رحلة عطاء استهلتها منذ 150 عاماً دار «شوبارد» السويسرية، الرائدة في مجال الساعات والمجوهرات الفاخرة، برغبة دفينة في إبراز جماليات الألماس و«إسعاده»، وذلك بتحريره ومنحه حرية الحركة داخل القلوب والساعات، وصولاً إلى تأييدها الكامل للذهب الأخلاقي Ethical Gold في إبداعاتها كافة.

تأسست العلامة على يد «لويس - أوليس شوبارد» Louis-Ulysse Chopard، وهو في سن الـ24 عام 1860، في قرية «سونفييه» Sonvilier السويسرية، وقد بدأ متخصصاً في الساعات النسائية وساعات الجيْب، بمعايير عالية من الجودة والدقة، رسّخت المصداقية في الساعات المصنوعة في سويسرا. وفي أوائل القرن الـ20، اختفى تدريجياً صنّاع الساعات التقليدية كأحد تداعيات الثورة الصناعية. ورأى شوبارد أنه لا تزال هنالك فئة تُقبل على ساعاته، فقرّر الرحيل إلى شرق أوروبا، حيث زار المجر وبولندا وروسيا، ووصلت ساعاته إلى بلاط القيصر نيقولاي الثاني.

الحركات والتوربيون

بعد وفاة «لويس» في عام 1915، تولى ابنه «بول لويس» إدارة الشركة ثم نقلها إلى جنيف، مَعْقل صناعة الساعات والمجوهرات الفاخرة في العالم عام 1937)، وبعدها انتقلت إلى الحفيد بول أندريه في عام 1943، ثم بيعت إلى كارل شوفوليه (1963)، وهو ينتمي إلى عائلة ألمانية عريقة في مجال الساعات الفاخرة. واستطاع أن ينهض بالدار، ونجح في تصنيع أول حركة لساعاته في عام 1996، سمّاها LUC 1860، تكريماً لمؤسس الدار، وحازت جائزة أفضل ساعة لعام 97، ثم واصلت الدار مسيرتها المتوّجة بإنجازات عدة، أهمها صناعة أول ساعة «توربيون» في عام 2003، واشتهارها بالساعات الرياضية المواكبة لسباق السيارات الشهير Mille Miglia. وهي شريك أساسي في هذا السباق، وكذلك في «مهرجان كان السينمائي»، وسباق الجائزة التاريخية الكبرى في موناكو.

تحرير الألماس

في عام 1976 اعتنقت الدار فلسفة جمالية خالصة، تمثلت في اعتقادها بأن تحرير الألماس يمنحه السعادة، ويجعله أكثر بريقاً وإشعاعاً بدلاً من تقييده بالمعدن، فأطلقت تصاميم تتراقص فيها حبات الألماس بحرّية، مثل مجموعة ساعات «هابي سبورت»، والألماسات السعيدة Happy Diamonds، والروح السعيدة Happy Spirit. وتلقى هذه المجموعات إلى الآن إقبالاً. وصممت كارولين شوفوليه، الرئيسة الشريكة، المهرج السعيد بألماساته المتراقصة (1985)، مُعلنةً مولد مجوهرات الدار.

الذهب الأخلاقي

في معرض «بازل ورلد» في إبريل الماضي، أعلنت «شوبارد» التزامها الكامل باستعمال الذهب الأخلاقي فقط، وهو الذهب الذي يتم الحصول عليه من مصادر موثوق بها ومسؤولة، تُراعي المعايير البيئية والاجتماعية، وكانت قد التزمت من قبل باستعمال الألماس المستخرج، وفقاً لممارسات وسياسات عادلة (1997).

هابي شوبارد

تعاونت الدار مع «لوريال» لإطلاق عطور فاخرة خاصة بها، وكان «كشمير» أول عطورها النسائية في عام 1992. زجاجات عطور «شوبارد» تشبه قطعة من الأحجار الكريمة. ولدى الدار 52 عطراً، عكف على إبداعها صفوة مصممي العطور في العالم، أمثال ناتالي لورسون، وتيري واسير. وأحدث مجموعاتها العطرية هما Gardens of Paradise، و«هابي شوبارد».