ما يقارب 200 عاماً ونجم "تيفاني أند كو" يزداد سطوعاً في عالم تصميم المجوهرات، هذه العلامة  التي اتسمت بالبساطة والإبهار واقترنت بأسماء كثيرة حملتها خلال تاريخها العريق الذي بدأ في نيويورك عام 1837 مع شارل لويس تيفاني، برأسمال بسيط لا يتجاوز الألف دولار، شارل الذي كان مغرماً بالألماس وأشعل خياله لتكون المرأة بأجمل أناقتها وحضورها وهي ترتدي ما يصممه من خواتم وأساور ومجوهرات، فوصلت شهرته إلى الأميرات والملوك وعالم السينما، ولايزال هذا الاسم يفاجئُنا بما يقدمه من ابتكارات ليشكل أيقونة حقيقية تتسم بالبساطة والأنوثة، وتقترب من الطبيعة ومن معاني الخلود والجمال معاً.

واليوم، تستعرض هذه العلامة المميزة قطع مجوهرات فاخرة صممها كل من إلسا بريتي، وجان شلمبرجير وبعض تصاميم مجموعة Tiffany T، التي تبرز جمال البلاتين والذهب من عيار 18 قيراطاً، كما تعكس هذه القطع جمال الماس والأحجار الكريمة بألوانها النقية مثل السفاير والأماتيست والياقوت. 

إلسا بريتي

إلسا، المصممة التي شكلت ثورة في تصميم المجوهرات منذ انضمامها إلى علامة تيفاني آند كو في عام 1974 واعتبرت مجموعاتها الأكثر إغواء وبساطة وفتنة، فما يميزها هو ما تمتلكه من حس جمالي ورهف في استكشاف الطبيعة بذكاء ورؤية نحات، ورغم كل ابتكاراتها إلا أنها تتسم بالتواضع وتعبر عن نفسها بأنها (حرفية)، بعيداً عن كل الصفات التي تستحقها.

وشكل انضمام إلسا حقبة تاريخية جديدة في مجالي التصميم والابتكار، بمسيرة هذه علامة تيفاني أند كو الأسطورية، إذ أصبحت قطعها رموزاً بحد ذاتها، ووضعت مجوهرات إلسا العديد من النساء الشهيرات والبارزات في المجتمع.

ومن أبرز ابداعاتها خط مجوهراتDiamonds by the Yard  الذي يتضمن 12 قطعة ماسية بحواف ذهبية، جاءت على شكل سلاسل  بأطوال مختلفة، وبالتأكيد فإن هذه التصاميم غيرت مفهوم الألماس إلى الأبد في صناعة المجوهرات، إذ استخدمت أحجاماً مختلفة في تصاميمها البسيطة والتي شكلت أيقونة حقيقية في عالم المجوهرات، فبعد أن كانت ترتدي المرأة قطعا ضخمة باتت البساطة عنوان من عناوين الأنوثة والأناقة الملكية.

واستطاعت إلسا بريتي من خلال عبقريتها الجمالية وسعيها المستمر لتحقيق الكمال في التصميم أن تحصل على التقدير باعتبارها من أكثر مصممي المجوهرات في  العالم احتراماً ونجاحاً.

جان شلمبرجير

أما جان شلمبرجير، فقد اعتبر من أهم مصممي القرن العشرين موهبة وإبداعاً، إذ ابتكر تصاميم رائعة استوحاها من عجائب الطبيعة، مستخدماً الذهب والأحجار الكريمة، بتناسق مدهش وكأنه يقترب من الطبيعة ليعيد المرأة إلى حضنها الأول، وظف في تصاميمه الزهور والطيور الغريبة والكائنات الأسطورية، كل هذا قدمه مرصعاً بالمجوهرات وكأن يخلق قصيدته الأجمل، لما لا وأنوثة المرأة موسيقى تتماهى مع الطاقة والحركة التي تهبنا أياها الطبيعة.

من أبرز قطعه التي صممها، ماسة داماس الصفراء وهي من عيار 54 .128 قيراطاً وقد صاغها على شكل دبوس ماسي، وقد سميت بـ"عصفور على الصخرة"، إضافة إلى قنديل البحر المرصع بالياقوت، والدلافين المرصعة بمجوهرات تتسم ببعد إيقاعي كموج البحر، وبتلات وأوراق تعكس نسمات الطبيعة وحركتها. 

قال شلمبرجير ذات مرة: "أحاول أن أبث الحياة فيما أصممه، كي تبدو وكأنها تنمو وتتحرك، تبث الحياة والطاقة الإيجابية بمن يراها أو يرتديها، وقال أيضاً: "أريد أن أعكس الفوضى الكونية بعيداً عن الثبات، فالكون يتحرك".

ولد جان في فرنسا عام 1907-1987 في عائلة تميزت بصناعة النسيج، ظهرت موهبته في الرسم منذ كان طفلاً، ولم يلقَ أي تشجيع من والديه اللذين أرسلاه في الثلاثينات من القرن الماضي إلى برلين ليعمل في الخدمات المصرفية، ولم يكن هذا يقع في مجال اهتماماته، فانتقل إلى باريس التي منحته بوابة للانطلاق نحو عالم الفن والابتكار.

أول تصميماته كانت ولاعة سجائر على شكل سمكة ذهبية، عيناها مصنوعتان من الأحجار الكريمة، وذيلها في حالة حركة وكأنه مصنوع بتناغم موسيقي. 

أما نتاجه في تيفاني، فهو نتاج متراكم من الابتكارات والتجديد والنجاحات، وهو ما جعل تيفاني غاية للأميرات والنساء الأكثر أناقة في العالم وأبرزهم جاكلين كيندي التي أغرمت بأساوره الفاتنة ودوقة ويندسور ونجمة هوليوود الشهيرة أودري هيبورن.

مجموعة  Tمن تيفاني أند كو

تجسد مجموعة  Tالحرية والسعادة والحب والقوة تم تصميمها بالحرف T، تكريماً لاسم تيفاني، ويشبه هذا الحرف أفق مدينة نيويورك بقوتها وحيويتها وجرأتها هذه المدينة التي تجمع الفنون والثقافة والحداثة، حيث يقدح الإبداع شرارات التغيير.

صممت هذه المجموعة مديرة التّصميم في العلامة فرانشيسكا أمفيثياتروف وعكست رؤيتها النقية لإبداع تصاميم تسيطر عليها الزوايا الرسومية والخطوط الواضحة التي عكست جرأة التّصميم الأمريكي العصري.

هذه التصاميم التي تضم أساور رفيعة ومعصميات بارزة وسلاسل متباينة الطول وقلادات وخواتم وأقراط مصنوعة من الذهب الروز أو الأصفر أو الأبيض عيار 18 قيراط، مستوحاة من المدن الأوروبية والآسيوية والروسية التي نشأت فيها فرانشيسكا ومن أماكن مختلفة زارتها في كافة أنحاء العالم، وتعتبر رمزاً لبدء حقبة جديدة في عالم تصميم المجوهرات.