يمكن تصنيف جاكلين فيرنانديز بـ«السوبر ستار»، فهي أول ممثلة بوليوودية تكسر الجليد بينها وبين العالم أجمع وتظهر للناس كما هي. والدها موسيقي من سريلانكا، ووالدتها من أصول ماليزية، وجدتها من جهة أمها كندية. ولدت في البحرين، ثم انتقلت إلى أستراليا لاستكمال تحصيلها الجامعي، وبدأت مسيرتها الفنية من سريلانكا بعد أن تربعت على عرش جمالها ولمع نجمها في بوليوود. متعددة المواهب والمهام بين عروض الأزياء في بداياتها، التمثيل، الرقص وإدارة استثمارات خاصة. اختارتها علامة «سبلاش» سفيرةً لحملتها الخريفية الحالية، فحلّت ضيفة على الإمارات.

 

• ولدت في البحرين ودرست في أستراليا وانطلقت فنياً من سريلانكا واكتسبت الشهرة في الهند، فما الرابط الذي يجمعك بهذه البلدان الأربعة؟ وما تأثير كل منها في نفسك؟
أعتقد أن هذه التوليفة كانت رحلة مذهلة، أخذتني من دولة إلى أخرى حتى استطعت أن أكون كما أريد.. فنانة. حياتي بالبحرين كانت جميلة جداً حيث طفولتي، التحقت بمدرسة الكاثوليك في حينها، وأثناء نشأتي كنت أعلم أنني أتجه إلى عالم الترفيه والتمثيل والغناء، وأرى هوليوود وجهة الترفيه الأولى، فأردت أن أذهب هناك ولم أعلم كيف؟ كنت أعيش على جزيرة صغيرة في البحرين، ولم تكن أمامنا خيارات كثيرة، فلم نستطع أن نتعلم الغناء أو التمثيل، وكل ما كنا نفعله هو الذهاب للسينما فقط. ومن ثم عندما ذهبت إلى أستراليا لأكمل دراستي الجامعية في مهارات التواصل، كان بداية الطريق بالنسبة لي لأتعلم أن أكون ممثلة، وهو أمر بالعادة يتمناه الناس ولا يحققونه. لذلك اخترت تخصص «التواصل الإعلامي» وفي نهاية دراستي للحصول على المزاولة حصلت على وظيفة في محطة تلفزة، وأثناء عملي هناك كانت التحديات كبيرة والمنافسة عالية. وفي هذه المرحلة كنت أرغب في السفر بشدة، وهذه رغبة لازمتني طوال فترة نضجي، وكنت أعتقد أنه إذا رغبت في تحقيق حلم التمثيل يجب أن أسافر كثيراً. وعندما شاركت في مسابقة ملكة جمال سريلانكا 2006، كانت شرارة الانطلاقة لي والبداية التي أوصلتني إلى الهند، وبدأت باختبار الأداء لدور Jasmin في فيلم Aladin، واخترت لتقديمه.

• واجهتك بعض العثرات في بداياتك ومن ثم انطلقت بنجاح، كيف تنظرين إلى الأمر الآن بعد أن أصبحتِ مشهورة؟
عندما أنظر للخلف، ثمة أوقات تعثر وأمور صعبة واجهتني في المهنة، حيث كنت فتاة صغيرة وخبرتي متواضعة وآتية من عالم مختلف، ولم أكن أعلم أي شيء عن هذه الصناعة، فهذه الأمور كانت صعبة، ولكن أعتقد أنها أفادتني، فهذا الصراع علمني أنني إذا تخطيته سأحقق كل ما أريد تحقيقه، سأحقق أحلامي وأهدافي ونجاحي، أما إذا بقيت الأبواب مغلقة فلن أجد الفرصة للخروج أو النجاح. وعندما أنظر لكل ما مضى أتذكر كيف استطعت تخطيها وتحقيق أحلامي بمواجهة مواقف صعبة جداً، وأدركت كم أن هذا الحلم مهم لي.

خوف
• هل شكل النجاح خوفاً من الفشل؟
كلما أصبحت مشهورة، تأكدت مما أريد تحقيقه، وأعتقد أن الجميع ممن عاشوا هذه التجربة يوافقونني الرأي، وإذا نظرت إلى حياتي قبل 10 سنوات، سأجد أنني حققت ما أريده من قبل هذه الفترة، ولكن الآن أنا متعطشة للمزيد، وأقول دائماً إنني أستطيع تحقيق أفضل من هذا الأداء وأتطور أكثر وأبحث عن المزيد. هذا في الحقيقة يشكل عقدة، ولكنها في صميم شخصيتي، مع العلم أنني فخورة بما حققته وما أصبحت عليه.

