ينتمي الفنان الكويتي خالد أمين إلى جيل الوسط، ورغم أنه أكاديمي بامتياز ويعمل ضمن سلك التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، إلا أن ذلك لم يسلبه ولعه بفن التمثيل، فتألق في كثير من الأعمال الدرامية، وقدم لموسم دراما رمضان هذا العام، مسلسلي «إفراج مشروط» و«ماذا لو»، ويتطلع إلى تثبيت أقدامه مخرجاً مسرحياً خلال الفترة المقبلة، مثل والده المخرج أمين الحاج.

• كيف تقيم مشاركتك في الموسم الدرامي الرمضاني المنقضي؟
سعيد بردود الفعل الإيجابية على مسلسلي «إفراج مشروط» و«ماذا لو»، وحالياً أتحضر للكثير من الأعمال، منها ما أنهيته ومنها ما أنا بصدد الشروع به، وهنالك أعمال خليجية مقبلة، وأخرى رمضانية لعام 2020 بدأنا بالتخطيط لها من الآن.

المنتج المنفذ
• إذا كانت أغلب الأعمال يُخطط لها مبكراً، فلماذا يستمر التصوير طوال شهر رمضان؟
بسبب أن بعض الشركات تنتظر المنتج المنفذ، وهو بدوره ينتظر ميزانية التلفزيون ليبدأ بالتنفيذ، ناهيك عن الرقابة وغيرها من الأمور الروتينية، لكننا سنبدأ الفترة المقبلة بتصوير الأعمال المطلوبة لخارج السباق الرمضاني، ولطالما نادينا بإيجاد موسم مواز خلال 11 شهراً وهو ما تحقق بالفعل مؤخراً.

• هل ترى فكرة الموسم غير الرمضاني ناجحة؟
ناجحة للغاية، فالمشاهد يتابع بتركيز أكبر فيه، فزحام الدراما في الشهر الفضيل يظلم كثيراً من الأعمال.

تشابه بين العملين
• عُرض لك في رمضان مسلسلا «إفراج مشروط» و«ماذا لو»، فهل عرض عملين لك في شهر واحد يعد ميزة أم عيباً؟
مسلسل «ماذا لو» لم يكن موعده مقرراً في رمضان، على عكس «إفراج مشروط» الذي كانت ظروفه كلها مهيأة لتقديمه خلال رمضان.

• البعض يقول إن أداءك في «إفراج مشروط» كان أكثر تأثيراً من «ماذا لو»، ما ردك؟
القصتان بعيدتان عن بعضيهما والمقارنة صعبة، فـ«ماذا لو» مجموعة قصص مفترضة، أما «إفراج مشروط» فيحمل عوامل كثيرة ساعدت على أن يُشاهد، وهناك مخرج شاب لديه طريقة جديدة يريد أن يبرز من خلالها، وكذلك كاتب شاب يكتب بطريقة مختلفة، وكذلك منتج شاب يريد أن يضيف إلى الساحة الخليجية شيئاً جديداً، والعمل يضم 110 فنانين، وتم تصويره ما بين مصر والكويت.

• لكن هناك من رأى تشابهاً بينه وبين المسلسل المصري «نيران صديقة»!
«إفراج مشروط» مغاير تماماً ومختلف، الفكرة واحدة نعم وهي الكتاب، لكنّ المضمون مختلف كلياً، فمسرحيات شكسبير تم تناولها مئات المرات بأشكال مختلفة، ونحن في العمل بيّنا آفة فكرة محاولة قراءة المستقبل وأنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك أمراً جيداً.

• هناك من هاجموا العمل وقالوا إنه يروج للدجل والشعوذة.. ما ردك؟
على العكس تماماً، العمل ضد تلك الأمور، فكل الشخصيات التي حاولت قراءة المستقبل في المسلسل جاءت نهاياتها مأساوية.

أبوّة حقيقية
• هل عانيتم بسبب وجود الكبار مثل الفنان سعد الفرج من حيث الإملاء والتوجيه؟
التعليمات كنا نتلقاها من المخرج فقط، والقدير سعد الفرج كان أكثرنا انضباطاً وتنفيذاً للتعليمات، وهو دوماً يتحرك كممثل محترف.

