انسوا كل الأفكار المسبقة وقصص الحروب  والمخدرات والعصابات القديمة وحكايات الاستعمار والقمع والثورة، وتعالوا نتعرف معاً إلى أعلى ثالث عاصمة في العالم،  إلى «أثينا جنوب أميركا» المستريحة منذ أعوام على لائحة المناطق السياحية في العالم وإلى قمم ثقافية رائدة..
هيّا إلى عاصمة كولومبيا «بوغوتا» الجميلة.

100 عام على الجمهورية
لهذه السنة بالتحديد (2018) رونق إضافي في مختلف أنحاء إستونيا؛ كون البلاد تحتفي بمرور 100 عام على قيام جمهورية إستونيا الديموقراطية المستقلة (1918 2018-)، جميل أن تقترن السياحة بالتواريخ الكبيرة، إن زرتم إستونيا قبل نهاية هذه السنة .


يخلد الناس إلى النوم في إستونيا قبل مغيب الشمس ويستيقظون قبل صياح الديك، حياتهم مبرمجة، يتناولون الإفطار باكراً جداً وينطلقون غالباً عبر دراجات هوائية، لذا استعدوا للانطلاق باكراً مثلهم، في استكشاف تفاصيل بلاد بحر البلطيق.

في ضاحية هلنسكي

طباع الناس في إستونيا هادئة جداً، وهم يبتعدون عن المشاكل بعد السماء عن الأرض، ولا يثرثرون، كما أنهم لا يتصافحون ولا يتناولون القبل ترحيباً حين يلتقون بعد غياب، السلام عليهم يكون بالإشارة من بعيد إلى بعيد، هذه عاداتهم فلا تتخطوها خلال سياحتكم هناك.
روح نفوذ دول الاحتلال ساكنة في تفاصيل المدينة القديمة تالين التي بالكاد تبعد نحو ثمانين كيلومتراً عن العاصمة الفنلندية هلنسكي؛ لذا تلقب بضاحية هلنسكي. تالين من قسمين: المدينة العليا، حيث المركز الإداري للدولة، والمدينة السفلى التي تغور بشوارعها الضيقة وخليطها المعماري وأسماء أحيائها وحصونها وقلاعها ومعابدها وأبراجها العالية في معالم القرون الوسطى. البريطانيون يعشقون هذه المدينة لذا نراهم بكثرة في شوارعها. إنها المدينة الأكثر سحراً في شرق أوروبا.

115 درجة إلى القمة

هناك، في قلب المدينة القديمة، في تاون هول سكوير بالتحديد، سلم من 115 درجة ينتهي ببرج عالٍ يمكنكم مشاهدة الجزء الأكبر للمدينة منه، اصعدوا إلى قمته وعيشوا مشهدية طبيعية رائعة، يمكنكم الصعود أيضاً إلى برج تالين التلفزيوني الذي يعد أطول مبنى في إستونيا، يرتفع 175 متراً، ويقال إنه يمكن رؤية ساحل فنلندا منه. خذوا حبة للدوار واستمتعوا بصعود البرج.
إستونيا جميلة جداً وأسعارها رخيصة جداً، إنها الدولة الإسكندنافية الأكثر رخصاً. «تارتو» هي ثاني أقدم مدينة بعد تالين، وهي مركز الثقافة في إستونيا، وأشهر جامعة في البلاد فيها وتحمل اسمها «جامعة تارتو»، وأقدم مسرح للفنون فيها. تارتو تستحق هي أيضاً ساعات من سياحتكم في البلاد.
حيوانات برية كثيرة متنوعة، تجدونها في جزر إستونيا، وستتآلفون مع مشهدية الغزلان وأنتم تتجولون في غاباتها. صغيرة هي إستونيا مساحة، لكنها واسعة جداً ثقافة ومعالماً، أكثر من 1400 بحيرة فيها، ووصفت قبل أعوام بالمدينة الأكثر حرية في العالم؛ فالصحافة فيها حرة والسياسة حرة والاقتصاد والتعليم والعبادة.
محبو المغامرات ستعجبهم أيضاً السياحة في إستونيا حيث تنتشر عشرات المطارح الرائعة التي تتاح فيها رياضة التجذيف وركوب الخيل ومراقبة الطيور والتزلج. عشاق موسيقى الجاز سيحلقون فرحاً أيضاً هناك حيث يعرض دورياً في المدينة القديمة مهرجان قيثارة تالين، ومنه تنبعث غالباً موسيقى الجاز البرازيلي والفلامنكو.
إن قررتم أن تكون إستونيا وجهة سياحتكم المقبلة فمن المهم أن تمكثوا في بيوت الضيافة لا في الفنادق الفاخرة؛ لأنكم في تلك البيوت ستتعرفون أكثر إلى طبيعة أهل البلاد وعاداتهم وتقاليدهم وستتذوقون الأطباق المحلية الشهية.
الأطباق التقليدية متنوعة، النكهات المحلية كثيرة، وهي تتيح للسائح في إستونيا التعرف أكثر على البلاد، تذوقوا هناك سلطة «روزولي»، وتقدم إلى جانب البيض المسلوق أو السمك، البيتزا تذوقوها هي أيضاً حسب الصناعة التقليدية الإستونية.

