ما بين الفارسة الإماراتية شذرا الحجاج والخيول، علاقة فريدة إطارها الألفة والتعلق المتبادل، دفعتها إلى تنمية مهاراتها في رياضة الفروسية وتحقيق إنجازات متعددة داخل وخارج دولة الإمارات، كواحدة من الفارسات الطموحات لتحقيق المزيد من الإنجازات.
تحمل شذرا معها حلمها بتمثيل الإمارات، من خلال المشاركة في «كأس العالم للقدرة»، لكن تواجهها عقبة إصابتها بالرباط الصليبي. «زهرة الخليج» التقت شذرا، لتتعرف منها على طموحاتها وأحلامها ومغامراتها، ونسألها.

لماذا اخترت رياضة الفروسية لممارستها؟
أنا أعشق الخيل هذا الكائن القوى الجميل منذ نعومة أظافري، وكنت أتمنى ممارسة رياضة الفروسية منذ تفتح وعيي، ولكن بسبب تخوف والدتي الشديد، لم أتمكن من خوض هذه التجربة إلا عندما كبرت، ولحسن حظي أنني أنتمي إلى عائلة تعشق الرياضة، إذ إن والدي كان بطلاً في رياضة «القفز الحر» بالمظلات في القوات المسلحة الإماراتية، ما سهّل مهمتي في إقناع الوالدة بممارسة رياضة الفروسية، برفقة شقيقتي التي قررت خوض التجربة أيضاً، في «نادي الشارقة للفروسية»، وأنا في عمر الـ16، ثم انتقلت بمفردي إلى «نادي الأهلي للفروسية»، بعد أن قررت شقيقتي التفرغ لدراسة الطب، وكان يدربني حينها الكابتن راشد الدربي، الذي تعلمت منه الكثير واستفدت من خبرته.

كيف بدأت قصة احترافك؟
كانت عندما انتقلت إلى التدريب، تحت قيادة المدربين سالم السبوسي وبدر المطوع، حيث تطورت مهاراتي التي أهلتني لخوض مسابقات عديدة داخل وخارج الدولة، وتحقيق مراكز متقدمة باسم الإمارات.

فارسة ناجحة

ما مقومات الفارسة الناجحة؟
يجب أن تمتلك قلباً قوياً لا يهاب الخيل، حيث إن كل مشاعر الخيّال تنتقل إلى الخيل فور امتطائه، وإذا شعر الخيل برهبة خيّاله يفقد السيطرة عليه في لحظتها، فالفرس يحتاج إلى فارس يثق في خبرته وقوته، كما أن رياضة الفروسية تحتاج إلى التواضع والانفتاح، فعندما يكون الفارس منغلقاً على ذاته وأفكاره يحرم نفسه حينها لذة التعلم، وأهم شيء يميز الفارسة الحقيقية اللياقة العالية، التي تمكنها من تحمل مشاق رياضة الفروسية وخاصة في سباقات القدرة.

ما أصعب المواقف التي واجهتك خلال مسيرتك مع رياضة الفروسية؟
للأسف، تعرضت لحادث أليم قبل ثلاث سنوات، حيث إنني شاركت في إحدى سباقات القدرة، وكانت المنافسة طبيعية وكنت مستمتعة بالأجواء، وعندما أنهيت السباق علقت رجلي في الحبل المربوط بالخيل والرجل الأخرى اصطدمت بالأرض، وحدث تمزق في الركبة أدّى إلى إصابتي «بالرباط الصليبي»، في حادثة غريبة من نوعها، حيث إنه من المتعارف عليه، أن «الرباط الصليبي» لا يصيب إلا لاعبي كرة القدم وليس الفرسان، بعد ذلك خضعت لعملية في ركبتي وفشلت، وحالياً نصحني الأطباء بعملية أخرى، لكني قررت تأجيلها إلى بعد الموسم الحالي، لأنها تحتاج إلى الابتعاد عن أي مجهود لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

حدثينا عن علاقتك بسباقات «الفلات ريس»؟
لحسن حظي جاءت بدايتي مع (مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة)، و(كأس الشيخة فاطمة بنت مبارك)، بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، حيث تم تجهيزي لهذا السباق بشكل مكثف ومحترف، ساعدني فيما بعد على تحقيق ألقاب عديدة في سباقات السرعة.

هوايات مختلفة

ما هي هواياتك الأخرى؟
أحب المغامرة وممارسة جميع أنواع الرياضات التي تدعم مشواري مع الفروسية، لذا أحب ممارسة رياضة الدراجات الهوائية لأنها تقوي الركبة، وحققت معها المركز الأول في النسخة الأولى لسباق أبوظبي للمواطنات، كما شاركت في (دورة الشيخة هند للألعاب الرياضية للسيدات) وحققت المركز الثالث، فضلاً عن شغفي برياضة القفز بالمظلات، اقتداءً بوالدي الذي كنت أتمنى أن نمارس هذه الرياضة الشيقة معاً، ولكن القدر حال دون ذلك ووافته المنية، ومؤخراً قررت خوض تجربة جديدة مع تسلق الجبال، وبالفعل نجحت في الصعود إلى قمة جبل «كيليمانجارو» الأكثر ارتفاعاً في أفريقيا، حيث استمتعت بالطبيعة الخلابة ومشاهدة الحيوانات والنباتات المتنوعة عن قرب.

ما مشاريعك الحالية؟
حالتي الصحية أجبرتني على التوقف عن خوض سباقات «قفز الحواجز» والدراجات الهوائية وتسلق الجبال، بسبب «الرباط الصليبي»، وأركز حالياً بكل طاقتي على سباقات القدرة، ونظراً إلى بداية الموسم الجديد، أحاول جاهدة إيجاد بدائل لدعم لياقتي البدنية، كممارسة السباقة وبعض التمارين في الصالات الرياضية.

وماذا عن أحلامك المستقبلية؟
أتمنى المشاركة في سباق «كأس العالم للقدرة»، على الرغم من علمي بصعوبة الأمر، نظراً إلى كوني امرأة، والقائمين على الاختيار يفضلون خوض غمار هذا السباق الأهم على مستوى العالم بالفرسان الرجال، ولكني لا أفقد الأمل وأحاول دائماً أن أكون في كامل جاهزيتي لنيل هذا الشرف الغالي.