاستثنائية، مصممة فستان زفاف أميرة ويلز، كيت ميدلتون، والتي عادت لتتصدّر العناوين بجائزة تُعدّ من الأرفع في عالم تصميم الأزياء النسائية، سارة برتون.
-
تكريم استثنائي.. مصممة فستان زفاف كيت ميدلتون تحصد جائزة الموضة 2025!
سارة برتون.. تألق مستمر ورؤية لا تخبو:
تسلمت المصممة العالمية سارة برتون، المديرة الإبداعية لدار «ألكسندر ماكوين» سابقًا، جائزة مصمّمة العام للأزياء النسائية. وقدّمت الجائزة إليها النجمة العالمية الحائزة «الأوسكار» كيت بلانشيت، في لحظة احتفالية خطفت الأنظار على السجادة الحمراء.
برتون، التي كانت لسنوات العقل المبدع لدار «ألكسندر ماكوين»، تفوّقت على أسماء مرشّحة بقوة، من بينها: سيمون روشا (الفائزة باللقب العام الماضي)، وشارلوت نولز، وألكسندر أرسونو من «KNWLS»، وإرديم موراليوغلو من «Erdem».
رحلة برتون المهنية زاخرة بلحظات لامعة، كتصميمها فستان ليدي غاغا في حفل «الأوسكار» عام 2019، لكنها اشتهرت عالميًا بتصميمها فستان الزفاف الأسطوري لكيت ميدلتون عام 2011، الذي شكّل بداية حقبة جديدة في التصاميم الملكية.
-
تكريم استثنائي.. مصممة فستان زفاف كيت ميدلتون تحصد جائزة الموضة 2025!
فستان ملكي خالد في الذاكرة:
في بيان رسمي، صادر عن قصر كنسينغتون آنذاك، جاء أن اختيار كيت دار «ألكسندر ماكوين»، كان بسبب الحرفية العالية، والاحترام العميق لفنون الخياطة التقليدية، والدقة التقنية في صناعة الأزياء. وقد جمع الفستان بين روح الإرث الملكي، ولمسات معاصرة جريئة، وجاء كرؤية فنية مميزة للدار البريطانية.
اختارت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، فستانًا أيقونيًا لا يزال محفورًا في ذاكرة العالم منذ يوم زفافها إلى الأمير ويليام بكاتدرائية وستمنستر، في 29 أبريل 2011. الفستان الأبيض ذو قصة الـ(V) عند الرقبة، والكمين الطويلين المصنوعين من الدانتيل، جاء تحيةً لفن الخياطة البريطاني، عبر تطريزات دقيقة حملت رموز المملكة المتحدة. لاحقًا، صنع الفستانُ التاريخَ حين عُرض في قصر باكنغهام أمام مئات الآلاف من الزوار.
وقالت برتون، يوم الزفاف: «إنها كانت تجربة العمر أن أعمل مع كيت على تصميم فستان زفافها، وقد استمتعت بكل لحظة. وإنه شرف لا يوصف، فالفستان يمثل أرقى ما يقدمه الإبداع البريطاني».
ومع مرور أكثر من عقد على ظهوره الأول، لا يزال الفستان مصدر إلهام للعرائس حول العالم، وتم تصنيفه عام 2021 ضمن أشهر فساتين الزفاف في العقد الأخير.
-
تكريم استثنائي.. مصممة فستان زفاف كيت ميدلتون تحصد جائزة الموضة 2025!
سرية مشددة تحيط بالفستان:
بحلول يناير 2011، كانت كيت قد اختارت المصممة بالفعل، لكن الاسم بقي سرًا حتى صباح يوم الزفاف. فالقصر الملكي، وفريق التصميم، اتخذا تدابير غير عادية؛ لإخفاء التفاصيل. وتم تركيب ستائر تمنع الرؤية، ولم يُسمح لعمّال النظافة بالدخول، وتم تغيير رمز باب الغرفة. حتى برتون نفسها لم تخبر والدَيْها إلا عشية الزفاف؛ بسبب اتفاقية السرية مع القصر.
لماذا اختارت كيت «ألكسندر ماكوين»؟
القصر أصدر بيانًا رسميًا يوضح أن كيت اختارت هذه الدار؛ لجمعها بين الحرفية التقليدية، والرؤية الفنية العصرية. فقد كانت تريد فستانًا يجمع بين الإرث الملكي، ولمسات الحداثة التي تميز «ماكوين».
دقة متناهية في تنفيذ الدانتيل:
فريق من المُطرّزين، راوحت أعمار أعضائه بين 19، و70 عامًا، الذين عملوا لساعات طويلة مع قواعد صارمة، تشمل: غسل اليدين كل 30 دقيقة، واستبدال الإبر باستمرار؛ للحفاظ على نقاء القماش. وقد جمع الفستان بين «دانتيل شامتي الفرنسي»، و«دانتيل كلوني الإنجليزي»، وتم تطبيق التطريز بتقنية «كاركماكروس» الأيرلندية العريقة.
كما تضمن الفستان أربعة نقوش نباتية، ترمز إلى بلدان المملكة المتحدة: الوردة لإنجلترا، والشوك لاسكتلندا، والنرجس لويلز، والبرسيم لأيرلندا الشمالية. أما الظهر، فتميّز بصف من 58 زرًا، مغطّى بالتول والأورغانزا. ورغم أنه بدا ضخمًا ومهيبًا، فإن ذيل فستان الأميرة ديانا ظل الأطول في التاريخ الملكي (حوالي 8 أمتار).
كما تألقت كيت في حفل المساء بفستان آخر من تصميم سارة برتون أيضًا، من دون كمين، وبقصة أكثر بساطة، مع جاكيت فرو ناعم.
-
سارة بورتون وكيت بلانشيت
لحظات بارزة على السجادة الحمراء:
حفل توزيع جوائز الموضة للعام الحالي، في لندن، لم يخلُ من مفاجآت لافتة، أبرزها: قيام سيينا ميلر، وإيلي غولدِنغ، بالكشف عن الحمل بإطلالات مفعمة بالجرأة، وتألق مقدّم الحفل، كولمان دومينغو، بأربع إطلالات مختلفة خلال الأمسية. كما شهد الحفل حضورًا ونجومية غير مسبوقين على السجادة الحمراء، أكملا مشهدًا احتفاليًا متوهّجًا بين أصالة الدور العريقة، وابتكار الجيل الجديد، وسارة برتون، اليوم، تعيد تأكيد أن الإبداع الحقيقي لا يشيخ، بل يتجدد مع كل منصة تُضاء.