ثنائي ناجح لبنانياً وعالمياً، أسعد أسطا وجورج قزي مصمما أزياء لبنانيان تدرّجا لدى المصمم إيلي صعب وحلما بإنشاء ماركة مستقلة باسميهما، إلى أن تجسّد الحلم واقعاً عام 2010 فافتتحا داراً خاصة بهما، وتميزا بأسلوب فريد في الأزياء يقوم على التلاعب بالأقمشة واستنباط التصاميم والقصات وأساليب التطريز.

• يبدو أن حقبتي الخمسينات والستينات شكلتا مصادر لإلهامكم سواء في تشكيلة الأزياء الجاهزة «فيلا فالانتينا» أو في الهوت كوتور «من خلال العدسة»، كيف تفسران الأمر؟
الجانب الرئيسي للبصمة الخاصّة بعلامتنا التجارية هو المقاربة الحديثة ذات الروح الكلاسيكية. فنحن متأثرون جداً بالحقب واللحظات التي نستمتع بإعادة تخيّلها وترجمتها بطريقتنا الخاصّة.

• ماذا عن المعالم الرئيسية لتشكيلة «فيلا فالانتينا»؟ القصّات؟ الأقمشة المستخدمة؟ التطريز؟
تركّز مجموعة «فيلا فالانتينا» بشكل أساسي على الخفّة والحداثة. فالضوء الخفيف يمرّ حيث قمنا بتطوير الأقمشة الجديدة من خلال الأحجام والتصاميم التي تشكّل بصمة خاصّة بعلامتنا، ليقدم بذلك تأثيراً طبيعياً رائعاً. ولهذا الموسم، استخدمنا الحرير الخشن، والكثير من التول الملون، بالإضافة إلى لمسات من قماش الغيبور من أجل عكس الإحساس الصيفي الذي تتميز به الريفييرا الإيطالية/‏‏الفرنسية.

• بناءً على ماذا اخترتما لوحة ألوان مجموعة «فيلا فالانتينا»؟
اخترنا اللوحة من الألوان الصيفية التي شاهدناها في جميع أنحاء الريفييرا الإيطالية والفرنسية. وقد قمنا بتسمية هذه الألوان انطلاقاً من المشاهد التي خطفت أنظارنا على طول الساحل وهي على غرار ليمون كابري، ومرجان بورتوفينو، وأخضر البحيرات، والأزرق اللازوردي.

• لننتقل إلى مجموعة «الهوت كوتور»، ما الابتكارات الجديدة التي تتخللها التصاميم؟
في مجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2019/‏‏ 2020، قمنا بالتلاعب أكثر بالأقمشة على مختلف أنواعها، من الدانتيل إلى الطبقات المتعددة والتطريز اليدوي مع الحفاظ على عنصر الخفّة. وقدمنا تصاميم وقصات ومواد جديدة تتماشى مع موضوع المجموعة.

نجم التشكيلة
• ماذا عن فستان المحار، نجم التشكيلة؟ وهل يمكن القول إنه يعبر عن مقولة: نبيع الأحلام لا الملابس؟
فستان المحار هو بالنسبة للمجموعة كالجوهرة الأساسية التي ترصّع تاجاً ملوكياً، سواء كان ذلك من حيث تحدّينا لأنفسنا من أجل ترجمة صورة مشهورة إلى فستان رومانسي، أو استغراق الفستان لأكثر من 400 ساعة لاستكمال طبقات التطريز اليدوي وإضفاء التفاصيل. فهذا الفستان يعكس بالفعل مقولة «إننا نبيع الأحلام لا الملابس» لأن الخيال جزءٌ لا يتجزأ من عملنا.

• هل تولون أهمية لتضمين كل تشكيلة رسالة إنسانية ما؟
بالطبع، فنحن نعمل مع حرفيين محليين، كما أننا نعارض استخدام فراء الحيوانات والجلود النادرة. بالإضافة إلى ذلك، نحن ننتج محلياً لتقليل نسبة انبعاث الكربون ونعيد تدوير الأقمشة الخاصّة بنا دائماً ونستخدم قطع الأقمشة المتبقية لدينا من أجل تنفيذ العينات. فالاستدامة وخدمة مجتمعنا وعالمنا قيمتان رئيسيتان بالنسبة لنا ونحن نعمل بجد من أجل عكسهما بشكل أكبر في تصاميمنا.

مزج
‎• عند اتحادكما معاً وإطلاق علامتكما منذ سنوات قليلة، ماذا كان الهدف أو الرسالة التي أردتما تحقيقها في عالم تصميم الأزياء؟ وأين أنتما منها الآن؟
أردنا تقديم مقاربة مختلفة لتصميم الأزياء، والمزج بين الأبدية والحداثة - فنحن نتشارك مصادر الإلهام نفسها والشغف نفسه تجاه التلاعب بالأقمشة، كما أن كلينا يتمتع بمخيلة واسعة جداً نستمتع بترجمتها من خلال تصاميمنا. ونحن نشعر اليوم بأننا أقرب إلى ما كنا نتخيله من قبل، ونحن سعداء بالقاعدة الواسعة لعميلاتنا، إن كان على صعيد الأزياء الراقية أو الأزياء الجاهزة. فنحن نريد أن تتم رؤيتنا على أننا علامة تقدّم فناً قابلاً للارتداء، ويسعدنا أن نرى ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال ردود الفعل الإيجابية لعميلاتنا في جميع أنحاء العالم. نحن نحب سرد القصص مما يشعر عميلاتنا بالسعادة دائماً.

