للعام الثاني على التوالي، يواصل محمد حفظي ترؤس «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، حاملاً رؤية جديدة وطموحاً وإصراراً على تجاوز جميع العقبات التي صاحبت المهرجان في دورات سابقة. محمد حفظي أصر على أن تكون الدورة الـ41 مهداة للناقد السينمائي الراحل يوسف شريف رزق الله، الرئيس الأسبق للمهرجان في لمسة وفاء لتاريخه الفني. «زهرة الخليج» التقت حفظي في حوار تحدث فيه بصراحة عما يحيط بالمهرجان من أسرار، أبرزها غياب النجوم العالميين، وتأثير «مهرجان الجونة السينمائي». ونسأله:

• ما الخطوات التي رسمتها لإدارة مهرجان بحجم مهرجان «القاهرة السينمائي»؟

في بداية ترؤسي للمهرجان في دورته الأربعين العام الماضي، تعلمت من خبرات وتجربة الفريق الذي سبقني وعلى رأسهم الراحل يوسف شريف رزق الله، حيث رأيت حينها أن المهرجان يحتاج لخبرات أخرى وينقصه فكر جديد، وأساليب إدارة جديدة مثل مهرجانات العالم، إذ كان من الضروري أن يسهم المهرجان في دعم صناعة السينما، من خلال ورش وندوات تتيح للجميع تبادل الخبرات، واستكشاف الجديد في هذا العالم، إضافة إلى أن المهرجان يلعب دوراً في دعم الصناعة المحلية والعربية، ويشجع المخرجين وشركات الإنتاج والتوزيع، ليشاركوا بأفلامهم وليطلعوا على مشاريع جديدة تستحق الإنتاج، وتكون قادرة على التنافس في السوق العالمية.

تغيير

• إلى أي مدى نجحت في تغيير شكل المهرجان؟

اعتقد أننا نجحنا إلى حد كبير في تغيير الخطوط العريضة للمهرجان، ففي الدورة الـ41 للمهرجان عرضنا 20 فيلماً طويلاً لأول مرة في تاريخ «مهرجان القاهرة السينمائي»، كما أسهمنا في إخراج الكثير من الأفلام إلى النور، وسعينا لاستقطاب ودعم الأفلام الجديدة واكتشاف المواهب، لتخريج جيل جديد قادر على صنع أفلامه، في الوقت ذاته عرضنا إنتاجات عالمية مختلفة من أجل التعلم من تجارب الدول الأخرى.

• كيف ترى تأثير «مهرجان الجونة» في «القاهرة السينمائي»؟

«الجونة» يعتبر مهرجاناً منافساً لنا، كونه يستطيع إحضار أفلام جيدة بحكم الميزانية الضخمة المخصصة له، أي أنه منافس قوي وناجح، في المقابل يمتلك «مهرجان القاهرة السينمائي» تاريخاً طويلاً ويمتلك حضوراً جماهيرياً أكبر، بحكم أن المهرجان يقام في القاهرة الأكثر سكاناً وحركة.

جمهور

• كيف تقيّم الإقبال الجماهيري على المهرجان؟

استطعنا خلال الدورتين السابقتين أن نضاعف عدد المشاهدين مقارنة بالسنوات الماضية، ووصلنا في بعض الأفلام إلى صالات كاملة العدد، واضطررنا في الكثير من المرات إلى تخصيص مشاهدة ثانية للأفلام تلبية لرغبة الجمهور، وهذا في حد ذاته نجاح؛ لأن المهرجان مخصص للجمهور في الأساس.

• كم تبلغ ميزانية «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»؟

تقترب ميزانية المهرجان من 40 مليون جنيه، ووزارة الثقافة المصرية دعمت المهرجان بـ16 مليون جنيه.

• ما المعايير التي تتحكم في الاختيار؟

الجودة الفنية في الأساس، ثم أن تكون الأفلام جيدة على مستوى الشكل والسرد وغيرهما.

  لاحظنا في هذه الدورة غياب نجوم ومشاهير عالميين تعودنا أن نراهم في الدورات السابقة، فما السبب؟

فضلنا أن نخصص جميع الموارد المالية، لزيادة عدد الأفلام المشاركة، واستضافة العديد من الباحثين والعاملين في ميدان السينما من أجل المشاركة بإلقاء دروس في الفن السينمائي، ولن ندفع لأحد كي يشارك في المهرجان من نجوم العالم.

بطاقة

مدير «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، الكاتب والسيناريست محمد حفظي، هو منتج سينمائي مصري حائز العديد من الجوائز، قام بكتابة وإنتاج ما يقارب 30 فيلماً روائياً، في مارس 2018 تم تكليفه من قبل وزيرة الثقافة المصرية، الدكتورة إيناس عبد الدايم، بمسؤولية رئاسة المهرجان بدورته الأربعين، مما يجعله أصغر رئيس في تاريخ المهرجان.