قليلون جداً من الرجال يصبحون ملهمين وهم لا يزالون على قيد الحياة، لكن مايكل كورس Michael Kors (59 عاماً) أحدهم بلا شك، إذ شيَّد إمبراطوريته على مبدأ «الأزياء المترفة التي يمكن شراؤها» أي ذات الأثمان المعقولة، ما أمن له مكاناً في الملايين من خزائن الملابس، وأدخله نادي أصحاب المليارات، وجعله يشتري علامة فيرساتشي مؤخراً، فما السر الملهم وراء هذه النجاحات المتتابعة؟

تحول هذا المصمم، من بيع أزيائه للأميركيين إلى التصميم للأسواق العالمية، فساعد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على تقديم 10 ملايين وجبة حول العالم، كما قامت شركته بجمع تبرعات بلغت 20 مليون دولار لصالح بنك الطعام في مدينة نيويورك. ولقب بسفير الأمم المتحدة العالمي لمكافحة الجوع، وامتد دعمه كذلك إلى أبحاث السرطان ومرضى الإيدز.  جنى كورس أرباحاً طائلة من الموضة، على مدى الأعوام الـ 38 الماضية، استطاع تكوين ثروة عن طريق تحويل أحلامه إلى إمبراطورية تقدر بمليارات الدولارات، وقائمة من الزبونات الشهيرات أمثال ميشيل أوباما، وحشود غفيرة من النساء المهنيات اللواتي يعشقن الإمساك بحقائبه الأيقونية.

الفشل مرتين
لم تأت الشهرة أو الثروة أو النجاح لـMichael Kors على طبق من فضة، بل لم يستكمل دراسته في معهد الأزياء للتكنولوجيا، وواجه الفشل مرة أخرى حينما أعلن إفلاسه في عام 1993، لكن بالكد والمثابرة أعاد إطلاق علامته بعدها بأربعة أعوام. وحصل على جائزة مجلس مصممي الأزياء في أميركا للألبسة النسائية في عام 1999، والرجالية في عام 2003. وأدرجته مجلة تايم على قائمتها لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم (2013)، وجائزة مجلس أزياء الكوتور في المعهد الذي فشل في التخرج فيه. وهو اليوم يتربع على عرش شركة Capri المالكة لثلاث علامات: مايكل كورس، وجيمي تشو، وفيرساتشي التي ابتاعها مقابل 2.15 مليار دولار.

كورس والحلم الأميركي
تكمن عبقرية كورس في كونه رمز الإطلالة الجديدة للأزياء الرياضية الأميركية، والتي تتسم بالفخامة الأنيقة، والجاذبية العملية، والشياكة دون أي مجهود، وبساطة خطوط التصميم. واستمر ما يقرب من أربعة عقود من الزمان محتفظاً بمرونته؛ نظراً لنظره الثاقب. وقد استطاع حمل الألبسة الرياضية الأميركية نحو المستقبل، مترجماً إياها بلغة عالمية لكل رجل وامرأة يودان أن يكونا جزءاً من الحلم الأميركي.

الفراشة الحديدية
• مع اعتزال المصممة دونا كاران، بقي كورس أحد أشهر المصممين الأميركان في العالم.
• والدته كانت عارضة أزياء، وقد ساعدها وهو في الخامسة من عمره على إعادة تصميم فستان زفافها في زيجتها الثانية.
• بدأ طموحه في سن مبكرة، حيث عمل «موديل» في بعض الإعلانات.
• في طفولته قدم ورشة عمل، أطلق عليها «الفراشة الحديدية» حول تصنيع الشموع والمنتجات الجلدية، بيعت في أسبوع، كما كان يقدم خدمات التنظيف الجاف في المعسكرات الصيفية التي كان يحضرها.
• اسمه الأصلي كان «كارل» لكنه غيّره، ربما لأنه كان ينبغي وجود «كارل» واحد فقط في عالم الموضة، في إشارة منه إلى الراحل «كارل لاجرفيلد».