• وهل تعتبران أنكما وصلتما إلى العالمية؟
العالمية مصطلح واسع جداً؛ فنحن نقدم عروضاً في باريس منذ عامين، ونقوم بتصميم أزياء لمشاهير من الصف الأول، كما أصبحت لدينا عميلات في جميع أنحاء العالم، لا سيما عبر مجموعاتنا من الأزياء الجاهزة. نحن نعلم أنه لا يزال أمامنا طريق طويل، فالعالمية مصطلح له الكثير من الجوانب ونحن نعمل بجد على تغطيتها كافّة.

• في رأيكما، ما البصمة الإبداعية والنمط الابتكاري الذي يميز تصاميم «الهوت كوتور» التي تطلقونها؟
إن بصمتنا الخاصّة تكمن في النحت والتطريز غير التقليدي والتلاعب بالأقمشة والبنية والأحجام. فنحن نعمل جيداً من حيث التناسق والنسب لنعكس الهيكل والأحجام من دون المبالغة في كيفية ظهور الجسم.

• أين تتوافر لكما مساحة إبداعية أوسع؟ في الـ pap أو الـ Haute Couture؟ ولماذا؟
في الأزياء الراقية، نحن نستوحي تصاميمنا من كل ما يحيط بنا، فنسمح لمخيلتنا بالسفر إلى حقب منتصف القرون، والمناظر الطبيعية الخاصّة بالقصص؛ فتآلف كل العناصر يشكّل مصدر إلهام بالنسبة لنا. أما في الملابس الجاهزة، فنحن نركّز أكثر على لحظات زمنية محددة نشعر بأن بإمكاننا استرجاعها؛ ولكن يجدر بالذكر أن الملابس الجاهزة تتطلب اتباع قواعد أكثر؛ لأننا نحتاج إلى أن نأخذ بعين الاعتبار سهولة الارتداء والانسيابية والموسمية؛ لذلك نعمد إلى الحفاظ على كل هذه العناصر.

أفكار
• بصفتكما شريكي إبداع، ما المهمات التي يتولاها كل منكما لإنجاح فكرة أي تصميم؟
نحن نتشارك كل المهام والتصاميم وابتداع الأساليب والبحث عن الأقمشة وابتكار التطريز، فنحن نعمل بشكل أفضل عندما نطّلع على أفكار بعضنا البعض.

• وعند حدوث أي تضارب أو تباين في وجهات النظر كيف تنهيان الأمر؟
نحن نقوم دائماً بحل الاختلافات في الرأي، ونسمح لبعضنا باختبار وجهات النظر والتكيف معها أثناء تقدم سير العمل.. هذا هو الجمال الكامن في تصميم الأزياء. فالاختلافات هي التي تبرز أفضل ما عندنا لأنها تتحدانا لإعطاء الأفضل.

• لكل منا نقاط قوة معينة، أين تكمن نقاط قوة كل منكما؟
نحن نؤمن بأن قوتنا تكمن في قدرتنا على تكييف التصميمات وفقاً لأشكال مختلفة تجذب مختلف العميلات من دون فقدان الهوية. فأثناء عملنا على مجموعة، نحن نعرف مسبقاً ما نريده للمجموعتين التاليتين، فنحن نفكر دائماً إلى الأمام وهذه أيضاً إحدى نقاط قوتنا.

• ما الفستان الحلم الذي لم يرَ النور بعد؟
تصميم يجعل منه متحفاً فنياً يمكن ارتداؤه، فنحن نعرف كيف نريده أن يبدو ولكننا مثابرون على تطوير الأفكار التي تتبادر إلى أذهاننا.

• أين تريان «قزي وأسطا» بعد 5 أعوام؟
نرى علامتنا التجارية في المتاجر الرئيسية المشهورة في جميع أنحاء العالم، كما نرى تعاونات مع أسماء كبيرة ولامعة تسمح بابتكار تصاميم يمكن لامرأة قزي وأسطا أن ترتديها في كل مكان. فضلاً عن ذلك، نحن نخطط لبناء قواعد في كل من لندن وباريس إضافة إلى افتتاح متاجر مستقلة خاصّة بنا. ونحن نخطط  كذلك لجعل تصاميمنا أشبه بأسلوب حياة كامل وبالتالي توسيع قاعدة عميلاتنا العالمية. لدينا رؤية واضحة ونحن بصدد العمل على تحقيقها، فالسنوات الخمس تمر في لمح البصر.