• شعرنا في المسلسل بأن هناك حالة أبوّة حقيقية بينك وبين الفرج كيف ذلك؟
لأنه «أبوي» وصديقي بالفعل، فتجمعني مع والدي صداقة من نوع خاص، وهذه المشاعر نفسها أشاطرها مع سعد الفرج، خاصة أن الفرج صديق مقرب لأبي، وكثيراً ما كان يأتينا في المنزل وأنا صغير، وكنت قد عملت معه في «سوق المقاصيص»، و«سنطرون بنطرون» وفيلم «تورا بورا».

ظلم ودويتو
• من الذي تفاجأت بأدائه في «إفراج مشروط»؟
أحمد إيراج، رأيته في هذا العمل وقد انتقل إلى مرحلة جديدة من التألق، وقد صارحته قائلاً له: «لقد أصبحت أخشى منك على نفسي وأشعر بالغيرة الفنية، ولا بد لي من أن أطور نفسي كي أكون في مستواك وأكثر».

• هل تشعر بأن أحمد إيراج ظُلم خلال مسيرته الفنية؟
نعم، ولكن الفنان لا يقاس بيوم أو يومين أو حتى بالسنوات، فالفنان قيمة تتجدد على مدار عمره بالكامل، لذلك لا بد له من أن يطور نفسه على الدوام، وأحمد في تطور مستمر، وذلك في رأيي مرجعه تألقه على المسرح، والمسرح يطور كثيراً أداء الفنان، وسبق له أن أبكاني عندما لعب شخصية عبد الحسين عبد الرضا من فرط حُسن أدائه.

• عبّر البعض عن افتقادهم للدويتو الذي جمعك مع إلهام الفضالة، فهل هناك عودة؟
بالطبع، إلهام الفضالة ممثلة مهمة جداً وأحب أن أعمل معها دائماً، ورغم بعض الأصوات التي هاجمت عملنا المستمر معاً، لكني على يقين تام بأن الجمهور يحب أن يرانا معاً، وفور إيجاد نص جيد يجمعنا سنشرع في العمل فوراً.

• هل يحزنك من يتصيدون أو يهاجمون هذه الثنائية بينك وبين الفضالة؟
للأسف، أصبح هناك من يسمون أنفسهم نقاداً وهم ليسوا كذلك، وصحافيون دخلاء على المهنة، ناهيك عن أطفال الـ«سوشيال ميديا» الذي يتكلمون في ما لا يفهمونه.

تعلمت من الدنيا
• هل ترى نفسك ممثل دراما أكثر من كونك ممثلاً مسرحياً؟
ليس كذلك، لكنني عشقت الإخراج المسرحي، فمنذ دخولي معهد الفنون المسرحية ومقابلتي مع الفنان الراحل أحمد عبد الحليم، قلت له إنني أريد أن أكون مخرجاً، فأجابني: «لا بد من أن تكون ممثلاً جيداً كي تكون مخرجاً جيداً، لتستطيع توجيه الممثل بشكل أفضل»، وهذا نفعني للغاية مستقبلاً، وجعلني أحجز مكاناً خاصاً على مستوى المسرح النوعي.

• أخيراً، هل تتأثر بالنقد السلبي؟ وهل سبق أن قاضيت أحداً انتقدك؟
«ضباع» النقد السلبي لا يشغلونني، ولا يؤثر النقد فيَّ على الإطلاق، فقد تعلمت من الدنيا أن أسدّ أذنيَّ وأنطلق نحو الأمام، حتى لا أسمع صوت الكلاب التي تنبح، وسؤالك ذكرني بجلسة جمعتي بالفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، إذ قال لي: «كنت في السابق أتأثر بالهجوم وأود لو ضربت من ينقدني، لكنني مع الوقت تعودت على أن أتجاهل الأمر»، فإذا كان هرم مثل (بو عدنان) يقول لي ذلك، فلا بد من أن أسير على طريقه وأتعلم منه.

غياب مسرحي
في الوقت الذي اتجه فيه معظم نجوم الكويت في عيد الفطر إلى تقديم أعمال مسرحية، سجل الفنان خالد أمين غياباً. ويبرر ذلك قائلاً: «لأن عيني على المسرح الأكاديمي كمخرج، ولو قدمت مسرحاً تجارياً سأقدمه كمنتج، ناهيك عن ضيق الوقت الذي لم يسمح بأن أقدم شيئاً للمسرح؛ لأننا أنهينا تصوير «إفراج مشروط» قُرب العيد، لكنني على وعد بتقديم عمل للمسرح من إخراجي قريباً».