هل شعرتِ، مؤخراً، بأنكِ لم تعودي قادرة على التركيز لفترات طويلة، كما كنتِ من قبل؟.. لستِ وحدكِ؛ فدراسات حديثة عدة تؤكد أن القدرة على التركيز لدى البشر انخفضت بشكل ملحوظ، خلال العقدين الماضيين. ومع انتشار الهواتف الذكية، ومحتوى الفيديو القصير، أصبح التشتت رفيقاً دائماً لنا جميعاً، لكنه بالتأكيد ليس نهاية المطاف.

  • تحدي التركيز في «العصر الرقمي».. كيف تستعيدين السيطرة على انتباهكِ؟

قبل سنوات، انتشر عنوان صادم في وسائل الإعلام، يقول: «البشر أصبحوا أقل تركيزاً من السمكة الذهبية»؛ ورغم أن هذا الادعاء كان مبالغاً فيه، وغير دقيق علمياً، إلا أنه سلط الضوء على «قضية جوهرية»، هي مدى تأثير العالم الرقمي على انتباهنا. إن منصات الفيديو القصيرة صُممت خصيصاً؛ لتجذب انتباهنا بسرعة فائقة، لكنها في الوقت نفسه تُقلص قدرتنا على الاستمرار في التركيز لفترات زمنية ممتدة.

لا تقلقي.. فهذا ليس ضعفاً منكِ!

صعوبة التركيز ليست عيباً شخصياً، بل هي نتيجة لثقافة رقمية، مصممة لسرقة الانتباه عبر مؤثرات بصرية وسمعية. واليوم، أصبح الفيديو القصير هو المسيطر؛ إذ يجد نصف مستخدمي «تيك توك» أن المقاطع التي تزيد مدتها عن دقيقة واحدة «مرهقة»، بينما تحقق المقاطع الأقصر أعلى معدلات التفاعل. وحتى في عالم الموسيقى، انخفض متوسط طول الأغاني؛ لتناسب خلفيات مقاطع التواصل الاجتماعي.

  • تحدي التركيز في «العصر الرقمي».. كيف تستعيدين السيطرة على انتباهكِ؟

تأثير التعددية الرقمية على دماغك:

التحول الرقمي لم يؤثر على سلوكنا اليومي فحسب، بل أصبح يشكل «دماغنا» حرفياً؛ فاستخدام شاشات متعددة يُضعف التحكم المعرفي، ويؤثر على المناطق المسؤولة عن تنظيم المشاعر. والتبديل السريع بين المهام قد يمنحكِ شعوراً زائفاً بالإنتاجية، لكنه في الحقيقة يقلل القدرة على تصفية المشتتات، ويزيد احتمالية وقوع الأخطاء.

إلى جانب ذلك، يُلاحظ انخفاض حاد في معدلات القراءة، وهو أمر مثير للقلق؛ لأن تراجع مهارات القراءة يقابله تراجع في التفكير النقدي، والتخيل، والثقافة العامة لدى الأجيال الجديدة.

  • تحدي التركيز في «العصر الرقمي».. كيف تستعيدين السيطرة على انتباهكِ؟

كيف تستعيدين قدرتكِ على التركيز؟

التركيز يمكن تدريبه، واستعادته، مثل أي عضلة أخرى في الجسم.. ومن الطرق الفعالة:

  • ممارسة اليقظة الذهنية: التركيز على التنفس يساعد في استعادة زمام الانتباه.

  • قاعدة «بعيداً عن الهاتف»: تقليل الإشعارات يمنحكِ مساحة أطول للعمل العميق.

  • استراحات منظمة: حددي أوقاتاً ثابتة؛ للتحقق من البريد الإلكتروني، بدلاً من العشوائية.

  • الوقت الأخضر: قضاء 20 دقيقة في الطبيعة يحسن التفكير الإبداعي بشكل مذهل.

  • النوم المنتظم: يعد الضمان الأساسي؛ لترميم وظائف الدماغ، وتقليل التشتت.

وقود الدماغ.. طعام من أجل التركيز:

يمكن لبعض الأطعمة أن تدعم وظائفكِ الإدراكية؛ فالجلوكوز هو الوقود الأساسي للدماغ، لكن نوعية المصدر هي الأهم.. إليكِ قائمة بالعناصر الداعمة لمساراتكِ العصبية:

  • أحماض (أوميغا 3): الموجودة في الأسماك الدهنية.

  • الفلافونويدات: المتوفرة في: التوت، والشوكولاتة الداكنة، والشاي الأخضر.

  • مضادات الالتهاب: كالكركمين (في الكركم).

  • الفيتامينات والمعادن: مثل فيتامينات: (ب، ود، وهـ، وج)، بالإضافة إلى الحديد، والزنك، والسيلينيوم، والكولين.