يضم «متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي»، الذي يقع في جزيرة السعديات، كنوزاً علمية وتراثية؛ ليشكل نافذة على ماضينا، وجسراً إلى مستقبلنا، ففي «المتحف»، تمتزج المعرفة بالخيال؛ لنلهم الأجيال، ونروي حكاية الأرض بكل أسرارها، كما يشكل منصة حية لاستشراف المستقبل، ترحب معها العاصمة الإماراتية أبوظبي بالعالم؛ لاكتشاف قصة كوكب الأرض الغني بالتنوع، والحياة، عبر رحلة في «المتحف»، الذي يمتد على مساحة 35 ألف متر مربع، مشكلاً علامة فارقة جديدة في قلب «المنطقة الثقافية» في السعديات، التي تحولت إلى مركز عالمي، يجمع الإبداع، والثقافة، والمعرفة.
-
«متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي».. رحلة كوكب الأرض عبر 13 مليار عام
يأخذ «متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي» زواره، في رحلة عبر 13.8 مليار سنة من التاريخ الكوني؛ لاستكشاف أصول النظام الشمسي، وظهور الحياة على كوكب الأرض؛ فعند دخول الزوار إلى «المتحف»، يقفون أمام روائع مذهلة لكائنات استثنائية، من الهيكل العظمي الشهير شبه الكامل لـ«تيرانوصور ريكس»، وهيكل أنثى حوت أزرق بطول 25 متراً، يقدم رؤى مدهشة حول التطور، والتنوع البيولوجي البحري، إلى جانب «نيزك موشيون»، الذي يعود عمره إلى 4.5 مليارات سنة، ما يجعله من أقدم المواد التي تعود إلى بدايات تشكّل النظام الشمسي، وهذه الكنوز ليست مجرد معروضات، بل مفاتيح تساعد على كشف أسرار الماضي السحيق للأرض، ومكانتنا فيها.
ويتميز «متحف التاريخ الطبيعي» بهويته المتفردة، حيث ينطق بصوت عربي أصيل، ويروي قصة منطقتنا، وتاريخها الطبيعي، ويكتشف الزوار حياة كائنات بحرية قديمة، كانت تعيش في مياهنا، كما يطلعون على كيفية تشكل الجيولوجيا والمناخ للأرض والثقافة التي نعيشها اليوم، ليخوضوا تجربة المناظر الطبيعية لما قبل التاريخ، في أبوظبي، كما كانت قبل سبعة ملايين سنة، وسيكتشفون أحفورة الفيل المنقرض، التي عثر عليها في أبوظبي، والمعروفة باسم «ستيجوتيترابيلودون الإمارات»، حيث يعد «المتحف» تحفة فنية، تجسد تاريخنا الطبيعي، وقد صمم المبنى باستخدام مواد صديقة للبيئة؛ لتكون رسالة «المتحف» وفية لكوكب الأرض.. شكلاً، ومضموناً.
-
«متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي».. رحلة كوكب الأرض عبر 13 مليار عام
ويشكل «متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي» منصة حية لاستشراف المستقبل، حيث يضم مرافق بحثية، وفصولاً تعليمية، ومساحات للحوار العام، كما يستضيف علماء دوليين، يتعاون مع جامعات رائدة، ويتيح للطلاب في دولة الإمارات المشاركة في أبحاث متقدمة في مجالات: علوم الأرض، والحيوان، والحفريات، والأحياء البحرية، والبحث الجزيئي.
وينبع جوهر رسالة «متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي» من الإلهام، إذ يسعى «المتحف» إلى غرس حب المعرفة والاهتمام بكوكبنا في نفوس الشباب، وإتاحة الفرصة للزوار؛ ليروا أن أبوظبي ليست فقط حافظة لتاريخ الأرض، بل تسهم، أيضاً، في كتابة فصوله المقبلة، من خلال التعليم والبحث والاستدامة، في «المتحف» الذي يعتبر مركزاً للاكتشاف للعلماء، ومكاناً للاستكشاف المشترك للعائلات، وتذكيراً بعمق جذور دولة الإمارات، ورؤيتها العالمية، فهو مكان ننظر فيه إلى الماضي، ونحتفي بالحاضر، بينما نصوغ المستقبل.