• بدأت مهنتك مع المخرج سوجوي جوش Sujoy Ghosh، وتعاونت مع العديد من بعده، مع من تتمنين أن تتعاوني اليوم؟
أتمنى أن أعمل مع Sujoy مجدداً، اجتمعنا في العديد من الأعمال، وفي بعض الأحيان ارتباطاتنا ومواعيدنا أوقفت لقاءنا في عمل جديد، ولكن أعتقد أننا سنستأنف العمل معاً قريباً. هو بالنسبة لي لطيف ومهذب ولديه نظرة رائعة كمخرج، وخبير في التعامل مع الممثلين وهذا أمر مهم جداً فهو من أود أن أعمل معه.

• مع مَن مِن الممثلين ترغبين في دور تمثيلي؟
أتمنى العمل مع أميتاب باتشان Amitabh Bachchan مجدداً، حيث شاركنا فيلماً معاً ولم نشترك بشيء آخر من بعدها. ولأنني كنت جديدة فنياً ولم أفهم آلية العمل بشكل جيد حينها، لم أستمتع بتلك التجربة معه، وأود بشدة إعادتها، لأنه أسطورة وأحب تأدية مشاهد عديدة وجيدة معه.

• من منطلق خبرتك الشخصية كيف تصفين بوليوود مقارنةً بهوليوود؟
أديت دوراً في هوليوود ولكن كان من إنتاج بريطاني. وأستطيع القول إن هوليوود وبوليوود هما في النهاية صناع الأفلام، وكلتاهما تملك نظرة في صناعتها. والفرق بينهما هو كمّ إنتاج الأفلام التي تتصدرها بوليوود، واستطاعتها التحكم في المنتجين والمخرجين والفنانين وكل ما يتعلق بعملية الإنتاج، بعكس هوليوود التي تتأنى في إصدار أفلامها ومشاريعها.

جمال
• أنت راقصة محترفة كيف تعتنين بلياقتك، وتتدربين على الرقص؟
عندما دخلت عالم بوليوود لم أكن أملك خلفية عن الرقص مطلقاً، والجميع انتقدوا فيلمي الأول ولم أكن أعلم ماذا أفعل. وبعد هذه التجربة الأولى أخذت الموضوع بجدية أكبر، وعملت على تطوير رقصي ولياقتي البدنية. وبدأت أتغير، فكانت أول مرة أصعد على جهاز المشي. تعلمت الرقص وهو أمر يشعرني بالسعادة، وهي تمارين جميلة جداً وأنصح الجميع بممارسة هذه التمارين البدنية حتى نخفف من التوتر اليومي.

• كيف تعتنين بجمال بشرتك؟
أعتقد أن البشرة من أهم عوامل الجمال وأركز عليها كثيراً، لأنه إذا كانت بشرتك مشرقة ونضرة وتعتنين بها ستبدين بصحة جيدة وجميلة، وبالنسبة لي أحرص على اختيار منتجات البشرة الصحيحة، وأشرب الكثير من الماء وأتناول الطعام الصحي وأهتم ببشرتي.

• هل تخليت عن كونك نباتية، حيث إنك كنت كذلك لوقت طويل؟
كنت نباتية لفترة من الزمن ولكن وجدت صعوبة في الاستمرار، حيث إننا نسافر كثيراً. واليوم %80 مما أتناوله نباتي والباقي حيواني.

• هل تفكرين في إجراء عمليات تجميل في المستقبل إذا احتجت لها؟ وهل أنت مع أم ضد العمليات؟
مؤكد لست ضدها، لأنني أعتقد أن الناس يبحثون عن الثقة والراحة وإذا احتاجوا إلى أي تعديل لم لا؟ واجهت هذا النقاش مع نساء كثيرات، فإذا كانت رغبة ملحة ومهمة لهن فلم لا؟ وإذا أردن الشعور بالثقة أو ترميم ما يزعجهن بأنفسهن لم لا؟ لا أحب  إطلاق الأحكام المسبقة على هذا الأمر، ويجب ألا نحكم على هذه العمليات، فهو أمر يبعث على السعادة لهن وهذه حياتهن، ولكن يجب أن يعرفن أن الإجراء التجميلي يغير من الخارج وليس الداخل، والجمال ينبع من الداخل. وإذا كنت لا تشعرين بالثقة يجب أن تبدئي بالداخل والأمور الأخرى تأتي ثانياً حتى لا يحدث ضرر كبير.

العائلة والأمومة
• لم تقدمي على خطوة الخطوبة أو الزواج بعد، هل تفكرين في أن تصبحي أماً؟
أفكر في الأمومة، منذ صغري كنت أتخيل كيف سأكون أماً، وهو جزء مهم جداً في حياتي وكنت أقول على عمر 26 سيكون لدي طفل، ولكن كل شيء تغير والأمومة أمر مهم جداً، وأحب أن أختبرها وأن أعتني وأحب وأمنح طفلي كل شيء. هو شيء مهم ولكن عملي يأخذ كل وقتي وجهدي وطاقتي وكل شيء.

