تسجل مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المواقف والتجارب الإنسانية، التي تبعث معاني الأمل والقوة والجمال، فصحيح أن استخدامات سلبية شائبة نمت في هذا العالم الافتراضي، إلا أن هذا لا يلغي الدور الإيجابي الذي تلعبه «السوشيال ميديا»، إذا ما استخدمت بشكل صحيح وكانت بأيدي أناس يدركون كيف يحولون تجاربهم إلى مصادر للطاقة والمحبة، ومن هذا الجانب استطاعت المراهقة الإيطالية إيلينا مارتينيانجو (16 عاماً) رغم صغر سنها أن تحول صفحتها على «اليوتيوب» إلى خزان من التفاؤل، فبعد أن اكتشفت إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية، قررت أن تواجه المرض وتتغلب عليه بإرادتها وتقبل ما تعانيه، لتفتح عبر موقع الـ«يوتيوب» صفحة تشارك خلالها مقاطع فيديو ليومياتها، وتحكي عن تجربتها الخاصة بهدف أن تساعد من هم في نفس ظرفها وتمنحهم القوة، وهو ما يجعلها سعيدة.
وفي قصة أخرى في فضاء «السوشيال ميديا»، تترجم معنى التضحية والحب، فتحكي عن الزوجين لورا غرانت وجوناثان غرانت. فلورا هي مدربة بيلاتس متزوجة منذ عام 2012، لكنها لم تتوقع أبداً أن تستخدم مهاراتها في هذه الرياضة لمساعدة زوجها في استعادة أبسط الوظائف الحركية، بعد أن أصيب بحادث سيارة مروع قبل أسابيع فقط من الذكرى السنوية الخامسة لزواجهما، حيث عانى غرانت إصابة خطيرة بالمخ ووقع في غيبوبة لمدة شهرين، وحينها تساءل الأطباء عما إذا كان بإمكانه الوقوف أو التواصل مرة أخرى، ولكن لورا لم تيأس وقطعت معه خطوات كبيرة للشفاء، وهذا ما يظهر جلياً عبر مقاطع فيديو توثقها الزوجة وتنشرها على حسابهما على «انستجرام»، كأن تسجل خطواته القليلة برفقتها أو لحظات تعبر عن قوة الرابط الذي يجمعهما ومواقف تظهر تحسنه، وهو ما بدا معجزة بالنسبة للأطباء. وترى لورا أن زوجها رغم حالته لا يزال يمنحها أحاسيس دافئة تستطيع ترجمتها. يحظى حساب لورا على «انستجرام» بحوالي مليون متابع يتفاعلون مع قصتها بكثير من الحب والأمل.