في ثالث أسابيع موضة الأزياء الجاهزة لموسم خريف وشتاء 2019 - 2020، تجمع عروض «أسبوع الموضة في ميلانو» أزياء متنوعة الأفكار الشبابية بين العصرية والكلاسيكية. لم تختلف موضة الشتاء المقبل في ميلانو عن عروض أسبوعَي نيويورك ولندن، سوى ببعض التفاصيل المتأتّية عن مصادر الوحي الكامنة وراء أفكار المجموعات، وفي تصاميم الاكسسوارات المبتكرة، ومنها الحقائب متنوعة الأحجام والأشكال.


للفنون جنون
لأن الموضة الإيطالية غنية بمصمميها وبكونها السبّاقة في طرح أفكار جريئة وجنونية أحياناً، قدمت أبرز دُور الأزياء تصاميم ومفردات لافتة في عروضها، بدءاً من الأفكار المجنونة مع دار Gucci ومصممها أليساندرو ميشيل، الذي يسعى دوماً إلى تقديم أزياء خارجة عن المألوف، فمزجت بين الفن والعصور التاريخية والحديثة. يميّز هذه التصاميم أن العديد منها يُعتمَد فيما بعد من قبل الشابات، ويُلاحَظ هذا إثر كل تشكيلة. أثارت الاكسسوارات الغريبة التي ترافقت مع الملابس الإعجاب، وبشكل خاص الأقنعة وعَصْبَات العيون والعقود الشائكة. هذا الإبداع الجنوني، كان ظاهراً أيضاً لدى مصمم دار Moschino جيريمي سكوت، الذي عوّد المتابعين على أزياء غريبة، بمصادر وحيها وتفاصيلها، وهذه المرة أتت مُحاكية لأجواء الكازينو في الثمانينات واحتفالاتها الصاخبة، فكانت مفعمة بمفردات النقود والمجوهرات والذهب، ومترفة إلى حد مُبالغ به، وظهر ذلك جلّياً في تسريحات شعر عارضات الأزياء الكبيرة مع الغرّة الطويلة والمثبتة بمصفف الشعر، الأقمشة المطبّعة بالدولارات، أو المزينة بالأحجار الملونة أو المصنوعة من الجلد بألوان معدنية.

لمسة حرفية
قدمت دار Roberto Cavalli تشكيلة تنطق بلغة «كافالي» الإبداعية بطبعات ملونة وتصاميم فخمة، استُلهمت من ذكريات «كافالي» وتأملاته. فتحركت الملابس بكل ديناميكية، وتدفقت حرائر الـPlissé الدقيقة المتطورة، وتبلورت اللمسات الحرفية لخبراء الدار في إتقان الحياكة وسهولة حركة التصاميم التي تمزج بين خامات الصوف والمخمل وغيرها من الأقمشة.

أناقة خالدة
خصصت دار Dolce & Gabbana مجموعتها للأناقة الأنثوية المتطورة والخالدة، فعادت إلى المفاهيم التقليدية للإطلالة الكلاسيكية المستلهمة من الفترة الممتدة من الثلاثينات إلى الستينات، فقدمت توليفة متنوعة من التصاميم والأقمشة والتفاصيل والألوان كالزهور، وطبعات النمر، التويد والترتر وفساتين العرس، في تحيّة خاصة وشاملة للمرأة.

فنون التسعينات
احتفت دار Versace بحقبة التسعينات والنهضة الموسيقية والفنية آنذاك من خلال تصاميم أنثوية، على غرار شكل حرف (V) فوق سترة متماسكة وربطة لولبية، وتنورة سوداء مع «تي شيرت» أبيض مطبوع عليه صورة دوناتيلا للمصور ريتشارد أفيدون، من حملة الدار الإعلانية عام 1995 لعطر Blonde.

وداع أنيق
قدمت دار Fendi آخر مجموعة لكارل لاغرفيلد، وآخر لمساته المتميزة المتمثلة في الياقات الإدواردية العالية التي ارتداها لاغرفيلد، وتركيبات الخياطة البارعة مع الحواف الهندسية التي عاد إليها في كل موسم. وبرزت في المجموعة فساتين A-line، وطبقات شفافة تتضمن جلد «fishnet» المثقب بالليزر. شعار F المزدوج المترابط (المسمّى Karligraphy)، الذي ابتكره لاغرفيلد في عام 1981، وقد أعيد تخيّله واستُخدم في التصاميم.

