يبدو أن السينما المصرية تتجه نحو أفلام الرعب، فبعد نجاح فيلم «الفيل الأزرق 2»، انتهى مؤخراً تصوير الجزء الثاني من فيلم الرعب «كامب»، المنتظر عرضه قريباً في دور السينما المصرية والعربية، وإنتاج مثل هذين العملين يطرح تساؤلاً: هل يصنفان ضمن فئة أفلام الرعب؟ وهل نعيش حالياً موضة صناعة أفلام الرعب العربية؟ وهو ما يجيب عنه النقاد لـ«زهرة الخليج» في التحقيق التالي: 

 ليس فيلم رعب

 قدّمت السينما المصرية العديد من أفلام الرعب من أبرزها: «سفير جهنم» عام 1954، و«إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة» عام 1955، و«التعويذة» عام 1987، ثم فيلم «كامب» بجزئه الأول عام 2008، وفيلم «122» عام 2019. لكن السؤال: هل «الفيل الأزرق» بجزأيه يصنف فيلم رعب أم لا؟، ورداً على ذلك، يقول الناقد محمود قاسم: «الفيلم يصنف كفيلم مليء بالتوتر والتشويق الدائم، لكنه ليس فيلم رعب، لأن أفلام الرعب تحتوي على مشاهد عنف ودم وتلاعب بجسم الإنسان وتشويهه. وجسم الإنسان أكثر شيء مقدس لديه، بالتالي تشويهه ليس محبذاً حتى وإن كان تمثيلاً، حيث إن الجسد له قدسية خاصة، ومن هنا أنا لست مع مشاهدة أفلام الرعب رغم أنها تجد إقبالاً من عدد كبير من المشاهدين، منذ أن بدأت في السينما الأميركية منذ الثلاثينات، ومن أشهرها فليما (دراكولا وفرانكشتاين). أما السينما المصرية فلم تنجح ولم ترتقِ في تقديم أفلام الرعب؛ لأن الشعب المصري رقيق بطبعه». ويؤشر قاسم إلى جودة الأعمال التي يقدمها كل من الفنان كريم عبد العزيز والمخرج مروان حامد، موضحاً: «هما فنياً جيدان وقادران على تقديم أنواع مختلفة من الفنون درامياً، إلا أن أحمد مراد (مؤلف الفيل الأزرق)، فهو وزملاء جيله يقدمون روايات غريبة يقال عنها horror fiction أو science fiction، وهي لا تصنف كنوع من أنواع الأدب، إنما يمكن تشبيه ذلك النوع من الروايات بـ(الفشار)، حيث كلما شاهدناها نجدها غير مشبعة».

 رعب بتقنية الـ4d

 يعتبر فيلم «122» من إنتاج عام 2019 هو أول فيلم مصري رعب بتقنية الـ4d، وتدور أحداثه خلال إطار اجتماعي عن قصة حب بين شاب من الطبقة الشعبية، وفتاة من الصم والبكم، تقودهما ظروف الحياة إلى دخول عالم من العمليات المشبوهة، لكنهما يصابان بحادث أليم ويتم نقلهما إلى المستشفى، ليبدآ في مواجهة أسوأ كابوس في حياتهما، ويقضيا أوقاتاً مفزعة بين جنبات هذا المستشفى. وهو من إخراج العراقي ياسر الياسري.

 قصة حقيقية

 عن قصة حقيقية، يعرض قريباً الجزء الثاني من فيلم الرعب «كامب»، الذي انتهى تصوير مشاهده في مدينة الغردقة الساحلية المصرية، وهو من بطولة أيمن الرفاعي، كيرا الصباح ومحمد هاني. وكان قد عرض الجزء الأول من الفيلم عام 2008، من بطولة: أيمن الرفاعي ومحمد الخلعي وأميرة هاني وريم هلال ولطفي لبيب، وتدور أحداثه في أحد الفنادق المهجورة المطلة على شاطئ يقع في منطقة نائية، وتبدأ بعد ذلك سلسلة من جرائم القتل الغامضة، تصيب مجموعة الأصدقاء والعاملين في الفندق وسط حالة من الرعب، عندما يحاول الشباب الفرار من المكان فيكتشفون أن سيارتهم معطلة، وكذلك أجهزة المحمول الخاصة بهم، ويتشكك الأصدقاء كل منهم في الآخر، وفجأة يظهر شخص غامض يضع قناعاً مخيفاً على وجهه، ويحمل سكيناً يهددهم به. الفيلم من تأليف هيثم وحيد، وإخراج عبد العزيز حشاد.