اشتهرت شخصيات كثيرة عبر التاريخ، بعبقريّتها الخلاقة التي غيرت صورة التاريخ، إما بوصولها إلى سدة الحكم أو بسبب اختراعاتها العلمية والفلسفية والفنية وغيرها، إلا أن هذه الشخصيات كانت تعاني اضطرابات نفسية واتهمت بالجنون وغرابة الأطوار. ليصدق الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، بقوله: نحتاج إلى بعض الجنون في حياتنا، فالحياة العاقلة مملة.

لودفيغ فان بيتهوفن
هو العبقري الذي غيّر صورة التاريخ في عالم الموسيقى، لكنه في الواقع كان يعاني اضطرابات نفسية عنيفة واكتئاب حاد وحزن دائم، يرجح المؤرخون أن السبب يعود إلى والده الذي عذبه طويلاً. من الجدير بالذكر أن إبداع بيتهوفن في الموسيقى لم يتوقف حتى بعد أن فقد حاسة السمع في مراحل متقدمة من حياته.

أبراهام لينكولن
كان الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأميركية وعرف بإنجازاته الكبيرة، ولكنه في الحقيقة كان يعاني الاكتئاب الحاد المُزمن، الذي دفعه أكثر من مرة لأن يحاول وضع حد لحياته بالانتحار. ومن أغرب ما ذكره المقربون منه أنه كان يبكي فجأة دون سابق إنذار، ثم لا يلبث أن يطلق النكات المرحة ليخفي بكاءه المرير.

تينيسي ويليامز
هو كاتب مسرحي أميركي شهير وابن أسرة لها سجل حافل بالأمراض النفسية، وقد تكون وفاة أخته المصابة بمرض الشيزوفرانيا خلال عمليه جراحية، أوجدت في نفسه رعباً دائماً من الإصابة بمرضها، مما جعله يجن بالفعل ويستسلم للاكتئاب إلى يوم وفاته.

إسحاق نيوتن
صاحب لقب «العبقري الذي يسير على قدمين»، فهو العالم البريطاني الذي أفضت أبحاثه إلى قوانين عدة في الجاذبية والحركة وغيرها، بالإضافة إلى اختراعاته العديدة ومنها التيليسكوب. كان نيوتن بإجماع المؤرخين يعاني اضطرابات نفسية عنيفة حوّلته إلى مجنون حقيقي، متقلب المزاج وسريع الانفعال والغضب، ويتحدث بصوت عالٍ مع نفسه، ويخاطب أشخاصاً من نسج خياله. 

إرنست هيمنغواي
من أشهر الروائيين العالميين وأحد أشهر الأدباء الأميركيين وأغلاهم أجراً، حاز جائزة نوبل للآداب في عام 1954. كان هيمنغواي ضحية الاكتئاب ويتميز بشخصية غريبة، يكره شراء ملابس جديدة ويرفض تماماً ارتداء ملابس داخلية أو استخدام الهاتف. مات مُنتحراً برصاص من بندقيته، ليشابه بانتحاره المصير نفسه الذي قضى به أفراد أسرته الذين ماتوا جميعاً منتحرين.

 فينسينت فان غوخ
هو الرسام الهولندي الشهير الذي بلغ به الجنون حد قطع إحدى أذنيه بنفسه، ومحاولة الانتحار أكثر من مرة، إلى أن وُفق في النهاية ومات مُنتحراً. وبحسب الذين عاصروه، عانى فان غوخ اضطرابات نفسية ثُنائية، دفعته بالإضافة إلى عبقريته بالرسم، إلى الكتابة بغزارة للتنفيس عن حالته المرضية.

باري مارشال
هو طبيب أسترالي اتهم بالجنون والتهور، فبعد أن اكتشف أن سبب قرحة المعدة هو البكتيريا، حاول تعميم نتائج اكتشافه على المراكز الطبية إلا أنه أخفق، فقرر أن يشرب بنفسه البكتيريا لإثبات صحة ما يقوله، وبعد عدة أيام ظهرت أعراض التهاب المعدة عليه، فداوى نفسه بالمضادات الحيوية، لينال لاحقاً عن اكتشافه هذا جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء.

ويرنر فورسمان
هو طبيب ألماني اتهم أيضاً بالجنون لوضع قسطرة في قلبه، لكي يثبت نظريته الطبية. ففي عام 1929 كانت جراحة القلب في مراحلها الأولى، وكان الأطباء غير قادرين على علاج مرضى القلب، في حين كان لفورسمان نظرية في إدخال أنبوب من خلال وريد المريض لعلاج القلب، وهي نظرية قوبلت بالرفض الشديد، فما كان من الطبيب المجنون إلا أن يجرب نظريته على نفسه ويضع القسطرة في قلبه ويعرضها على زملائه. عمل جنوني إنما حجز له جائزة نوبل في الطب.

جون ناش
عالم أميركي عبقري في الرياضيات حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1994، بعد أن طوّر نظريته الخاصة عن الاتزان وأسماها نظرية «ناش للاتزان». هذا العالم الذي تحولت حياته إلى فيلم بعنوان A Beautiful Mind أي «العقل الجميل» من بطولة النجم راسل كرو، كان يُعانى حالة متقدمة من الفصام النفسي تجعله يسمع أصواتاً غير حقيقية ويرى شخصيات وهمية، وتم حجزه أكثر من مرة في مصحات نفسية.