خلال الأيام القليلة الماضية، أصبح اسم الفنان فاروق الفيشاوي الأكثر بحثاً على مواقع الإنترنت، ليس بسبب تكريمه ضمن فعاليات «مهرجان الإسكندرية السينمائي»، أو لاستعداده لأداء دور في فيلم جديد، ولكن لإعلانه عن إصابته بمرض السرطان، وإليكم التفاصيل كما خص بها «زهرة الخليج».

إعلان الفيشاوي بشكل مفاجئ عن إصابته بالمرض الخبيث، مثل صدمة لكل الذين تابعوا «مهرجان الإسكندرية» الذي ودعنا مؤخراً، وهي الأزمة الصحية التي أعادته مرة أخرى لتصدر المشهد الفني من جديد، مما أكسبه تعاطف الكثيرين.
الفيشاوي أثناء تكريمه على هامش المهرجان، وإجراء ندوة نقاشية جمعته مع عدد من النقاد والصحافيين وزملائه في الوسط الفني، كشف عن أنه لم يكن يتوقع هذا التعاطف الشديد الذي شاهده من جمهوره، وأن يهتم الشارع العربي بأزمته الصحية، وهو ما جعله أكثر صموداً للقضاء على هذا المرض والانتصار عليه، وأنه يأمل بأن يكون سبباً إيجابياً لضحايا السرطان لمواجهته وهزيمته، واصفاً تعامله مع المرض أنه مثل أي أزمة صحية بسيطة مر بها كـ«الصداع».

التأثير السلبي

السطور أعلاه كانت في المجمل ما قاله الفيشاوي أثناء «مهرجان الإسكندرية»، لكن ما لم يقله، وصرح به لـ«زهرة الخليج»، أنه لم يكن في حسبانه أن يعلن عن أزمته الصحية لأنه أمر شخصي، ولم يعتد خلال مشواره الفني أن يشارك الجمهور بأي تفاصيل تخص حياته الخاصة، وإن كانت هذه التفاصيل تخص أزمة صحية يمر بها، وأضاف: «أثناء صعودي إلى خشبة المسرح في مكتبة الإسكندرية، فوجئت بنفسي أتحدث عن هذه الأزمة، والسبب أن هذا المرض خلال الفترة الماضية تشافى كثيرون منه، وأنا أعلم أشخاصاً مقربين مني تم شفاؤهم بفضل الإرادة والمواجهة التي يملكونها؛ لذلك كنت أنزعج جداً من التأثير السلبي الذي يحدث لمن يصابون بهذا المرض، ما يؤثر في نفسيتهم، وأتمنى أن يكون إعلاني ذلك سبباً في إعطاء طاقة إيجابية إلى مرضى السرطان، وأن يكون لهم أمل وطاقة إيجابية لمواجهته والانتصار عليه».

العلاج 12 شهراً من المنزل

ويؤكد الفيشاوي لنا أنه لن يتوقف عن التمثيل خلال الفترة المقبلة خاصة في فترة علاجه، تحديداً في الفترة الأولى التي تصل إلى عام تقريباً، وسيتلقى خلالها العلاج من المنزل، مشيراً إلى أنه بدأ العلاج قبل قرابة شهرين و10 أيام من كشفه عن المرض، وأخبرنا أنه يقرأ حالياً عدداً من السيناريوهات، منها مسلسل للفنان أحمد السقا من المقرر تقديمه في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، وسيختار أحدها قريباً للعودة به للشاشة الصغيرة مرة أخرى. وأضاف أنه خذل جمهوره في فترات كثيرة، وهو ما سيحرص على معالجته مستقبلاً من خلال تقديم شخصيات وأعمال مهمة، مؤكداً: «إذا كان في العمر بقية.. لن أخذل جمهوري ثانية».

«جائزة نوبل» والسرطان

أوضح الفيشاوي، أنه لن يستسلم للمرض وسيعالج منه، مؤكداً أن هناك اثنين من العلماء حصلوا على «جائزة نوبل» من أجل تقديمهم علاجاً لهذا المرض، إلى جانب أن الطب تقدم وهذا المرض أصبح غير مخيف كما في الماضي، والتخلص منه يحتاج إلى صبر وعزيمة وقوة. وبيّن الفيشاوي أنه فور إعلانه عن خبر مرضه أثناء المهرجان، لم يتوقف هاتفه عن الاتصال به من قبل أصدقائه وأشخاص كثيرين من عائلته ومحبيه، وهو ما يعتبره الفيشاوي نعمة من الله عزّ وجلّ.

إجازة وإرهاق وصدمة

وعن المرة الأولى التي عرف بها فاروق الفيشاوي أنه مصاب بالمرض، يختتم كلامه معنا قائلاً : «أثناء قضاء إجازتي الصيفية، شعرت بإرهاق أكثر من مرة، ونصحني أصدقائي المقربون بالتوجه فور العودة إلى الطبيب المعالج من أجل الاطمئنان، وهذا ما قمت به بالفعل، ولكن الطبيب الخاص بي لم يتحدث معي مباشرة تخوفاً من شعوري بصدمة، وعندما علمت بالأمر، فوجئ بتقبلي الأمر بصدر رحب وبشجاعة، وهو ما جعله يشعر بالسعادة لرغبتي في التخلص من المرض».