قالت الفنانة المصرية منة شلبي، على هامش احتفاء «مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة» بها في دورته الثالثة التي اختتمت مؤخراً، إنها كانت تتمنى أن يكون موجوداً معها لحظة تكريمها في أسوان، والدتها وأصدقاؤها، لكن جميعهم ظروفهم كانت صعبة، وحالت دون حضورهم، ولم ترغب في ذكر أسمائهم حتى لا يشعروا بالذنب. وعن جديدها، قالت منة لـ«زهرة الخليج»: «لدي فيلم بعنوان (خيال مآته) من بطولة الفنان أحمد حلمي، في ثالث تعاون يجمعنا، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج خالد مرعي. كذلك لدي فيلم (أهل العيب)، من إخراج محمد ياسين وإنتاج أحمد السبكي». وكشفت منة عن أنها ستغيب عن دراما رمضان 2019 قائلة: «أنا ممثلة دور وعمل، ولست ممثلة موسم». ورداً على سؤال، حول تعرضها لأزمات أثناء دراستها تتعلق بعمل والدتها الفنانة زيزي مصطفى راقصة، تعترف قائلة: «هذا حقيقي، لكني تغلبت عليها ولم يكن الأمر سهلاً.. فأنا فخورة بأمي جداً وأحبها لأنها من الراقصات الشرقيات اللاتي لم يقدمن الابتذال، وأي شيء جيد في حياتي وشخصيتي سببه أمي، وفي الوقت نفسه وجدتها تترك الرقص وترتدي الحجاب، وعندما كبرت خلقت ثقتي في نفسي لأنني شاهدت الحقيقة وليس برؤية الناس، وهي ست عظيمة». وحول ما إذا أثر الفن في حياتها العاطفية؟ تقول منة: «على الرغم من حبي الفن، لكني إنسانة عاطفية، ولدي مواصفات أتمناها في شريك الحياة، وهي أن يحبني لشخصيتي ويتفهم شغلي».

«عاصمة الثقافة الأفريقية»

«الميزانية هي المشكلة الحقيقية، إذ لا نرى رعاية بالشكل الكافي بالنسبة إلى مهرجان له أهميته وقيمته في مدينة مثل أسوان، خاصة أن أسوان تُوجت هذا العام 2019 «عاصمة الثقافة الأفريقية»، وتصوروا مثلاً أن هناك فقط دار عرض (سينما) واحدة في أسوان هي «الصداقة»، لكن للأسف حتى جودتها غير مناسبة.. فكيف هذا؟». كانت تلك الصرخة التي أطلقتها الناقدة ماجدة موريس، عبر «زهرة الخليج» في اختتام الدورة الثالثة من «مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة»، الذي ودعناه مؤخراً، بمثابة «جرس إنذار» للالتفات إلى المهرجان الذي يُقام في صعيد مصر، ولكن كما علق بعض النجوم لنا قائلاً: «لا شيء سيتغير.. فقد نادينا مراراً وتكراراً للاهتمام بالمهرجان.. إنما لا حياة لمن تنادي».

بين الافتتاح والاختتام

حمل المهرجان شعار «سينما حقيقية من أجل امرأة تلهمنا حياة»، وتنافس على جوائزه هذا العام 12 فيلماً، في «مسابقة الفيلم الطويل» الذي ترأست لجنة تحكيمه الفنانة ليلى علوي، وكرم في حفل افتتاحه، القديرة محسنة توفيق والنجمة منة شلبي، والممثلة العالمية باربرا بوشيه، تقديراً لمشوارها الذي امتد إلى أكثر من 55 عاماً. أيضاً تم تكريم عدد من الفنانين بينهم: باسم سمرة، درة زروق، أحمد عبد العزيز، أحمد وفيق، نور اللبنانية، يسرا اللوزي والمخرجة هالة خليل. وفي حفل الاختتام تم تكريم خمس شخصيات نسائية لهنّ إسهامات عديدة في عالم «الفن السابع»، هنّ: نوال، مصممة «التترات» الشهيرة، والمونتيرة ليلى فهمي، والشقيقات عايدة وعزة وعبلة أنيس عبيد، رائدات ترجمة الأفلام الأجنبية إلى اللغة العربية.

«عبلة» أجمل النساء

في الندوة التكريمية لمنة، تم الاحتفاء بها كونها عبرت عن مشاكل وقضايا المرأة في أكثر من فيلم قامت ببطولته. وفي ندوة تكريمها التي حضرها مؤازرة عدد من أصدقائها الفنانين وأدارها الناقد طارق الشناوي، قال الأخير: «منة نجحت في الظهور وفرض وجودها في وقت صعب كان يسيطر فيه النجوم الرجال على ما يُقدم في السينما المصرية». وعلقت منة: «أدين بالفضل لكل المخرجين الذين عملت معهم، بداية من الأستاذ رضوان الكاشف الذي منحني فرصة كبيرة قدمتني للجمهور بشكل جيد». مؤكدة أنه لا يوجد ممثل كبير من دون مخرج كبير. وعن طبيعة تجسيدها لأدوارها تقول منة: «أدخل جُوّه رُوح الناس واهتماماتهم حتى أقدر أتقمّص الشخصيات التي تُعرض علي، وخلال السنوات الأخيرة حرصت على اختيار الأدوار الصعبة والمختلفة لأنها تحدٍّ لنفسي، وهي شخصيات بعيدة كل البعد عن شخصيتي.. لكني عاشقة للتمثيل»، ورداً على سؤال عن مَثَلها الأعلى من الفنانات تجيب: «هند رستم، سعاد حسني، وعبلة كامل التي أعتبرها ممثلة تلقائية، تعلمت منها الكثير، وموهبتها الفريدة تجعلها من أفضل وأجمل النساء».