أثارت اتفاقية «روتانا للصوتيات والمرئيات» التي أبرمها الرئيس التنفيذي للشركة سالم الهندي، مع «ديزر» الفرنسية، حفيظة كثير من نجوم وصناع الموسيقى في العالم العربي، فهذه الصفقة التي بلغت قيمتها مليار ريال سعودي، جعلت إليسا وغيرها من المطربات أمثال نوال الزغبي وسميرة سعيد ومطربين آخرين، يُبدون قلقهم وامتعاضهم جرّاء فهم خاطئ بلغهم، مفاده أن «روتانا» ستسحب محتواها الموسيقي الخاص بمطربيها من الـ«يوتيوب» وتطبيق «أنغامي»، وتخص به تطبيق «ديزر» بموجب الاتفاقية الجديدة، ما يعني أن نسبة الاستماع والمشاهدات العالية التي سجلت للمطربين ومنحتهم صدارة الأكثر متابعة، ستذهب عنهم ليبدأوا الرحلة من جديد في التطبيق الجديد، لكن سالم الهندي نفى الأمر عن «يوتيوب»، فأراح بذلك عشرات المطربين المتعاقدين مع «روتانا». وها هو يخص «زهرة الخليج» بعد المؤتمر الذي أقيم في بيروت، بتفاصيل أكثر وأدق، كما أجابنا حصرياً عن حقيقة ما يتردد من عودة المطرب عمرو دياب لـ«روتانا».

بداية، عدا الفوائد التي ستعم «روتانا» و«ديزر»، على أثر الاتفاقية المبرمة بين الطرفين. ما الفوائد التي ستعم صناعة الموسيقى؟

الفائدة ستعم ثلاثة أطراف هم: الفنان بالدرجة الأولى، المتلقي (الجمهور) بالدرجة الثانية، وكذلك «روتانا»، لكن كيف؟ في السابق كانت لدينا إيرادات تأتينا جراء بيع الأسطوانات والكاسيت والـ«ديجتال»، لكن عندما تقلصت المبيعات بشكل كبير، لم يعوضنا مردود الـ«ديجتال»، لذلك قل الإنتاج في العالم العربي، كذلك لم يتم تجديد العقود مع مطربين كثيرين؛ كونه لا توجد إيرادات، إذ من أين سنصرف على الفنانين؟ وكنا في حاجة إلى إيجاد بدائل تؤمّن إيرادات. ومن خلال الاتفاقية الجديدة مع «ديزر» سنحظى بهذا، مما يمكننا لاحقاً من الإنتاج بسخاء، وتوقيع عقود مع الفنانين الذين ليست لديهم شركات إنتاج. فسابقاً كان المطرب يضطر إلى أن ينتج من جيبه الخاص، أو أن يبحث عن شاعر منتج أو ملحن منتج يتبنى عملاً له، إنما الآن.. «خلاص» ستعود «روتانا» لتنتج لهؤلاء، هذا إضافة إلى أن الشركة ستحسن مدخولها المادي.

التزوير والحقوق

• أبدت نوال الزغبي على هامش مؤتمر اتفاقية «روتانا» و«ديزر»، مخاوفها كفنانة من أنها ترغب في شركة تنصف أعمالها ولا تنسفها.. فلماذا الفنان دائماً يشعر بالظلم؟ وهل نظرة الفنانين إلى هذه الاتفاقية صائبة أم تصب في مصلحتهم الشخصية؟

المشكلة في بعض الفنانين أنهم دائماً يبحثون عن «شماعة» ليعلقوا عليها أخطاءهم. مثلاً، وأنا أتكلم هنا في العموم من دون الإشارة إلى مطرب أو مطربة ما، أنه إذا لم يقدم «ألبوماً» جميلاً ولم ينجح، تكون هنا الشركة «الشماعة» التي يتهمها بأنها ظلمته. وليت الفنان أولاً يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الشركة، لا سيما أن الأغنية الناجحة لا شيء يغطيها، حتى لو لم يُعمل لها إعلان ودعاية، تجدها لامعة، خصوصاً في وضعنا الحالي مع انتشار «السوشيال ميديا».

