في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا رفيق الجمال الأول، لم تعد أدوات العناية بالبشرة تقتصر على الحلول الموضعية، كالكريمات والسيروم، إذ تتسلّل الأجهزة الذكية إلى روتين العناية اليومية؛ لتقدّم حلولاً مبتكرة؛ لشدّ البشرة، وتحفيز الكولاجين، دون الحاجة إلى العيادات، أو التدخلات الجراحية. ومن بين أبرز هذه الابتكارات، يظهر الحزام الكهربائي، والكماشة الذكية، وهما جهازان يستقطبان اهتماماً متزايداً حول العالم، إذ إنهما يعكسان مرحلة جديدة من تطور الجمال التكنولوجي، حيث لم يعد السؤال: كيف نحافظ على شباب البشرة؟.. بل أصبح: بأي تقنية نحقق هذا الشباب؟
ويعتمد الحزام الكهربائي على «التحفيز الكهربائي للعضلات»، وهي تقنية تُستخدم - منذ عقود - في الطب الرياضي، والعلاج الطبيعي، وانتقلت اليوم إلى عالم التجميل، حيث يرسل «الحزام» نبضات كهربائية دقيقة ومنتظمة، عبر وسائد سيليكون ملامسة للبشرة، تستهدف العضلات الصغيرة في مناطق: الذقن، والفك السفلي، والرقبة. هذه النبضات تحفّز العضلات على الانقباض، والانبساط، بطريقة مشابهة لتمارين الوجه، ما يساعد على شدّ الجلد، ونحت الملامح تدريجياً. وتُدمج هذه التقنية، أحياناً، مع «الاهتزازات الميكروية» (Micro-vibration)، والحرارة اللطيفة؛ لتحسين تدفق الدم في الطبقات السطحية، ما يعزز مدّ الخلايا بالأوكسجين، والمواد المغذية، ويحفّز الكولاجين المسؤول عن مرونة البشرة.
من التحفيز الكهربائي.. إلى الذكاء الحراري
الجيل الجديد من هذه الأحزمة، مثل «Electric Face Lift Double Chin Device»، لا يقتصر على التحفيز الكهربائي فحسب، بل يدمج أيضاً تقنيات التحكم الذكي في النبضات، والاستشعار الحراري؛ ما يسمح بتوزيع متوازن للطاقة، وتجنّب أي تهيّج في البشرة. كما أن بعضها مزوّد بتقنية «العلاج الضوئي»، التي تستعين بأطوال موجية محددة من الضوء الأحمر، أو الأزرق؛ لتحفيز تجدد الخلايا، ومكافحة الالتهاب. وتعمل النبضات الكهربائية على مستويين متكاملين، هما: المستوى العضلي: لتنشيط ألياف العضلات ومنع ترهّلها، وإعادة التماسك الطبيعي للمنطقة السفلية من الوجه. والمستوى الخلوي: لتحفيز الخلايا الليفية، المسؤولة عن إنتاج الكولاجين والإيلاستين، ما يؤدي إلى تحسّن تدريجي في ملمس البشرة ومرونتها. ويتميّز الحزام الكهربائي بإمكانية تخصيص شدة التحفيز، ودرجات الحرارة، حسب نوع البشرة، ومدى تحملها.
-
حزام كهربائي وكماشة ذكية.. لشدّ البشرة
النتائج المتوقعة.. واحتياطات الأمان
تأتي هذه الأحزمة بتصميمٍ مريح؛ ليُغطي منطقتَي الذقن، والرقبة، بإحكام، من دون ضغط مفرط. ويُلاحظ، مع الاستخدام المنتظم للأحزمة الكهربائية، تحسّن في تحديد الفك السفلي، وتراجع «الذقن المزدوج»؛ بفضل شدّ العضلات، وذوبان الدهون السطحية، ما يمنح البشرة مظهراً مشدوداً ومشرقاً. ورغم أن هذه الأجهزة آمنة للاستخدام المنزلي، فإنه يُنصح بتجنّبها في حال وجود زرعات معدنية، أو التهابات جلدية، واستشارة الطبيب لمن يعانين أمراض القلب أو الأعصاب، مع الالتزام بتعليمات التشغيل، ومدة الاستخدام المحددة.
كماشة ذكية تُعيد تشكيل الوجه
في مشهد أجهزة الجمال المنزلي، باتت الأجهزة الجديدة، مثل «الكماشة»، تثير الفضول.. فهل يمكن لجهاز صغير، مثل «AALOK Ultra Olla Pinching Device»، أن يحاكي تأثيرات جلسات العيادة؟.. وتعتمد فكرته الجوهرية على تطبيق قوة ميكانيكية خفيفة (قرص أو قبضة دقيقة)؛ لثني طيّة رقيقة من الجلد قبل أن تُطبّق عليها الطاقة الحرارية، والضوئية. ويزيد تجميع نسيج محدد، داخل مسافة صغيرة، تركيز الطاقة في طبقات الجلد المستهدفة، ما يعزز فاعلية تنشيط ألياف الكولاجين موضعياً (مقارنة بتعريض مساحة أوسع من الوجه للطاقة نفسها)، ويقلل الهدر الطاقي، ويحسن دقة التمرير على خطوط الوجنتَيْن، والفك، والجبهة.
جلسة رفع مُصغّرة
هذا الجهاز عبارة عن رأس مصمم على شكل «كماشة»، ومصادر ضوئية للأطوال الموجية المتوافقة مع تحفيز دورة الخلايا، ووحدة ترددات راديوية؛ لإنتاج حرارة مضبوطة، تعمل على تحفيز الكولاجين، إضافةً إلى اهتزازات دقيقة؛ لتحسين دوران الدم، وتقليل الانتفاخ. والجهاز مُصمّم لروتين يومي قصير، من 5 إلى 10 دقائق يومياً، على كل منطقة مستهدفة. ويأتي مع شاحن (USB)، وتصميم مريح للقبضة؛ ليُسهل استخدامه بالمنزل.
طاقات ضوئية.. واهتزازية
تقوم الكماشة بالتقاط طيّة جلد، ثم يتم توجيه حرارة محكومة داخل تلك الطية؛ لتعزيز تقلص البروتينات، وتحفيز عملية تجديد بطيئة على مدار الأسابيع. وكذلك، يتم استخدام ضوء مكمّل لتهيئة الخلايا، وتحسين نفاذية الجلد، وتحفيز الاستجابات الخلوية المرتبطة بالإصلاح. كما تقلل الاهتزازات الانتفاخ، وتسرّع تأثير التدليك، الذي يُحسّن نتائج التحديد. والنتائج الأولية المرئية قد تظهر كتحسّن فوري في إشراقة الجلد، وتراجع انتفاخ طفيف. بينما تتطلب تغيّرات ملموسة في تماسك الجلد، ورفع الخدين، والفكّ، أسابيع إلى أشهر من الاستخدام المتواصل؛ لأن نمو الكولاجين عملية بطيئة. وفي كلتا الحالتين، تذكّري أن الأجهزة المنزلية لا تُحدث معجزات، وأن قوة التحسّن ترتبط بعمر البشرة، ودرجة الترهل، والعناية المتوازنة التي تشمل: الترطيب، والنوم الكافي، والتغذية السليمة.