في أعمال عازف «العود» الإماراتي طارق المنهالي، لا تحضر الهوية الإماراتية والشرقية فحسب، بل مع أوتاره تحلق مشاعره لتصل إلى عوالم منمنمة، فيدخل إليها فعله الإبداعي في واقعية سحرية منفتحة على هواجس الحياة، وفضلاً عن تألقه في العزف على «العود»، فهو مطرب ومؤلف موسيقي، وأول إماراتي يتخرج في «أكاديمية بيت العود العربي - قسم الأصوات الموسيقية»، ببحث غني ومترف بالنغم الخليجي، حسب تعبيره لـ«زهرة الخليج».

في بواكير صباه بدأ المنهالي العزف على آلة «العود»، صاقلاً موهبته بالاستماع لعمالقة الفن العربي ومتأثراً بهم، يقول: «تأثرت بمن سبقني في عزف آلة «العود»، ومنهم عبادي الجوهر، الدكتور نصير شمة، وملك «العود» فريد الأطرش، كذلك أسرتني أصوات نادرة، مثل صوت الراحل جابر جاسم، وطلال مداح، رحمهما الله، ومحمد عبده». في مشروعه اللحني الثقافي لا يزال المنهالي متمسكاً بالأسلوب الكلاسيكي، الذي يعده سر بقاء الفن.

عزف وغناء

في عام 2013 التحق المنهالي بـ«بيت العود العربي»، التابع لدائرة أبوظبي للسياحة والثقافة، كطالب في قسم الأصوات والعزف على «العود»، وتتلمذ على يد الدكتور فتح الله أحمد في مادة الأصوات والمقامات، ودربه على «العود» الموسيقار نصير شمة، مؤسس «بيت العود العربي» يسرد المنهالي تجربته قائلاً: «من خلال التدريب والدعم الكبير الذي وجدته طورت قدراتي في العزف والغناء، وأتيحت لي فرصة إحياء حفل خاص بتخريج طلبة «بيت العود - منارة السعديات» في أبوظبي عام 2013، نلت فيها قبول الحاضرين وزادتني ثقة بنفسي، وقد أطلق الدكتور نصير شمة عليّ لقب (صوت الأصالة) آنذاك، إذ وجد، حسب قوله، أن صوتي متميز بانغماسه في نغمات الماضي الأصيل. لقد سعدت جداً باللقب وأرجو أن أكون أهلاً له».

تخصص

مع ذلك لا يلغي المنهالي المسافة بين التقليدي والحديث، إذ يؤمن بأن التسلح بالعلم الأكاديمي في مجال «العود» يزيد أوتاره وسامة وعمقاً، فيشرح: «حفزتني الفنون الخليجية بشكل عام للتخصص فيها، لما تحتويه من موروث ثقافي وفني متبادل بشكل ملحوظ بين أبناء الخليج العامر بالإيقاعات المتنوعة والألحان التي انتقلت إلى الشعوب كافة حيث أجد حريتي كموسيقي بها، ببساطتها وعراقة مضمونها».

 تراث وثراء

يعتبر التنقل عبر التعابير الموسيقية، بالنسبة إلى طارق، دافعاً داخلياً وطريقة للنّهل من ثراء المقامات والنغمات الموسيقية: «تعايشت مع الفنون المجاورة، غنيت (الشعبي) العيّالة، الصوت، الأغنية الشعبية الإماراتية، وحلقت مسافراً فأتقنت فنون (نجد، والحجاز) والساحل الغربي، (والعرضة)». يضيف المنهالي: «استفدت من التنوع الفني الجمالي الذي يزخر به التراث الإماراتي والخليجي، وحفزني ذلك إلى الطموح لأكون صوتاً خليجياً شاملاً يعكس في رحلته الإبداعية أنواع الفنون كافة، فهذا الثراء يدفع أوتاري إلى التقاط طرق مبدعة وشفافة للعزف على آلة العود».

مسرح وزخرفات

يحتفي طارق بخشبة المسرح الموسيقي المندثر و«يعض» بأوتاره عليها، يقول: «هذه المسارح خرج من خلفها عظماء الأغنية العربية والخليجية، في زمن لم يكن فيه مكان لـ«الفيديو» ولا «الكاسيت»، وبالكاد كانت الشعوب تعتمد على المذياع، وهذا يمثل لي الفن الحقيقي الجاد». يردف مؤكداً: «جمهور المسرح راقٍ، ويبحث عن عذوبة الكلمة والطرب دائماً، وقلما يحضر عبثاً ليستمع لمن لا يرغب».

بطاقة

• حاصل على شهادة «بكالوريوس» من (الجامعة الأميركية) في الإمارات، ويحضّر الـ«ماجستير» فيها.
• حاصل على «دبلوم تصميم الجرافيك».
• تعاون وغنّى للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن آل سعود، العديد من الأغاني والأشعار، وكذلك تعاون مع الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة.
• لحن له كبار ملحني الخليج، الملحن السعودي طلال باغر.
• أكمل خمس سنوات في «بيت العود العربي»، وتخرج عام 2018 كأول إماراتي متخصص من قسم الأصوات.