• لهذا السبب تقولين دائماً إنك تشتاقين لحضن العائلة؟
بكل تأكيد، في زيارتي لدبي، التقيت والدتي التي أتت من البحرين لتراني ولم أستطع رؤية والدي لانشغاله. أنا في دبي بسبب عرض أزياء «سبلاش»، وما زلت أتذكر عندما كنت صغيرة وقبيل عيد الميلاد، أنني زرت متجر «سبلاش» وكانت أسعاره باهظة بالنسبة لنا، جربت يومها ستة أثواب ولم أستطع دفع ثمنها، وقالت لي والدتي يومها اختاري واحداً، وكانت هذه الذكرى ملاصقة لي واليوم أنا أعود سفيرةً لهذه العلامة الأيقونية.

• ماذا تعني لك هذه التجربة؟
تعرفت إلى Raza Beig وMicky Jagtiani في البحرين، منذ كنت في الـ16سنة. وكنت أتجول برحلات المسابقات الخاصة بالجمال بين البحرين وبلدان أخرى. ووعدني رازا بأنني سأكون يوماً في حملة «سبلاش» وهذا ما حصل بعد سنوات عدة، مما شكل قيمة معنوية كبيرة لي حيث كانت نشأتي ضمن هذا الإطار، وهو ما جعلني أثق بأن كل ما تتمنينه إذا فعلته بصدق وأمانة سيتحقق.

في السعودية
• علمنا أنك ستكونين أول امرأة على لوحة إعلانات كبرى في السعودية؟
السعودية اليوم تمتلك لوحة إعلان Billboard كاملة لعلامة «سبلاش فاشن»، وقيل لي إنهم يبحثون عن وجه نسائي لتمثيله، سأكون السيدة الأولى التي تمنح وجهها لهذا الأمر، وهذا شأن عظيم جداً للمرأة ولبوليوود وللعالم بشكل عام.

• أنت متعددة المواهب، مقدمة برامج وعارضة وممثلة وسيدة أعمال وماذا أيضاً؟
الممثلات متعددات المهام ولا نقوم بذلك لأجل الترفيه فقط، ونحن نقدم برامج ونستضيف ضيوفاً ونرقص ونمشي على السجادة الحمراء ونسوّق للمنتجات، لذلك لا نملك حياة خاصة، فنحن نعمل على مدار الساعة ونسافر كثيراً، ولكن مواهبي هي ركوب الخيل وعزف البيانو والرسم، وأجد عملي أيضاً هوايتي لأني أستمتع به، وأصبح التقديم والتكلم والرقص والتواصل والتمثيل، جزءاً من عملي وهو ما جعلني أدمج عملي مع موهبتي.

• الجميع يتحدثون عن تمكين المرأة في العالم، فكيف تقيمين مساعدة المرأة للمرأة؟
عندما يتعلق الأمر بتحفيز المرأة وتقويتها، يجب أن نعمل كل ما نستطيعه ونقوم به بأفضل شكل، وحصولنا على هذه الحرية وهذه المساحة، هو ما نريده في الحياة وهي رسالة مهمة نقدمها. كَوني امرأة مؤثرة في الكثيرات، من المهم أن أحافظ على كرامتي، وأدافع عن نفسي وأعمل الصواب. هذه الرسالة يجب أن تصل إلى الجميع.

• ما الرسائل التي توجهينها دائماً إلى متابعيك عبر «انستجرام» الذين تعدوا الـ 33  مليوناً؟
عبر «السوشيال ميديا» أحب أن أوضح كيف أنني أعمل بجد، وفي الوقت ذاته يرى المتابعون أنني أتمتع بحياتي وأوفق بين الأمرين. أعتقد أنه بغض النظر عما يحدث في «السوشيال ميديا» من المهم أن نضع الأمور في نصابها وأن نعيش لحظات التوتر والعصبية والفرح ببساطة وهو أمر طبيعي.

• هل ساعدتك «السوشيال ميديا» على تطوير مهنتك؟
نعم فهي مهمة للتعبير عن نفسك، وللتواصل مع معجبيك لرؤية الإنسان الذي بداخلك أيضاً، لأن الفنان عادة يُعامل كشخص مشهور.

• ماذا تقولين لمتابعيك العرب؟
أحب أن يتابعوني ويتمتعوا بأفلامي، وأتوق إلى تصوير أفلام في الشرق الأوسط.

الأعمال الإنسانية
تقول الفنانة جاكلين فيرنانديز عن الجانب الإنساني في شخصيتها، خاصة بعد أن اختيرت عام 2014 كامرأة العام: «دائماً ما ينبع اهتمامي من الأطفال، خاصة أولئك الذين يفتقدون المنازل والاحتياجات الأساسية جراء الفيضانات والزلازل. فالمنزل حق أساسي للمجتمعات واستقرارها، والمجتمع ينمو من خلال الاستقرار، فأنشأت ثلاثة مبانٍ أولها خلال فيضانات في الهند، وأعتقد أنه مهم جداً أن يمنح الناس فرصة في الحياة والاستقرار من خلال بناء المنازل لهم، والعمل في ميدانهم الذي في حاجة إلى دعم. وهناك أيضاً ما نركز عليه خلال السنوات المقبلة، وهو التغذية من خلال تنظيم حملات طارئة للمحتاجين».