ترغب المرأة في أن تبدو ممشوقة القامة دائماً، وليس أفضل من «الكعب العالي» لتحقيق تلك الأمنية الجمالية إذا صح التعبير. فـالكعب العالي للحذاء موغل في القدم، وارتداه أولاً الرجال لضرورات معينة، وتخلوا عنه نهائياً مع حلول القرن 18. ولمعرفة مقاييس طول كعب الحذاء ومتى يصنف على أنه عالٍ، نشير إلى أن الكعب الذي يكون أقل من (6.4 سم) يعتبر كعباً منخفضاً، بينما الذي يتراوح بين (6.4 و8.9) يعد كعباً متوسطاً، وأي كعب أعلى من ذلك يعتبر كعباً عالياً. على مدى العقود التسعة الماضية تطور «الكعب العالي» بشكل جذري، لكن بعض الأساليب والتصاميم استمرت في الظهور على مر السنين. نجول سريعاً على تطور شكل وطول كعب الحذاء منذ العشرينات وحتى يومنا هذا.


1920s في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي كانت النساء يرتدين أخفافاً pumps ذات أصابع ممدودة وكعب سميك. والتفصيل أتى من خلال العقد الأنشوطية عند أصابع القدم أو الأشرطة المتقاطعة.

1940s في الأربعينات من القرن العشرين، عندما أصبحت الصور الدعائية تحظى بشعبية متزايدة، اتخذ «الكعب العالي» مظهراً جذاباً ومثيراً أكثر. وبدأت النساء في انتعال الأحذية الملونة والمزودة بحزام يلتف حول الجزء الخلفي من الكاحل slingback.

1950s شهدت أحذية النساء تحديثاً أكثر أناقة في الخمسينات من القرن الماضي، عندما انطلقت الأحذية ذات الكعوب الرفيعة العالية. تلك الأخفاف البيضاء التي تباهت بها جوان كولينز في عام 1957 لا تزال رائجة حتى اليوم، ولطالما اعتبر الحذاء الأبيض صيحة رئيسية محببة في كل صيف.

1960s في ستينات القرن العشرين بدأت النساء بممارسة رياضة الجري بأقدام منخفضة. كانت أزياء أودري هيبورن مرجعاً متبعاً، لا سيما بعد ظهور أيقونة الموضة والأزياء في ذاك الزمان في إعلان فيلم «إفطار في تيفاني» Breakfast at Tiffany’s، وهي تنتعل كعباً صغيراً وفستاناً أسود صغيراً، لتحذو حذوها النساء الأخريات.

1970s نظراً إلى ظهور زمن أو «عصر الديسكو» في السبعينات، كان لـ«صندل البلاتفورم» Platform سيطرته وشهرته. ولكن مع حلول ثمانينات القرن الماضي، أقبلت النساء على انتعال الأحذية «العقلانية» والمعقولة على كعب منخفض نسبياً. وتزامناً مع بدء المزيد من النساء في تبوّؤ مراكز متقدمة، ودخول مواقع السلطة وميادين الأعمال كافة، هذه الأحذية كانت تعني العمل. ولا شك في أن أحذية رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر آنذاك كان لها أكبر تأثير في انتشار تلك النوعية من الأحذية المتوسطة إلى منخفضة الكعب نسبياً.

1990s وبحلول التسعينات، عاد كعب الستينات لخانة الأناقة، حيث قادت الأميرة ديانا قافلة العودة هذه. بدت المرأة في جميع أنحاء العالم وكأنها تقلد أسلوب أميرة ويلز الأنيق، واستقبلت بترحاب احتفالي عودة الأحذية التي يسهل المشي بها، التي راجت جنباً إلى جنب مع مختلف أنواع الأحذية الرياضية الضخمة (بلاتفورم) والبوتس التي ظهرت آنذاك.

2000s جلبت الألفية الجديدة معها العودة للأحذية المفعمة بالحياة، مع نساء ينتعلن «الكعب العالي». فخرجت أيقونات «البوب» مثل كريستينا أغيليرا وبريتني سبيرز، في الصنادل ذات «الكعب العالي»، مع أحزمة الكاحل المثيرة، لتغزو الأحذية ذات الكعوب العالية خزانة النساء، وتسيطر على السجادة الحمراء.

2018s في العقد الحالي، ازدادت شعبية بوتس الكاحل عالية الكعب، والبوتس عالية الساق. والبوتس عالية الساق تعصف بالموضة حالياً، سواء على شكل جلد لامع بشكل واضح أم جلد سويدي أكثر خفوتاً، وتسيطر حالياً هذه «البوتس» بقوة على منصات عروض الأزياء والسجاد الأحمر وموضة أزياء الشوارع.
كما شهد موسم ربيع 2018 عودة أحد الكعوب القديمة المفضلة للواجهة، وهو حذاء الـKitten الذي اشتهر في الخمسينات والستينات . بينما سيستمر وضع «الكعب العالي» على حاله لموسم ربيع وصيف 2019، مع سيطرة واضحة للبوتس، سواء الكاحل منه أم ذا ساقٍ عالٍ، على غرار ما شاهدناه في مجمل عروض أسابيع الموضة الأخيرة.