«درون» وروبوتات

ستتفاجأون هناك بالتكنولوجيا الفائقة في بلاد لا تزال تحافظ في أشياء كثيرة على تقاليدها، هو التناقض الهائل بين القديم والجديد. شرطة سكايب تأسست في إستونيا عام 2003، وتالين، المدينة التي تغور في القدم، هي أهم دولة أوروبية لخدمة الواي فاي مجاناً، وهناك روبوتات لتوصيل الطعام «دليفري» في أنحاء البلاد، فاختبروا خلال سياحتكم في إستونيا هذا الجانب المتقدم في الدولة الأوروبية، لم ننته بعد، ثمة سعي حثيث الآن من أجل إيصال الطعام في تلك البلاد عبر طائرة من دون طيار «الدرون»، قد تستفيدون من هذه الخدمة في رحلتكم المقبلة.
امشوا، لا تجلسوا في أماكنكم، تسلوا، تعرفوا، اصعدوا إلى الأبراج، انزلوا في البحر، والتقطوا كثيراً من الصور، رافقتكم السلامة.

جزيرة السيدات

أقدم عاصمة في أوروبا هي العاصمة الإستونية القديمة مدينة تالين الجميلة، وهي وجهة أساسية لا بد منها لكل من يفكر بالسياحة الإستونية، أما من يريد مشاهدة أجمل طواحين الهواء في العالم والقلاع والمعابد القديمة فليمر بجزيرة ساريما، ومن يريد الاستمتاع بحمامات الطين والتخلص من اضطرابات المفاصل والعمود الفقري فليقصد منتجعات بارنو التي شيد فيها أول منتجع صحي عام 1837، أما من يريد أن يكتشف ما لم يخطر في باله لحظة فليقصد جزيرة السيدات (كينهو) التي تقطنها نحو 600 أنثى يحكمن أنفسهن بأنفسهن ويكسبن قوتهن بعرق جبينهن ويبتسمن ويرقصن ويغنين ويحكن الثياب الصوفية والقفازات والجوارب والتنانير والقمصان، وتغلب الألوان الزاهية على أزيائهن من أحمر وأصفر وأزرق، اقصدن تلك الجزيرة التي يترك الرجال أمرها لنسائهم ويغادرون للعمل في أرض الله الواسعة، مشهد لن تجدوه في العالم إلا هناك.

من إستونيا... مع حبي!

هناك أفكار كثيرة لهدايا ترفقونها بعبارة «من إستونيا.. مع حبنا»، ما رأيكم بشراء قبعة أو قفاز أو كنزة من الصوف؟ الملابس الإستونية التقليدية الصوفية مميزة جداً ومليئة بالحياة والرسوم والأنماط التي لن تجدوها إلا هناك. سترات الكتان التي كان يرتديها أيام زمان النبلاء تصلح هي أيضاً هدية. ثمة حرف يدوية كثيرة ونفخ في الزجاج وفخاريات. شوكولاتة «كاليف» فخر الصناعة الإستونية هدية ممتازة من هناك مع العلم أن الاسم اشترته شركة سوفييتية لكن الأهالي ما زالوا يصنعون الحلويات والشوكولاتة التقليدية بها.