• سحبكم المحتوى الموسيقي لـ«روتانا» من تطبيق «أنغامي» وعرضه على تطبيق «ديزر»، وبخلاف مبلغ المليار ريال قيمة الصفقة، ماذا فيه من اختلاف بين التطبيقين؟

هناك فروق عديدة، وأنا هنا لا أحب مقارنة الأسماء، لكن الشركة الجديدة التي وقعنا معها هي ثاني أقوى شركة في العالم حسب الإحصاءات العالمية. ثانياً، التطبيق الذي لديها متطور أكثر من الموجود لدينا في المنطقة، وانتشارها كبير، علاوة على أن المتلقي العربي سيجد هناك تنوعاً في الأغاني، بخلاف الشركات المحلية التي ليست لديها إمكانات إبرام اتفاقات مع منصات الموسيقى العالمية لتشارك في إنتاجك. وما أود توضيحه عبر «زهرة الخليج»، أنه إضافة إلى كون «ديزر» موقعة عقود استغلال لمحتوى «روتانا» الموسيقي، في الوقت نفسه نحن مستثمرون في «ديزر»، بالتالي نحن شركاء معهم، وكلما كبرت شركتهم نستفيد أكثر، وإنجاز يُحسب لنا بأننا أحضرنا هذه الشركة العالمية إلى المنطقة، على الرغم من أن معظم الشركات العالمية لا تعنيهم المنطقة العربية، جرّاء نسبة التزوير الكبيرة للأسطوانات في أسواقنا وعدم احترام الحقوق.

اعتراض الفنانين وسلطتهم

• بعد اعتراض المطربة إليسا على صفقة «روتانا» و«ديزر»، تخوفاً من أن يؤثر هذا في نسبة المشاهدات العالية التي حققتها في الـ«يوتيوب»، ومن ثم تفهمها الحقيقة، ذكر البعض أن «أنغامي» عرضت على بعض المطربين إبقاء أغانيهم على تطبيقها مقابل مبلغ مادي. فهل يحق لهم هذا؟

يجب التأكيد أن المحتوى الموسيقي تملكه «روتانا» ولا يملكه الفنان، فبالتالي مع احترامي لكل فنانينا، «ما يقدروا يسوّوا شي أو يقرروا مصير أغانيهم معنا»، وليس من حقهم منح أي رسالة للسماح بعرض أغانيهم في أي مكان من دون موافقتنا، لأننا من نملك حقوق إنتاج هذه الأعمال. عموماً، اليوم ما يريده الفنان هو إيصال أغانيه إلى أكبر شريحة ممكنة من المستمعين، وهذا ما سنحققه لهم من تعاوننا مع «ديزر».

• وهل يحق لأي فنان ومعجبيه، سواءً أكانت إليسا أم غيرها «ماضي عقد معكم»، إبداء اعتراضه فيما لو قررت «روتانا» حذف محتواها من الـ«يوتيوب» أو غيره، وعرضه على تطبيقات تجدونها الأنسب لكم؟

لسنا في زمن العبودية، ومن حق كل فنان إبداء رأيه كلاماً، أما قانونياً فلا يحق للفنان الاعتراض، لكن على الفنان التأكد من أننا لا نقوم بأي شيء لا يصب في مصلحته هو والمتلقين، بالتالي الأفضل له في البداية أن يتفهم ما يحدث، وعندها صدقوني لن يعترض أحد.
لقاء نجوى وعمرو

• التقيت في بيروت المطربة نجوى كرم، وعلمنا أنها عائدة إلى «روتانا»، لكن كان مفترضاً أن تحضر احتفالية «روتانا» و«ديزر» لكنها غابت.. لماذا؟

لم يكن يفترض حضورها، وكان عندها ظرف ما، وقالت لي إذا زال هذا الظرف ستأتي، وللأمانة هي شرحت لي السبب لغيابها، والأهم أن المياه عادت إلى مجاريها مع نجوى، وستكون بيننا اتفاقيات جديدة على صعيد الإنتاج.
• أيضاً التقيت في نيويورك المطرب عمرو دياب، ويتردد أنه سيعود لـ«روتانا». ما صحة هذا؟

حدث هناك اجتماع بيننا، وتوجد «نوايا طيبة» من الطرفين، وأرجو أن تتبلور الأمور إلى عقود جديدة بيننا ونطوي الصفحة القديمة.

• ألم تُطوَ صفحة الخلاف القديمة بينكما بعد؟

«لسّه»، هي تنطوي وتعود وهكذا، وسنطويها إلى الأبد، لا سيما أن عمرو نجم وصديق عزيز، وأبارك له ألبومه «كل حياتي» وقد أعجبني كثيراً.