يشهد عالم الموضة والأزياء والإبداع، في سلطنة عمان، حدثاً لافتاً ومؤثراً؛ بعودة أسبوع مسقط للموضة، بعد توقف نسبي، في خطوة تؤكد تنامي الاهتمام بالصناعات الثقافية والإبداعية، ودورها في إبراز الهوية العمانية، على الساحة الإقليمية والعالمية.

تفاصيل عودة أسبوع مسقط للموضة:

تحتضن «ليالي مسقط 2026»، أسبوع مسقط للموضة، بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبلدية مسقط، حيث يعود، مجدداً، للمشهد الإبداعي العماني، بأسلوب أكثر تطوراً وتأثيراً. وتأتي النسخة الجديدة من الحدث، بين 12، و15 يناير 2026، في دار الأوبرا السلطانية مسقط، التي ستتحول خلال 4 أيام إلى منصة حيوية، تستقبل عروضاً مبتكرة، تجمع بين الحداثة والأصالة.

ويمثل أسبوع مسقط للموضة واحدة من أبرز الفعاليات، التي ولدت من رؤية مبكرة؛ لتعزيز حضور السلطنة في قطاع الموضة، حيث أطلق للمرة الأولى عام 2011، بوصفه أول أسبوع للموضة في منطقة الخليج، وقد ساهم - منذ انطلاقته - في وضع عدد من المصممين العُمانيين، والعرب، على خارطة الأزياء، وفتح أمامهم آفاقاً أوسع للتواصل مع الأسواق العالمية.

ويتجدد «الحدث»، هذا العام، بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبلدية مسقط، وبشراكات إعلامية ورسمية، تسعى إلى رفع مستوى التجربة التنظيمية والمهنية، وتؤكد الجهات المنظمة أن النسخة المقبلة ستكون أكثر شمولاً من حيث تنوع العروض، واستضافة دور أزياء إقليمية ودولية، إضافة إلى منح مساحة أوسع للمواهب المحلية الناشئة.

ويأتي تنظيم أسبوع مسقط للموضة، في توقيت يعكس التحولات التي تشهدها السلطنة في تطوير قطاع الصناعات الإبداعية، باعتباره أحد المجالات التي تراهن عليها لإيجاد فرص اقتصادية جديدة، وتعزيز الهوية الثقافية، وإبراز الحرف التقليدية في قوالب تصميمية عصرية. ومن المتوقع أن يقدم المصممون المشاركون أعمالاً، تستوحي من التراث العُماني الغني، وتعيد صياغته بلغة فنية، تلائم التوجهات العالمية.

كما يوفر «الحدث» مساحة للحوارات المهنية، عبر ورش عمل وجلسات نقاشية، تجمع خبراء الأزياء، وصناع العلامات التجارية، ورواد الأعمال، بما يعزز المعرفة التخصصية لدى العاملين والمهتمين بالقطاع. وتعد هذه الأنشطة جزءاً أساسياً من رؤية الأسبوع؛ لتأسيس بيئة مستدامة، قادرة على تطوير المواهب، واستقطاب الشراكات الاستثمارية.

ومع عودة أسبوع مسقط للموضة بنسخته الجديدة، يبدو أن السلطنة تتجه نحو ترسيخ موقعها كمركز إقليمي للصناعات الإبداعية، مدفوعة بإرث ثقافي غني، وبإرادة واضحة لتطوير قطاع الأزياء كمساحة تجمع بين الابتكار والاقتصاد والهوية.