هل تلاحظين لمعاناً مزعجاً في منتصف النهار؟.. هل مكياجك لا يثبت طويلاً؟.. هل تتكرّر لديكِ الرؤوس السوداء، والحبوب؟.. غالباً يكون السبب بشرة دهنية. ورغم أن هذه البشرة شائعة، إلا أن التعامل معها قد يكون محبطاً، خصوصاً عندما تساهم بعض المنتجات في تفاقم المشكلة بدل حلّها.
إذا كنتِ تتساءلين، دائمًا: «لماذا بشرتي دهنية؟»، أو تبحثين عن حل نهائي لها، فالجواب هنا: الهدف ليس التخلّص من الزيت تماماً، بل تحقيق توازن صحي. إن جميع أنواع البشرة يمكن السيطرة عليها متى ما التزمنا بروتين صحيح. والتحكّم في اللمعان يبدأ بفهم ما يجب تجنّبه، واتباع روتين مناسب للبشرة الدهنية. ولا داعي للقلق، لأن القلق نفسه قد يزيد إفراز الدهون.
-
نعم يمكنكِ السيطرة على البشرة الدهنية.. إليكِ الطريقة
ما مكوّنات الزهم؟
الزهم مزيج دهون ينتجه الجلد، ويتكوّن من: غليسريدات، وأحماض دهنية، وشمعيات، وسكوالين، وكوليسترول. ويتجمع غالباً في مناطق الـ«T-zone»: الجبهة، والأنف، والذقن. لذا، يظهر اللمعان فيها أولاً. وإنتاج الزهم يتأثّر بالهرمونات، ويتغيّر حسب العمر، فيزيد عند البلوغ، ويقلّ بعد سن اليأس.
لماذا تصبح البشرة دهنية؟
جميعنا نملك زيوتاً طبيعية في بشرتنا، لكن من تندرج بشرتهن ضمن فئة «الدهنية» لديهن إفراط في إفراز الزهم. ورغم أن السبب الرئيسي هو فرط نشاط الغدد الدهنية، إلا أن هناك عوامل عدة تزيد المشكلة:
- العامل الوراثي: إذا كان أحد الوالدين يعاني بشرة دهنية، فهناك احتمال كبير أن تكوني مثله.
- الهرمونات: الهرمونات الذكورية ترفع إنتاج الدهون، لهذا تكون البشرة الدهنية أكثر شيوعاً في سن البلوغ، وخلال فترات تغيّر الهرمونات، مثل: الحمل، والدورة الشهرية.
- اختيار منتجات غير مناسبة: مثل منتجات ثقيلة، غير خفيفة، أو لا تحمل صفة «لا تسدّ المسام»، إضافة للمقشّرات والمنظفات القاسية. فكلها قد تجفّف البشرة بشدة، فتفرز المزيد من الزيت لتعويض النقص.
- تجاهل ترطيب البشرة: حتى البشرة الدهنية تحتاج مرطّباً خفيفاً. فجفاف البشرة يؤدي، فوراً، لزيادة إفراز الدهون.
- التوتر: ارتفاع الكورتيزول يزيد الدهون، ويُظهر الحبوب، ويصيبها بالتهاب.
- الجفاف الداخلي: قلة شرب الماء، والتعرّض للشمس، والتكييف، كلها تؤدي لجفاف داخلي، ينعكس على شكل لمعان زائد.
- المناخ والفصول: تزداد الدهون في الصيف، والمناطق الرطبة.
-
نعم يمكنكِ السيطرة على البشرة الدهنية.. إليكِ الطريقة
كيف تتحكّمين في البشرة الدهنية؟
لا يمكن إيقاف إفراز الزيت نهائياً، لكن يمكن السيطرة عليه بذكاء: اختاري منتجات مخصصة للبشرة الدهنية، وابحثي عن كلمات، مثل: «Non-comedogenic لا يسبب انسداد المسام».
اغسلي وجهك باعتدال، ومرّتان يومياً تكفيان، لأن الإفراط في الغسل يجرّد البشرة من زيوتها الحامية فيزيد إفرازها. يفضل اختيار تونر لطيف، والابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على الكحول. وهناك بدائل رائعة جربيها، مثل: هلام الألوفيرا، والغلسرين، وحمض الهيالورونيك، والفحم.
ومن أدواتكِ أيضًا لمعالجة هذه المشكلة اعتماد تقشير متوازن، فالأحماض، مثل: الساليسيليك والغليكوليك، أفضل للبشرة الدهنية من المقشّرات الخشنة. ومرّة أو مرتان أسبوعياً كافيتان. كما أن الريتينول يساعد على تقليل حجم الغدد الدهنية، لكن يجب البدء به تدريجياً؛ لأنه قد يسبّب جفافاً عند بداياته. ولا تنسي استعمال واقي الشمس بتركيبة خفيفة، وخالية من الزيوت، ويفضّل المعدنية منها، مثل أكسيد الزنك.
مكوّن النياسيناميد ممتاز لامتصاص الزيوت، وتهدئة الالتهابات، وتقوية الحاجز الجلدي. وإذا كانت المشكلة أكبر، فيمكن لعلاجات الليزر أن تساعد في تقليل نشاط الغدد الدهنية.
وتشكل أوراق امتصاص الدهون حلاً عملياً خلال اليوم، دون الحاجة لإضافة بودرة بكميات كبيرة. كما أن تخفيف المكياج الكريمي، والتحوّل إلى بودرات معدنية، يمنعان انسداد المسام.
وتجنّبي لمس وجهكِ باليد؛ لأنها تنقل البكتيريا والزيوت، وتزيد الحبوب. كما أن التحكّم في التوتر، والرياضة، والتأمل، والهوايات، تقلّل الكورتيزول. ومن المهم اعتمادكِ على غذاء صحي، يشمل: تقليل السكر، والكربوهيدرات المكرّرة؛ ما يقلل الحبوب، وإنتاج الزيت.
الجانب الإيجابي في البشرة الدهنية:
صحيح أنها مزعجة أحياناً، لكن لديها مزايا مهمة، فهي تحافظ على رطوبة الجلد، وتمنع فقدان الماء. كما تحمي من الالتهابات والملوّثات، وتؤخر ظهور التجاعيد، وعلامات التقدّم في العمر. ورغم ذلك، فقد تؤدي للحبوب والندبات عند عدم العناية بشكل صحيح. وتذكّري دائماً: احتياجات بشرتكِ تتغيّر مع الزمن. لذا، لا تترددي في طلب استشارة مختصّ تجميل، أو طبيب جلدية، عند الحاجة.