مرة جديدة تكرم وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا»، طالباً سعودياً هو فيصل الدوسري، بإطلاق اسمه على أحدث كويكباتها المكتشفة، تقديراً لجهوده العلمية في مجال البحوث، ليكون فيصل الثاني، بعد الطالب عبد الجبار الحمود، الذي حظي بنفس التكريم قبل عدة سنوات، وللسبب ذاته.

يقول فيصل الدوسري، الذي يدرس تخصص الهندسة الكيميائية في جامعة «بيركلي» بولاية كاليفورنيا، والمصنفة ثانية عالمياً في هذا التخصص بسبب وجود كادر أكاديمي من حملة جائزة «نوبل»، أن اختيار «ناسا» إطلاق اسمه على أحدث كواكبها، يأتي تقديراً لشغفه بالبحث والاستكشاف منذ الصغر، وأن اختياره جاء من بين 1500 مشارك من 80 دولة، ويوضح: «في صيف عام 2017، تم اختياري من قبل «مؤسسة موهبة» لأشارك في برنامج SRSI في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهناك أتيحت لي الفرصة لأجري بحثاً علمياً في مختبرات جهة علوم النبات، تحت إشراف البروفيسور سالم البابلي، وبعد عدة أشهر من العمل استطعنا أن ننشر بحثنا في مجلة Frontiers magazine العلمية. ليتم ترشيحي لتمثيل المملكة للتنافس، في منصة «آيسف» التي تعد أكبر مسابقة علمية في العالم، وتقام في الولايات المتحدة الأميركية، لأحقق المركز الثاني على مستوى العالم في مجال علوم النبات، إضافة إلى جائزتين خاصتين من جمعية الصين للعلوم والتقنية Shanghai STEM Cloud Center، وكان البحث يركز على تعديل جينات نباتية، بهدف مقاومة عوامل الجفاف بطريقة اقتصادية، وبمناسبة هذا الفوز تم تكريمي من قبل وكالة ناسا بالتعاون مع جامعة MIT بإطلاق اسم (Aldossary 34559) على أحد الكويكبات المكتشفة».

عوائق
يؤكد فيصل الدوسري أن العوائق والصعوبات، توجد في طريق أي مبدع وأنه لا إنجاز بلا معوقات، ويضيف: «من العوائق التي واجهتني، إجراء التجارب الواحدة تلو الأخرى، للتوصل إلى نتيجة إيجابية والتمكن من مقاومة الشعور بالإحباط، لعدم التوصل إلى النتيجة المتوقعة، فكان من الضروري أن أتغلب على الشعور باليأس، والتمسك بالأمل للوصول إلى الهدف الذي أسعى إليه، بعد العديد من التجارب غير الموفقة، والتمسك بالمثابرة على إيجاد الحلول المنشودة».
 
طموح
لا يُخفي فيصل الدوسري طموحاته المستقبلية، بالقول: «مواصلة النجاح طريقي عبر سلسلة متواصلة من الجد والمثابرة. وإكمالاً لهذا المشوار أطمح إلى مواصلة دراساتي العليا، وتكملة مسيرتي في مجال البحث العلمي، لكي أعود إلى الوطن بالعِلم والخبرة، للإسهام في مشاريع التنمية والتطوير».

كوكب الحمود
يقول عبد الجبار الحمود، إن تسمية «ناسا» في عام 2015 كوكباً باسمه (31926 Alhamood) يشعره بالفخر كونه سعودياً، ويرفع من معنوياته ويحفزه على مواصلة طريقه في تقديم إنجازات علمية مبتكرة، ويضيف: «مثل هذا التكريم يعطي أيضاً الحماس لمن حولي من الزملاء، لتقديم كل ما لديهم من جهود علمية لخدمة المملكة والعالم، وهو بالتأكيد بصمة في مسيرتنا العلمية».
 
إمكانيات متشابهة
يؤكد الحمود، أنه لم يشعر بالفرق بين الإمكانيات المتوفرة للطلاب من ناحية البحوث والتقنيات، موضحاً: «كطلاب نشعر بميزة النجاح، عندما نقضي فترة طويلة من البحث والتعب والمتابعة كذلك، ثم نحس بلذة الإنجاز بعد توصلنا إلى نتائج متقدمة ومبتكرة، فالمملكة توفر تقنيات حديثة ومراكز بحث على مستوى عالٍ، وأقول ذلك من واقع تجربة، إذ عملت في السعودية، وكذلك في أميركا، ووجدت التشابه نفسه في القدرات والتقنية والمراكز بأعلى مستوى، لكن ينقصنا فقط التركيز الإعلامي على ابتكاراتنا وتقدير المجتمع، وعوامل كهذه تدفعنا للتقدم أكثر».

هندسة وراثية
يطمح الحمود إلى صنع فارق كبير في خدمة الإنسانية، مبيناً: «طموحي أن أصنع فارقاً وأن أضع بصمة في هذه الحياة، وأن أخدم البشرية بشيء له قيمة، فحالياً أدرس الهندسة الطبية الحيوية، وبالأخص الهندسة الوراثية لمرض السرطان، في  محاولة لإيجاد حلول لهذا المرض، ولهذا السبب أعتبر حلمي شيئاً نبيلاً وإنسانياً».