حكايات كثيرة يرويها من اختاروا الإمارات وطناً دائماً لهم، منهم من وصل تلبية لعرض عمل، فوقع بهوى مدن وشوارع الدولة وقرر الاستقرار فيها، ومنهم من جاء باحثاً عن فرصة حياة ووجدها على هذه الأرض الطيبة، وفي نظرة سريعة نجد أن الكثيرين من الفنانين والإعلاميين والمؤثرين اختاروا البقاء في الإمارات حتى بعد أن انتهت أعمالهم الرسمية، ليكملوا مشاريعهم الخاصة ويحققوا أحلامهم، وهؤلاء وغيرهم ممن يقيمون على أراضي الدولة يشاركون أبناء البلد أفراحهم وأحزانهم، ويقاسمونهم مشاعرهم في كل المناسبات، وبمناسبة الذكرى 48 لتأسيس الاتحاد باح مقيمون بمحبتهم لدولة الإمارات.

زايد البداد:عبارة «صنع في الإمارات» ساحرة
يقول رجل الأعمال زايد البداد: «أسس والدي رحمه الله شركتنا في أبوظبي عام 1971 تزامناً مع تأسيس الاتحاد، وولدت أنا في عام 1973، وكان لي شرف أن أحمل اسم الوالد المؤسس، واليوم ولله الحمد مجموعتنا الصناعية والتجارية توسعت ووصلت إلى الكثير من الدول العربية وحتى الغربية، لكن يبقى مركزنا الرئيسي في دولة الإمارات، لأسباب عديدة منها اللوجيستية وتوافر الموانئ الضخمة والقوانين العادلة، وسهولة العمليات الصناعية والتجارية التي يبحث عنها كل رجال الأعمال حول العالم. يلفت البداد النظر إلى أن (صنع في الإمارات) أصبحت عبارة ساحرة، لأن الصناعة الإماراتية أصبحت مصدر ثقة لكل المتعاملين في الشأنين التجاري والصناعي، في كل أنحاء العالم، وتعني الثقة بالمنتج والمحتوى.

ديمة باسم: أشعر بالغربة خارج الإمارات
تقول طبيبة الأسنان الدكتورة ديمة باسم، إنها انتقلت للعيش في دولة الإمارات عندما بلغت عامها الأول برفقة أفراد أسرتها، وكأي فتاة تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في المدرسة، لكنها لم تكن تعرف قيمة الحياة في الإمارات إلا بعد أن اضطرت إلى الإقامة في دولتين مختلفتين لاستكمال دراستها الجامعية، والتخصص في مجال طب الأسنان، وتقول عن تلك التجربتين: «أدركت قيمة الحياة في الإمارات بعد أن أقمت خارجها، وخاصة عندما دخلت المجال الطبي، لأنني أعرف أهمية هذا الجانب كطبيبة ومتلقية للعلاج، فهنا صحة الإنسان هي أولوية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وللمواطن والمقيم على حد سواء، وهذا ينبع من احترام الإنسان وكرامته، لأن الصحة هي من أهم مقومات الحياة والكرامة الإنسانية، والأهم من ذلك أنني وعائلتي لم نشعر يوماً بالغربة في الإمارات، بل على العكس فنحن نشعر بالغربة عندما نسافر خارج الإمارات، كون مفهوم الغربة غير موجود هنا، فأنا أشعر بأن المقيمين من أي دولة سواء أكانوا من أميركا الجنوبية أو أوروبا أو شرق آسيا، ومن مختلف الأديان لديهم انتماء واحد لهذه الدولة».

هاني الأنصاري: تنافسية الأعمال جعلتنا أكثر إبداعاً
يشير المخرج هاني الأنصاري إلى أنه يعيش في الإمارات منذ أكثر من ربع قرن، فهنا تزوج وأسس عائلته، ثم انتقل من العمل الوظيفي إلى تأسيس شركته التي تهتم بالتصوير والإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وعن ذكرياته يقول: «بدأت العمل في قنوات تلفزيونية مهمة، تعلمت منها الكثير، ولكنني في مرحلة لاحقة قررت أن أدخل تجربتي الشخصية، وبهرتني التنافسية العالية في مجال الأعمال التي تجعل كلاً منا أكثر إبداعاً، لقد حققت على المستوى الشخصي ما لم أكن لأحققه لسنوات طويلة لو عملت في مكان آخر غير دولة الإمارات، هذه الدولة التي رسخت ثقافة التسامح والعدل والمساواة والحقوق والواجبات للجميع، لهذا تسير الأمور على اختلافها بسلاسة مطلقة». ويضيف الأنصاري: «الأمر المهم الآخر هو البيئة الأسرية التي يحيطك بها أبناء هذا الوطن من إماراتيين ومقيمين على اختلاف جنسياتهم، فمن الطبيعي أن تجد مصرياً صديقاً لأميركي أو هندياً يجالس إماراتياً أو سورياً يشارك بريطانياً أو فلبينياً يدير مجموعة من جنسيات أوروبية وعربية، الأولوية دائماً لمن يعطي بصدق وإخلاص».
                        
زينة عكاوي: دولة الحياة والضيافة والأمان
تحكي سيدة الأعمال زينة عكاوي عن تجربتها في الحياة بدولة الإمارات، وتقول: «ولدت وتربيت في دبي وعشت 40 عاماً في هذا المكان الرائع أنا وعائلتي، دولة الإمارات أعطتني العلم، المعرفة، الوعي، الحب والاحترام لكل الديانات والجنسيات، لقد عملت سنوات في هذا البلد وقمت ببناء عملي الخاص بعد ذلك، إنها دولة قوية وعزيزة تعطي كل ما يحتاج إليه الفرد بسهولة، إنها دولة معطاءة ومليئة بالحياة والضيافة والأمان ولا أعتقد أنني أستطيع العيش في أي مكان آخر». وتؤكد عكاوي: «في مراحل عديدة من حياتي أردت الانتقال إلى بلد آخر، وفي كل مرة ينتهي بي المطاف بقضاء إجازة في مكان ما، وأشعر بأن عليّ أن أعود لمنطقة الراحة وحياتي المشوقة، أشعر بأن هذا الوطن هو وطني، وفي هذه المناسبة أحب أن أذكر كل التضحيات التي منحتنا إياها هذه الدولة من حرية وأمان، ويجب أن نسهم دائماً في تقدم بلدنا وحمايته وحب شعبه».

«اللي يجينا حياه الله»
سُئل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ذات مرة عن سبب كثرة أعداد الوافدين على أرض دولة الإمارات فقال جملته الشهيرة: «الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، واللي يجينا حياه الله»، واقتدى المقيمون بهذه العبارة وغيرها من عبارات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وترجموها إلى حكايات نجاح وتميز، على اختلاف جنسياتهم وتباين أعمالهم وتمايز نشاطاتهم.