المرأة المنتجة
قدمت دار Max Mara أزياء تعبّر عن المرأة المتمكنة والعاملة بفخامة وأرستقراطية تُرضي كل الأذواق، كما سجل العرض ظهور عارضة محجبة. عبّرت التصاميم عن صورة ظلية قوية في محيط الكتف، وتنوعت بين تنانير تبدو كأنها قطعت من سروال رجالي لتُرتدَى مع أحذية الفخذ العالية والسترات الصوفية الباهتة. صوف الألبكا والجمال والكشمير مقيدة برباط من الجلد. مزيج جريء من التويد والجلود المتنوعة.

قيم متأصلة
قدمت دار Etro أزياء «البوهو شيك» بلمسات عصرية مبتكرة، واحتفت بالعيد الـ50 للدار الإيطالية، بالتعبير عن القيم المتأصلة في العلامة التجارية، وعن الأهمية الثقافية والاجتماعية للفن بأشكاله المختلفة. كما اختارت فيرونيكا إيترو جلب العديد من النساء من مختلف الأعمار إلى المنصة، بما في ذلك رموز الموضة الدولية، مثل إيدي كامبل، أليك ويك، فريدة خلفة وغيرهن.

مزج رائع
يُدهشنا دوماً Ermano Scervino بتصاميمه الرفيعة، وفي تشكيلته الأخيرة مزج بشكل رائع بين الكلاسيكية والعصرية في البدلات والفساتين الأنيقة.

تفاصيل راقية
مواد فاخرة وتفاصيل راقية، وصورة ظلّية حيوية لفساتين أنيقة وطبقات محبوكة، قدمتها دار Bottega Veneta في تشكيلة متنوعة، ومعاطف وجاكيتات تشبه الدروع.

الرومانسية الخائفة
استوحت المصممة ميوتشيا برادا مجموعة أزياء Prada، من رواية فرانكشتاين الخيالية العلمية، للكاتبة ماري شيلي. فتداخلت الزخارف الأدبية ورسوم «البوب» في أزياء أتت بمثابة ترياق لقسوة الواقع، وتشريح للرومانسية والخوف في الوقت عينه، فكان الدانتيل والزهور والقلوب وأردية الحكايات الخيالية، وأحذية حمراء مضيئة، أزياء تشبه الزي المدرسي، أحذية المتسلقين وغيرها من المفردات المتنوعة. 

مفهوم التعدد
عكست مجموعة دار Salvatore Ferragamo العريقة بجلودها المتنوعة وألوانها المتعددة وتنوع أقمشتها حتى ضمن الإطلالة الواحدة مفهوم التعدد، الذي يتبلور أيضاً في نقشات الأوشحة على الحرير المضلع، ومعاطف الكشمير والجلود والملابس الرياضية المصممة من الصوف الياباني، والكنزات المحبوكة يدوياً بفخامة بعيدة عن التكلف.

جلد لامع
قدمت دار Aigner تشكيلة جلدية لامعة بامتياز، سواء في الأزياء أم الاكسسوارات، فضلاً عن الفساتين الأنثوية البراقة. وشاهدنا الجلد اللامع أيضاً في تصاميم Tod’s.

صيحات الموسم المقبل
في مجمل العروض، بدت واضحة غلبة اللون الواحد الذي سيطر على أغلب الإطلالات، لا سيما الأبيض كما في الأسبوعين السابقين. وهذا لا ينفي رواج موضة الألوان الحيوية كالأزرق والأصفر والأحمر في الشتاء المقبل، إضافة إلى الألوان الترابية وبشكل خاص العسلي، القصات النظيفة التي تعبّر عن الإرث الإيطالي في هذا السياق، البدلات الرسمية والمعاطف الكبيرة، المزج بين الأزياء الرياضية والأزياء الفاخرة، كالمعاطف المنفوخة مع تصاميم الفساتين أو التنانير الناعمة. تقليعة الفساتين فوق البناطيل، الكشكش بأحجام متفاوتة، الأقمشة اللماعة سواء المصنوعة من الأنسجة والخيوط المعدنية أم المكسوّة بالترتر البراق. والجلد من الأقمشة الدارجة، لا سيما اللامع منها.

روائع الاكسسوارات
امتلأت منصات العروض بتشكيلة فريدة من الحقائب والأحذية والنظارات الشمسية والقبعات. ومن المفردات المتفوقة، بدا جليّاً تنوع موديلات الحقائب وأحجامها، ومنها الحقائب التي أبدعتها Moschino، اكسسوارات الرأس التي ظهرت في مجموعة Dolce&Gabbana وأقنعة Gucci. كما سيطر «البوتس» بموديلاته كافة على معظم العروض، عالي الساق، واسع الساق، أو «بوتس» المتسلقين. وصُمّم بمختلف أنواع الجلود والطبعات والنقشات والرسوم.