ظفرت «أبوظبي للإعلام» بأحقية تحويل إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية إلى منتج تلفزيوني عربي رائد، من خلال اتفاقية الشراكة التي وقّعتها شركة «أبوظبي للإعلام» مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لتحويل مبادرة «تحدي القراءة العربي» إلى برنامج تلفزيوني، عبر خلق تفاعل مباشر ومتابعة حية من المشاهدين والجمهور، لأبطال تحدي القراءة ولمراحل التحدي المختلفة من البداية المنافسات حتى التصفيات النهائية، واختيار أبطال التحدي، إضافة إلى إبراز إنجازات الأبطال والمشرفين المتميزين والمدارس المتميزة، بما يحفز قطاعات واسعة من النشء والشباب والطلبة من الجنسين إلى المواظبة على القراءة والاطلاع وحب المعرفة.
وتهدف اتفاقية الشراكة، التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ووقّعها مدير عام شركة «أبوظبي للإعلام»، الدكتور علي بن تميم، والأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، سعيد العطر، إلى إبراز نماذج ملهمة وصناعة نجوم في عالم القراءة والثقافة والمعرفة في العالم العربي.

صميم استشراف المستقبل

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي بن تميم: «إن دولة الإمارات، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تواصل تسطير إنجازات نوعية وإطلاق مشاريع ثقافية يُشار إليها بالبنان في المنطقة والعالم، بحيث أصبحت نموذجاً يُحتذى، وأسست مسيرة نهضة علمية وثقافية رعايتها تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وأكد بن تميم أن إبرام اتفاقية الشراكة مع تحدي القراءة العربي يعدّ خطوة استراتيجية بكل ما للكلمة من معنى؛ لأن هذه المبادرة التي انطلقت من دولة الإمارات هي في صميم استشراف المستقبل وصناعته، لإعداد أجيال عربية معتزة بقُدراتها وإمكاناتها منفتحة على العالم الواسع، لأنها قرأت واقع التعليم والإنتاج المعرفي في العالم العربي، بما فيه من تحديات وصعوبات، بدقة متناهية.

ترسيخ ثقافة القراءة

ولفت بن تميم إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الهادفة إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال العربية الصاعدة أينما كانت في هذا العالم، من خلال تحدي القراءة الذي انطلق هذا العام إلى العالمية، ووصل إلى الطلاب والطالبات من قراءة العربية في 44 دولة، تُعيد للغة الضاد كثيراً من ألقها، وتسهم من جديد في استئناف مسيرة الحضارة العربية التي يريدها سموه، موضحاً أن «اللغة العربية تستعيد دورها التاريخي كمسهم فاعل في رفد الحضارة الإنسانية بالعلوم والآداب التي تثري التراث الإنساني، وتسهم في تقدم وسعادة الإنسان».

دموع بريئة وأب حانٍ

وكانت الطفلة المغربية مريم أمجون (9 سنوات)، الفائزة في مبادرة «تحدي القراءة العربي 2018»، قد خطفت الأضواء مرتين في حفل المبادرة الختامي، الذي شهدته «دبي أوبرا»، مرة حينما ضج مسرح الحفل تصفيقاً لدى إجاباتها عن سؤال مُقدم الحفل الإعلامي جورج قرداحي، قائلة: «القراءة مستشفى، لأنها تعالج العقول من الجهل». دلالة على أن الطفلة التي تدرس في المستوى الابتدائي، تتمتع بذهن مُتّقد وذكاء حاد، اتكأت فيه على قراءتها لـ2000 كتاب، شاركت بـ60 منها في المسابقة النهائية، بعد أن نجحت بداية في التفوق على المستوى المغربي، الذي تنافس فيه أكثر من 300 ألف تلميذ وتلميذة، مثّلوا 3842 مؤسسة تعليمية. وهو القول الذي دفع الدكتور علي بن تميم إلى وصف مريم بأنها «تتمتع بحكمة الكبار وحيوية الصغار».
كما خطفت مريم الأضواء أيضاً بدموعها البريئة لحظة تسلمها جائزتها، فكان الموقف الأبوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي مسح دموع فرحتها البريئة «بشماغه» موقفاً آخر نال إعجاب وتقدير الحضور والمشاهدين.
ومن الجدير بالذكر أن مشروع «تحدي القراءة العربي»، هو مبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتعزيز القراءة عند الناشئة في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم، إلى جانب مساعدتهم على تنمية قُدراتهم في النقد والتحليل والتعبير، من خلال التزام أكثر من مليون طالب بتحقيق الهدف المنشود، وهو قراءة 50 مليون كتاب خلال كل عام دراسي، بتكلفة تزيد على ثلاثة ملايين دولار أميركي.