كان لعشاق رياضة الفروسية موعد مع «سباق السيدات للقدرة» لمسافة 119 كم «CEN»، الذي أقيم ضمن فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، بتنظيم من «نادي دبي للفروسية»، بالتعاون والتنسيق مع «اتحاد الفروسية»، وإشراف «الاتحاد الدولي للفروسية»، والذي احتضنته مدينة دبي الدولية للقدرة في سيح السلم، بمشاركة 172 فارسة، من مختلف دول العالم. «زهرة الخليج» التقت عدد من الفارسات ونقلت انطباعاتهن.

رياضتي المفضلة
قالت الفارسة الأيرلندية إيمي لويس، بطلة سباق السيدات، إنها لم تتوقع الفوز باللقب حتى المرحلة الثانية من السباق، التي كانت الأصعب، خاصة أنها كانت في المركز الـ14، مشيرة إلى أنها لم تُصب بالإحباط، لثقتها الكبيرة بالقدرة على اللحاق برَكب المقدمة، وبالفعل استغلت قوة جوادها «توم جونز»، الذي قدم أداءً متميزاً، خاصة في المرحلة الأخيرة من السباق. وأضافت إيمي: «أشكر فريق عمل إسطبلات «إف 3»، على الدعم الكبير الذي قدمه لي، إذ إننا قمنا بعمل جماعي رائع، كان السبب الرئيسي في فوزي بالمركز الأول»، مُبيّنة أنها بدأت بممارسة رياضة الفروسية في الثامنة من عمرها، وانطلقت مسيرتها الحقيقية مع سباقات «قفز الحواجز»، قبل أن تتوجه إلى المشاركة في «سباقات القدرة» التي تعتبرها رياضتها المفضلة.

الأفضل عالمياً
أعربت الفارسة الأوروجويانية سيسيليا جارسيا، وصيفة «سباق السيدات»، عن رضاها عن المركز الثاني، والذي حصلت عليه بفارق ثانية واحدة عن المركز الأول، مشيرة إلى أن المرحلة الأخيرة في السباق كانت الأصعب، إذ إنها شهدت منافسة قوية، حيث بدأت الفارسات بزيادة السرعة لحسم اللقب، مُشيدةً بما قدمه جوادها «توفكا» من أداء متميز. وأشارت سيسيليا إلى أنها تحرص دائماً على المشاركة في السباقات المخصصة للسيدات في دولة الإمارات، التي تُعد من أكثر السباقات في العالم، التي تُسهم بدعم وتطوير الفارسات في شتّى بقاع الأرض، كما أن الإمارات تُعد الأفضل عالمياً في «سباقات القدرة»، وأصبحت تنافس على أقوى البطولات دائماً.

مردود رائع
أشادت الفارسة الأرجنتينية مارتينا سبيلانزون، صاحبة المركز الثالث في «سباق السيدات»، بمردود جوادها «كاردينال» الرائع في السباق، الذي قدم مستوى رائعاً، ساعدها على البقاء في المراكز المتقدمة منذ بداية السباق، الذي شهد منافسة شرسة بين نخبة من أفضل الفارسات على مستوى العالم، مشيرة إلى أنها كانت تقاتل من أجل الحصول على اللقب الأغلى على قلوب جميع الفارسات، ولكنها سعيدة بصعودها منصة التتويج. وكشفت مارتينا عن أنها تحب سباقات الـ120 كم، أكثر من سباقات الـ100 كم، لأفضلية التنافس، فضلاً عن وجود مجال لتعويض التأخير، مُبيّنة أنها بدأت ممارسة اللعبة منذ 18 عاماً، وأن أفضل إنجازاتها كانت مع الخيل «طارق»، الذي حققت معه لقب «بطولة دبي الدولية للقدرة».

خبرة السيطرة
من جانبها بيّنت الفارسة الإماراتية لطيفة جاسم أنها استفادت كثيراً من المشاركة في السباق، الذي كان بمثابة فرصة قوية للاحتكاك بأفضل الفارسات، وكسب خبرة السيطرة على الخيل وتهدئته، خاصة في التجمعات التي تحدث عند خط الانطلاق، فضلاً عن ثقل مهارة التعامل مع الخيل، وتكوين علاقة قوية تُمكنني من السيطرة على مجريات الحدث بالصورة المطلوبة. وأكدت لطيفة أن رياضة الفروسية، على الرغم من الجاذبية التي تحظى بها من عدد كبير من النساء، إلا أنها لا تناسب جميع الفتيات، وخاصة «سباقات القدرة»، إذ إنها تحتاج إلى فتيات بمواصفات خاصة، لعل أبرزها القوة الشخصية والجسدية، فضلاً عن القدرة على التحمل، حيث إنها من أكثر الرياضات الشاقة على الإطلاق.

6 سنوات
خضعت الخيول المشاركة للفحص البيطري، للتأكد من سلامتها ومطابقتها للشروط والمعايير الخاصة بالسباق، التي تُلزم المتسابقات بألا تقل أعمار الخيول عن ست سنوات، والحد الأقصى لنبضات القلب 64 نبضة في الدقيقة، والحد الأدنى للوزن المسموح به للفارسة 50 كلغم، والحد الأدنى للسرعة 14 كلم/‏‏‏‏‏‏‏‏ ساعة.

فرصة كاملة
أكد محمد عيسى العضب، المدير العام لـ«نادي دبي للفروسية»، أن سباق السيدات لمسافة 119 كم، ضمن (مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة)، حقق نجاحاً باهراً، وشهد منافسة كبيرة، بهدف إعطاء العنصر النسائي فرصة كاملة لأن يشارك في السباق ويأخذ فرصته، وهو تَوجّه الدولة والقيادة الرشيدة، من أجل إعلاء مكانة المرأة وإفساح المجال لها في جميع المنافسات الرياضية، وخاصة الفروسية والقدرة.
واختتم محمد عيسى العضب مُبيّناً بالقول: «إن المهرجان رصد للسباق المخصص للسيدات 10 سيارات، لصاحبات المراكز الـ10 الأولى، كما ستحصل المشاركات من المركز 11 حتى المركز 70 على جوائز نقدية».