في أعلى سهول جبال الأطلس الواقعة في قلب المغرب، يجتمع أزواج من الشباب الأمازيغ لإقامة مراسم زفاف جماعية في تقليد "موسم الخطوبة" السنوي على أصوات الطبول والزغاريد.
ويتوافد مئات الأشخاص إلى قرية إملشيل لحضور هذا الحدث ومشاهدة طقوس الزواج الجماعي الذي يتضمن الغناء والرقص تحت سماء زرقاء صافية.
ويأتي الأزواج من قرى مختلفة، وترتدي العرائس فساتين طويلة ملونة، بعضها مطرزة بالمجوهرات وبعضها الآخر بالخرز البراق.
تنتظر هذه الفتيات وعرسانهن بصبر داخل خيمة كبيرة نصبت على تضاريس صخرية وصول رجل الدين لإقامة المراسم.
وهذا الحدث التقليدي الذي يطلق عليه "موسم الخطوبة والزواج" لدى الناطقين بالأمازيغية في المغرب، أقيم في السابق لإحلال السلام بين العشائر المتنافسة.
وقال المنظم الحسين أوخطار: "إنه تقليد قديم ومهم جداً لديانتنا لكن الأجيال الجديدة لا تهتم كثيراً بالتقاليد والعادات".
وخارج تلك الخيمة المخصصة للأزواج، يصطف رجال يعتمرون عمائم ويلبسون جلابيب طويلة بيضاء ويقرعون على الطبول فيما ترقص النساء بأثواب فضفاضة ملونة على إيقاعها.
لكن داخل الخيمة، يبدو بعض الأزواج متوتراً في حين يتبادل أزواج آخرون نظرات تملؤها الحماسة. وتمر امرأة وفي يدها طبق فضي لتمرير خواتم الزفاف.
وبمجرد الانتهاء من المراسم الدينية، يخرج الأزواج من خارج الخيمة حيث تنتظرهم الحشود لتحييهم بالزغاريد، قبل أن يختفوا مبتسمين إلى وجهتهم الجديدة.