تحدت الإماراتية، نجاة البلوشي، المعتقدات الفكرية وأصبحت من بين القليلات في مجال التحكيم النسائي في لعبة كرة القدم، بعد أن حصلت على شارة التحكيم الدولي، التي جعلتها مثالاً يحتذى به لفتيات الإمارات في الإرادة والعزيمة، لاعتراك مجال التحكيم الذي ظل لعقود طويلة حكراً على الرجال، إذ تحلم نجاة كما قالت لـ«زهرة الخليج» بأن تساعد من خلال صافرتها في تطوير حركة الرياضة النسائية بالدولة. 

  متى بدأتِ في سلك التحكيم؟

انخرطت في سلك التحكيم في سنة 2011، إذ إنني أحب تطبيق القانون بشكل عام، وأعشق مجال كرة القدم منذ صغري، إلا أن الأمر الذي شجعني على دخول عالم تحكيم لعبة كرة القدم، هو تطور المجال في دولة الإمارات وخاصة خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن الدعم اللامحدود التي تحظى به الحكمات من قبل اتحاد الإمارات لكرة القدم ولجنة التحكيم، من خلال توافر الورش الفنية والدراسات الخارجية لاكتساب الخبرات، وتعلم المزيد في مجال قوانين ولوائح كرة القدم بجانب الفعاليات الدولية، التي تنظم في الدولة والتي من شأنها أن ترفع مستوى الحكمات العاملات، سواء حاملات الشارة الدولية أو غيرهن.

صعوبات

• ما الصعوبات التي واجهتكِ خلال مشوارك مع التحكيم؟

في كل مجالات الحياة هناك الكثير من التحديات والصعوبات، ورياضة كرة القدم تتطلب مجهوداً ومتابعة والتزاماً كبيراً، وخاصة حكام كرة القدم فهم مطالبون بأن يكونوا في أتم الجاهزية البدنية وملمين بالقانون، ومن أكثر التحديات التي واجهتني في هذا المجال، هو قانون كرة القدم والذي يعتبر أساساً مهماً في التحكيم، إضافة لكثرة تغييرات وتحديثات القانون مؤخراً.

• كيف تنظرين إلى إسناد تحكيم بعض المباريات العالمية وآخرها كأس السوبر الأوروبي للنساء؟

هي ميزة مهمة لسلك التحكيم النسائي وفخر وإضافة جديدة لمسيرة المرأة، التي تمكنت من دخول جميع المجالات، ومنها المجال الرياضي بشكل عام ولعبة (الساحرة المستديرة) بشكل خاص، خاصة أنها كانت حكراً على الرجال لفترة طويلة، ولا شك في أن مجال التحكيم من المجالات التي دخلتها المرأة وأثبتت فيها وجوداً وتميزاً وجدارة عالية.

رياضة نسائية

• ما رأيك في تطور الرياضة النسائية بالإمارات وخاصة كرة القدم؟

بلا شك قطعت أشواطاً مهمة وتطورت كثيراً، حتى وصلت الكثير من اللاعبات الإماراتيات إلى منصات التتويج في مختلف الألعاب، وذلك بفضل دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ورعايتها لمختلف الأنشطة الرياضية والرياضيات الإماراتيات وتوجيهات سموها السديدة ورؤيتها الحكيمة، التي عملت على تعزيز حضور المرأة على صعيد المجال الرياضي، الأمر الذي يضع جميع العناصر النسائية في المجال الرياضي، سواء كن لاعبات أو مدربات أو حكمات أو إداريات، أمام مسؤولية مضاعفة تدفعهن إلى بذل مزيد من الجهد تحقيقاً لإنجازات أكبر لنتمكن من رد الدين لوطننا الحبيب.

• ما رسالتك لفتيات الإمارات؟

أتمنى من كل فتاة إماراتية لديها الرغبة والشجاعة في دخول هذه المجال ألا تتردد، وخاصة أن المجال مفتوح للجميع واتحاد الإمارات لكرة القدم ولجنة كرة القدم النسائية وأكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك لم تدخر جهداً في سبيل توفير كل الإمكانات من أجل الدفع بالرياضة النسائية إلى الإمام، واحتضان المواهب وتطويرها وصقلها.

دعم

لا تتردد نجاة البلوشي في توجيه الشكر للأشخاص الذين وقفوا بجانبها ودعموها، حتى تتمكن من المضي في طريق تحكيم لعبة كرة القدم، مضيفة: «عائلتي وقفت بجانبي وساندتني، فهم رأوا أن الرياضة تخرج الطاقة السلبية من داخل الإنسان، وتعطيه دافعاً كبيراً للنجاح والتألق في كل جوانب حياته، بالإضافة إلى صديقاتي اللاتي لطالما قدمن لي الدعم والمساندة المعنوية الدائمة».