أعلن «مركز أبوظبي للغة العربية»، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أسماء الفائزين بالدورة الثالثة من جائزة «سرد الذهب» لعام 2025، الهادفة إلى تكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية محليًا وعربيًا، ودعم فنون السرد القصصي والبصري، وتسليط الضوء على آداب الحكاية الشعبية والسردية الإماراتية، والإنتاجات الجديدة والمبتكرة في هذا المجال، التي من شأنها إبراز قيم التراث الإماراتي والعربي.

وستوزع الجوائز على الفائزين بفئات الجائزة، ضمن فعاليات «مهرجان الظفرة للكتاب»، الذي سيقام في شهر يناير 2026، في حصن الظفرة بأبوظبي.

الفائزون بجائزة «سرد الذهب 2025»:

فاز بدورة جائزة «سرد الذهب» لعام 2025، تسعة فائزين من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمغرب، ومصر، وسلطنة عُمان، والكويت، حيث شهدت الجائزة، في دورتها الحالية، إقبالًا واسعًا على المشاركة في فروعها. وبلغ إجمالي الدول المشاركة 37 دولة، مقارنةً بـ22 دولة فقط في الدورة الأولى، بزيادة وصلت إلى 68%، خلال أقل من ثلاثة أعوام، كما استقبلت الجائزة ترشيحات من دول تشارك للمرة الأولى، هي: ألبانيا والنمسا وتشاد والدنمارك وإيطاليا واليابان، بما يعزز المكانة العالمية المرموقة، التي تتمتع بها الجائزة.

  • الإعلان عن الفائزين بجائزة «سرد الذهب» في دورتها لعام 2025

فئة «القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة»:

فاز أربعة مشاركين، نجحوا في طرح موضوعات مهمة بأساليب سردية متميزة، هم:

- عبدالبر الصولدي من المغرب، عن مجموعته «نزيف الأطياف»، التي اتسمت بأصالتها وانتمائها العميق إلى البيئة الشرقية والروح الإنسانية، مع توظيفه لأسلوب ساخر، ولغة مكثفة تحمل دلالات فكرية وجمالية وفلسفية عميقة، أكسبها صوتًا قصصيًا متفردًا.

- محمد منصور محمد من مصر، عن مجموعته «أكثر من أربعين شبيهاً»، التي تميزت بعمقها الفلسفي والسريالي، الذي يوازن بين التجريب الفني والالتزام بالواقع الإنساني والاجتماعي، عبر سرد شائق، ولغة تعبر عن أفكار واقعية برؤية رمزية، تتجاوز المحلي إلى الإنسانية بأدوات لغوية، ومعرفة معجمية متفردة.

- شريف صالح من مصر، عن مجموعته «حكايات مزدوجة»، التي سعى فيها إلى صنع عالم رمزي يستند إلى الموروث العربي والخيال الجمعي، جامعًا بين الأصالة والتجريب، وتعدد مستويات اللغة والأساليب، والإبداع في توظيف الرموز المستمدة من التراث العربي والوجدان الجمعي.

- الدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية علي من سلطنة عُمان، عن مجموعتها «بئر الغياب»، من حكايات الماء في الأساطير العمانية، التي وظفت فيها الموروث الشعبي والأسطورة العمانية في بناء سردي معاصر يجمع بين الواقعية والخيال الرمزي، معبّرة عن البيئة المحلية وتحولاتها الاجتماعية والثقافية، بسرد يتسم بالبراعة، واللغة الشعرية ذات البعد الفلسفي.

فئة «القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة»:

شهدت هذه الفئة تنافسًا لافتًا بين أعمال عكست تطور أدوات السرد العربي، وسلط الضوء على الإصدارات الحديثة، التي أثرت المكتبة العربية، حيث فاز يوسف ذياب خليفة من الكويت، عن مجموعته القصصية «زمن سيد اللؤلؤ»، الصادرة عن «دار منشورات ذات السلاسل» عام 2024، التي نجحت في استحضار البيئة الخليجية، وتحولاتها عبر سردية بصرية لافتة، موظفًا اللهجة المحلية لتعميق الهوية السردية للشخوص، مع طرح قضايا اجتماعية وإنسانية بجرأة وواقعية، في بناء قصصي يوازن بين الذاكرة المكانية، وطرح الأسئلة الراهنة بلغة واضحة ومباشرة.

فئة «السرود الشعبية»:

فازت ميرال الطحاوي من مصر، عن كتابها «بعيدة برقَة على المرسال: أشعار الحب عند نساء البدو»، الصادر عن «مركز المحروسة» عام 2020، والذي يعد إضافة نوعية إلى المكتبة العربية، إذ يقدم رؤية مختلفة حول التراث البدوي والشعر النسائي، ويجمع بمهارة فائقة بين جمال السرد الأدبي ودقة البحث الأكاديمي الرصين، ويقدم إسهامًا كبيرًا في الكشف عن جوانب مهمة من التراث البدوي المتعلق بالإبداع النسائي والتعريف به، وإبراز دور المرأة البدوية في حفظ التراث الشعري ونقله، ومكانتها في التراث الثقافي.

فئة «الرواة»:

فاز علي الكندي المرر من دولة الإمارات، الذي يعد أحد أهم الأسماء البارزة في مجالات: الشعر والتاريخ والتراث المحلي، إذ جمع بين الحس الأدبي، والبحث الميداني لتوثيق السردية الإماراتية، في أبعادها المتنوعة، وأسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالتراث، من خلال كتبه ومؤلفاته ومقالاته وبرامجه، التي قدمها في مختلف وسائل الإعلام، واستطاع أن يحوّل جهوده البحثية والأدبية إلى مشروع متكامل، أسهم من خلاله في صياغة الذاكرة الإماراتية، وحفظها للأجيال المقبلة.

فئة السردية الإماراتية:

حظيت فئة «السردية الإماراتية»، بفائزين من دولة الإمارات:

- هدى إبراهيم الخميس، إحدى الشخصيات الثقافية البارزة في دولة الإمارات، إذ أسهمت بدور محوري في تعزيز السردية الثقافية الإماراتية الحديثة، منذ تأسيسها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وقد عملت على إرساء بنية ثقافية راسخة تعبر عن روح الإمارات الحديثة، ونجحت من خلال مبادراتها وبرامجها المتنوعة في تعزيز مكانة أبوظبي منصة عالمية تلتقي فيها الثقافات؛ لتحتفي بالهوية الإماراتية في أبهى صورها، بما يعزز حضور السرد الوطني الموسيقي في المحافل الدولية.

- جمال بن حويرب، أحد أهم الأدباء والشعراء ومُحركي النشاط الثقافي السردي في الدولة، ومن أهم إنجازاته في سياق السردية الإماراتية، إعداد وتقديم برنامج «الراوي» التلفزيوني، الذي يعد ثروة وطنية في حفظ السرود الإماراتية خاصة، والخليجية والعربية عامة، نظرًا لما شمله من معلومات عن الشعر والشعراء، والوصايا الاجتماعية، وقصص الرواد، وحكايا الديار، والرحلات، ونفائس المخطوطات والوثائق القديمة.

وتهدف جائزة «سرد الذهب» إلى تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية ومنصة رائدة، تحتضن الإبداعات الإنسانية، وتوسيع فضاءات الحوار الثقافي، ما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل والتواصل بين الشعوب، وضمان استدامة التراث غير المادي، من خلال تشجيع الأبحاث والتوثيق في السرديات الإماراتية والعربية.