يبدو أن عام 2026 سيشهد تحولاً واضحاً في الذوق الخاص بصناعة الموضة والأزياء، حيث لم تعد السرعة أو المبالغة أو الاستعراض البصري المفرط، عناصر مرغوبة كما في السابق. لقد جعلت الأزمات البيئية، وتغير سلوك المستهلك، وبعض الصيحات تبدو مستهلكة وغير عملية، أو بلا قيمة طويلة الأمد.. في ما يلي أبرز صيحات الموضة، التي نودعها مع نهاية 2025، تمهيداً لمرحلة أكثر نضجاً واتزاناً في 2026.

  • 6 صيحات.. نتركها خلفنا لنبدأ عام 2026 أكثر رقياً

الملابس الرياضية:

الراحة أصبحت عنصراً أساسياً في عالم الموضة، لكن عام 2025 شهد تمدد صيحة الأزياء الرياضية المعروفة بـ«Athleisure»، إلى مساحات لا تناسب الذوق العام في 2026. ووفقاً لمقولة المصمم الراحل كارل لاغرفيلد: «السراويل الرياضية علامة على الاستسلام؛ فحين تفقد السيطرة على حياتك، تشتري سروالًا رياضياً»، ولعل هذا ما يجب اتباعه كشعار للعام الجديد. حان الوقت لإعادة النظر في هذا الخلط المبالغ فيه بين ملابس النادي والشارع، وترك السراويل الرياضية لمكانها الطبيعي.

الأحذية الضخمة:

حان الوقت؛ لنقول: وداعاً لأحذية الـ«Yeti»، التي شكلت جزءاً كبيراً من صيحات الموضة في 2025، فقد شاهدناها بكثرة في أزياء الشارع، وبين مدونات الموضة والأزياء، لكن مع قدوم العام الجديد، ستختفي هذه الموضة؛ لعدم تناسبها مع أسلوب الأزياء الأكثر جاذبية، ونعومة، وتوازناً بصرياً.

  • 6 صيحات.. نتركها خلفنا لنبدأ عام 2026 أكثر رقياً

خامات الساتان والدانتيل في الإطلالة:

سواء تم ارتداؤها بمفردها، أو تنسيقها فوق قطع أخرى أو تحتها، تبقى خامات الساتان والدانتيل مرتبطة ذهنياً بملابس النوم، ويظل حضورها في الإطلالات النهارية أمراً غير مريح بصرياً. وربما نجحت إطلالات البيجاما المنسقة، أو مع البليزر، أو الكنزة الصوفية، لكن من الواضح أن أسلوب الشارع الجريء والعصري، في 2026، يمتلك إمكانات أوسع بكثير من مجرد ارتداء تنورة «ميدي» من الدانتيل فوق بنطال جينز.

المبالغة في التنسيق:

أشارت الطبقات المتعددة، والإكسسوارات المتراكمة، والتنسيق الفوضوي المتعمد، في الماضي، إلى براعة عالم الموضة. أما الآن، فتبدو مُفتعلة للغاية. عندما تتنافس جميع العناصر في جذب الانتباه، يفقد المظهر العام وضوحه. ويميل التوجه السائد، حالياً، إلى البساطة بدلاً من التكديس؛ بإكسسوارات أقل، وتصاميم أنيقة، وأزياء تبرز فكرة واحدة قوية؛ فالأناقة هي الثقة بالنفس، لا الفوضى.

ترجمات غير عملية.. من عروض الأزياء إلى الشارع:

تهيمن المقاسات المبالغ فيها، والأحذية الضخمة، والتصاميم غير التقليدية على عروض الأزياء لسبب وجيه، أنها تثير النقاش. لكن عندما لا تُترجم هذه الأفكار بشكل جيد إلى ملابس يومية، فإنها تخاطر بإثارة النفور، بدلاً من الإلهام. ويرتكز عالم الموضة، في عام 2026، بشكل متزايد، على سهولة الارتداء، وأكثر التصاميم جاذبية هي تلك التي تحترم الحركة، والوظيفة، وأسلوب الحياة الواقعي، مع الحفاظ على هوية بصرية مميزة.

  • 6 صيحات.. نتركها خلفنا لنبدأ عام 2026 أكثر رقياً

القصات المعقدة (Cut-outs):

بعد حضور طاغٍ لمواسم عدة، تبدو القصات المعقدة (Cut-outs)، من الصيحات التي استنفدت طاقتها مع نهاية 2025. صحيح أنها بدأت كوسيلة ذكية؛ لإضفاء جرأة محسوبة على التصاميم، لكنها سرعان ما تحولت إلى عنصر مبالغ فيه، أفقد القطعة توازنها الجمالي، ووظيفتها العملية.

في كثير من الأحيان، لم تعد هذه الفتحات تخدم التصميم بقدر، ما أصبحت تشويشاً بصرياً يقطع انسيابية القصة، ويطرح تساؤلات حول الملاءمة والراحة وسهولة الارتداء. كما أن الإفراط في استخدام الـ«Cut-outs» جعل الإطلالة تبدو قسرية، كأن الجرأة غاية في حد ذاتها، وليست نتيجة قرار تصميمي مدروس.

نهاية البساطة المجردة:

بعد سنوات من الهيمنة المطلقة على منصات العرض وأسلوب الشارع، يبدو أن «المينيماليزم Minimalism» وصل إلى نقطة التشبع مع نهاية 2025. هذا التوجه، الذي قام على الخطوط النظيفة، والألوان الحيادية، والابتعاد عن الزخرفة، نجح في ترسيخ مفهوم الأناقة الهادئة، لكنه مع الوقت فقد عنصر المفاجأة، وأصبح متوقعاً إلى حد كبير. ولم يعد التبسيط المفرط يعكس بالضرورة ذوقاً رفيعاً، أو وعياً أسلوبياً، بل تحول في كثير من الإطلالات إلى رتابة بصرية، تفتقر إلى الشخصية والتميز.