«المال لا يُعوّض الانتماء وفرحة تحقيق الإنجازات باسم تونس»، بتلك الكلمات تحدثت بطلة المبارزة التونسية عزة بسباس، وصيفة بطلة العالم، عن رفضها عرض التجنيس من إحدى الدول الأجنبية، عقب أزمة مستحقاتها المالية مع وزارة الرياضة، على خلفية تتويجها بالميدالية الفضية في بطولة العالم الأخيرة للمبارزة والسيف، والتي أعلنت إثرها عن اعتزالها الرياضة، قبل أن يُنقذ «مجمع الزواري» الموقف، بفضل الدعم المالي الذي قدّمه للبطلة. «زهرة الخليج» حاورت عزة حول تداعيات أزمتها الرياضية، وتعرفت عليها عن قرب، ونسألها.

• حدثينا عن أزمتك مع وزارة الرياضة التونسية؟
بعد أن حققت العديد من الإنجازات باسم الدولة، فوجئت بأنني لست من أولوياتها، لست بمفردي، بل الرياضة بأكملها، وذلك لما تمر به تونس من فترة صعبة اقتصادياً، والسبب الرئيسي الذي فجّر المشكلة عندما تقاعست وزارة الرياضة عن إعطائي مكافأة المنحة الخاصة بالميدالية الفضية التي حصلت عليها خلال بطولة العالم في 2017، حيث كنت حينها أعاني صعوبات مادية كبيرة، بعد أن خضعت لعملية جراحية على مستوى المعصم، واضطررت إلى التوقف عن حصص العلاج الطبيعي لعدم قدرتي على توفير مستحقات العلاج، فضلاً عن أن مصاريفي السنوية المتعلقة بنشاطي الرياضي تتطلب 80 ألف يورو سنوياً، وهذا ما لم تتمكن الدولة من توفيره لمتابعة مسيرتي الرياضية.

• لماذا تحولت مشكلتك إلى قضية رأي عام؟
تصاعدت الأزمة وتحولت من مشكلة فردية إلى قضية رأي عام من دون قصد، بعد أن خرج كل اللاعبين واللاعبات المتضررين من سوء الدعم عن صمتهم للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.


• وماذا عن مشاركتك في دورة «ند الشبا» الرياضية؟
فكرة المشاركة جاءت عندما قدّم لي مُدرّبي الذي قادني إلى فضية بطولة العالم، مقترحاً بالمشاركة في بطولة «ند الشبا» الرياضية التي تُقام سنويا في رمضان في إمارة دبي، حيث إنه يعمل حالياً مدرباً في دولة الإمارات، ولم أتردد ثانية عن الموافقة، إذ إنها كانت فرصة مثالية للعودة إلى الإمارات مسقط رأسي التي ولدت فيها، حيث كانت والدتي تعمل مدرّبة برياضة المبارزة في أبوظبي، والتي عشت فيها خمس سنوات تظل ذكرياتها محفورة في ذهني، وخاصة عندما أشاهد الصور ومقاطع الفيديو التي تحتفظ والدتي بها حتى الآن.
وأنا سعيدة بذهبيّة سلاح السيف العربي «السابر» التي فزت بها، وأتمنّى العودة مجدداً لزيارة أبوظبي لاستعادة ذكريات الماضي الجميل.

• ماذا عن مستويات المشاركة والمنافسة فيها؟
حفلت المنافسات بالقوة، نظراً إلى مشاركة العديد من البطلات الأجنبيات.

تشجيع الفتيات

• وعن مشاريعك الأخرى في الحياة؟

أحضّر حالياً لمشروع توعوي برفقة مجموعة كبيرة من البطلات التونسيات في مختلف الألعاب، يكون مُوجّهاً إلى الفتيات لتشجيعهن على ممارسة الرياضة بحرّية وتحقيق أحلامهن، لإثبات أن النساء العربيات قادرات على تحقيق ما يظنه المجتمع الذكوري مستحيلاً.
فالفتاة لها حق مثل الرجل في الطموح والنجاح وخدمة بلادها.

• ما أبرز طموحاتك المستقبلية؟
أتمنّى أن أتقلد منصباً إدارياً في رياضة المبارزة بعد أن أنهي مشواري كلاعبة، لخدمة الرياضة ودعم الرياضيين، إذ إنني مررت بكل الصعوبات الفنية والمادية والنفسية، لذا أستطيع أن أتفهّم احتياجات اللاعبين.