برحيلها، فقد عالم الموضة أيقونة، ورائدة، وعاشقة نهمة للشوكولاته، لم تكن مصممة أزياء فحسب، بل فنانة وكاتبة كرّست حياتها لتحرير المرأة، إنها سونيا ريكيال Sonia Rykiel (1930 - 2016) المبدعة الفرنسية ذات الشعر الأحمر، والتي لقّبت بـ«ملكة التريكو» وصاحبة «كنزة الولد الفقير». تصاميمها تُلهم الأجيال اعتماد البساطة والراحة، وحياتها تشهد بأن الموهبة المقترنة بالشغف القوي والعمل الجاد، تحمل صاحبها إلى أعلى المراتب.

في الـ17 من عمرها، بدأ شغفها بالموضة مع عملها لدى أحد متاجر الأقمشة الباريسية، حيث كانت مسؤولة عن ترتيب المعروضات في الواجهة الزجاجية، ثم تزوجت من صاحب أحد «البوتيكات»، وأثناء حملها في عام 1962، لم تجد الكنزات الصوفية الناعمة لترتديها، وهنا دفعتها الحاجة إلى تصميم ملابسها.

كنزة بسيطة

لم تكن لديها أي خبرة بهذا المجال، ولم تتلقّ أي تدريب رسمي، وعُرف أول تصميم لها باسم «كنزة الولد الفقير» Poor Boy Sweater، وتم بيعها في محل زوجها، واحتلت صورها غلاف مجلة Elle، وهي كنزة بسيطة تتبع خطوط الجسم، وجاءت لتحرر النساء من الكنزات الفضفاضة وغير الجذابة التي كانت سائدة آنذاك. «أودري هيبورن» و«بريجيت باردو»، كانتا من أشهر النجمات ارتداءً لهذه الكنزة طوال الستينات. ولا تزال الكنزة تطل برأسها في تصاميم الدار حتى الآن، مثل الكنزات المخططة ذات العنق الطويل، الشبيه بعنق السلحفاة المعروف باسم Turtleneck.

ملكة التريكو

واصلت سونيا نجاحاتها، حتى أطلق عليها الأميركان «ملكة التريكو» La Reine du Tricot في عام 1967. وافتتحت «بوتيكها» الخاص في العام التالي، وفي السبعينات بدأت تتجه نحو تصميم الأزياء للرجال والأطفال ومستحضرات التجميل والعطور. كتبت ريكيل العديد من الأعمدة في المجلات، ولها مؤلفات حول الموضة ومجموعة من قصص الأطفال.

خاتمة مؤلمة

في عام 1980، تم اختيارها عاشر امرأة أنيقة على مستوى العالم، وكانت أول مصممة أزياء تُظهر غرز الخياطة على الجهة الأمامية من الملابس وليس الخلفية، وأول من استعمل الكلمات والشعارات في تزيين الكنزات، وأول من أرسى معالم «المينماليزم»، أي الميل إلى تبسيط الخطوط ونعومة القصات والبُعد عن المغالاة، كما روّجت لارتداء الأسود. وأطلق النقاد عليها «كوكو ريكيل» Coco Rykiel، في مقارنة بينها وبين «كوكو شانيل». رحلت ريكيل في هدوء عن عالمنا في بيتها الباريسي، عن عمر ناهز الـ86 عاماً، عقب صراعها مع «الشلل الرّعاش» لمدة 15 عاماً. وقد كرّمتها الحكومة الفرنسية، بإطلاق اسمها على أحد شوارع باريس في أكتوبر 2018.

تقدير
• جائزة «الأوسكار» من مجموعة (الموضة الدولية) في نيويورك (1986).
• جائزة «الامتياز في التصميم» من لجنة (هيئة الأزياء التاريخية) في شيكاغو (1994).
• وسام «الفنون والآداب» من وزارة الثقافة الفرنسية (2012).
• أرفع أوسمة مدينة باريس، لإسهاماتها في تعزيز الجوانب الثقافية في المدينة (2012).
• وسام «جوقة الشرف الوطني» من الجمهورية الفرنسية (2013).