لم تعرف الأوتار والمعازف عبر التاريخ العربي سوى قلة من النساء، اللائي اقتحمن مجالاً ظل حكراً على الرجال حتى أمد قريب، لكن إلحاح طوفان الإبداع والموهبة الفريدة جعل  من حضور ست من العازفات يتسلل إلى الوجدان الاجتماعي، ليحتللن مقعداً مميزاً في فضاء الموسيقى والعزف ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً.

ملكة الهارب
تعد المصرية منال محيي الدين من أوائل العازفات على آلة الهارب عالمياً، إذ صنفت ضمن أفضل 10 منهن، ولدت بالقاهرة في كنف أسرة فنية، فوالدها محيي الدين حسين من أهم فناني الخزف المصريين، بدأت العزف على آلة الهارب الفرعونية في سن الـ10، واعتمدت في عزفها على المزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية ولقبت بـ«ملكة الهارب»، وقدمت بمصاحبة فرقتها باقةً من أشهر الأعمال العالميّة الكلاسيكيّة، إضافةً إلى مجموعة من أعمال تراث الموسيقى العربيّة.

العازفة الأولى
(كل ما تقدمه الكمنجة موجود بشخصي وهي تشبهني هادئة وقوية)، هكذا عبرت فانيسا عبدو نصار المعروفة فنياً باسم «ديفانيسا»، عن سبب شغفها بالآلة التي رافقتها منذ كان عمرها تسع سنوات، حيث ولدت في مونتريال بكندا وترعرعت في لبنان، تأثرت بالعزف الشرقي وتميزت موسيقاها  بتوليفة صنعتها من الألحان الغربية والنغمات الشرقية، ولقبت بـ«عازفة الكمان الأولى في لبنان والشرق الأوسط»، وكرمت ضمن فعاليات مهرجان «باما ميوزيك اواردز» في هامبورغ، ومن أشهر معزوفاتها الموسيقية «أزاد» و«أمان».

موهبة فريدة
تتمتع عازفة الفلوت الفلسطينية داليا مكركر بموهبة فريدة، أهلتها كي تفوز بمقعد في جامعة كارلسروه الألمانية الشهيرة لتعليم الموسيقى، رغم عدم تلقيها أي دروس في الموسيقى الكلاسيكية من قبل، وعن علاقتها بالفلوت تقول: «تأخذني إلى عالم آخر، بعيداً تماماً عن هنا، إلى عالم أجمل كثيراً». وحول نجاحها ومهارتها في العزف تقول مكركر: «تلقّيت التدريبات على الفلوت من مدرسين أوروبيين وأستاذة ألمانية، ووقعت في حبّ الناي، إنه حلم تحقق».

أفضل 9
بدأت التونسية ياسمين عزيز العزف على آلة الكمان في سن الرابعة بإنجلترا، ولما بلغت ثماني سنوات نجحت في مناظرة دخول المدرسة العريقة «منوهين سكول»، صُنّفت من بين أفضل تسعة عازفين في العالم في المسابقة العالمية للعازفين الشباب على آلة الكمان التي أقيمت في سيدني الأسترالية، قدمت عدداً من المقطوعات الموسيقية المعروفة بتوزيع جديد، حافظت فيه على روح هذه المقطوعات والأغاني، مشتغلة عليها بإدخال مفردات موسيقية من الجاز والبلوز.

أول ألبوم
تعتبر المصرية شيرين التهامي أول من أصدر ألبوماً عربياً لعازفة عود امرأة، وأول فتاة تخرجت كـ«صوليست» في«بيت العود العربي» بتقدير «امتياز»، وثالث خريج من بيت العود عموماً، لتصبح بعد ذلك أستاذة في بيت العود العربي بمصر منذ عام 2002، تخصصت بعدها في  تدريس العزف على آلة العود وأقامت العديد من الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء العالم، من بينها: حفل معهد العالم العربي في باريس، مهرجان قرطاج في تونس، مهرجان أصيلة في المغرب.

مع المشاهير
حصلت السورية دانا دبوس على الجائزة الأولى عربياً، في عزفها عندما كان عمرها 10 سنوات، تخصصت في الموسيقى الكلاسيكية، وشاركت في عدة فرق موسيقيّة مع مشاهير العالم مثل هنري غالو، أنجيلو غورونيا، كما عزفت في مكتبة الكونغرس في واشنطن، في حضور بيل كلينتون، ملكة هولندا، بيل جيتس، وفي حفل وداع كوفي عنان. عملت مع عازف الكمان الأوّل في أوركسترا أمستردام، ومع المايسترو في أوركسترا شتاشتكابيلي في برلين.