حظر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، صيد الحيوانات المعرضة أو المهددة بالانقراض عام 1977، بُعَيْد تولّيه مقاليد الحكم، ووجه بإنشاء المحميات البرية والبحرية حفاظاً على الثروة الحيوانية، التي اعتبرها جزءاً أساسياً من البيئة الإماراتية.
كان المغفور له مُلمّاً بدقائق تفاصيل الحياة البيئية، وعالماً بأهميتها بالنسبة إلى الإنسان ومُحيطه، انطلاقاً من إيمانه بضرورة الحفاظ على التوازن الطبيعي المتمثل في مثلث (الإنسان والطبيعة والكائنات الحية)، فانْهمَاكه بمسؤوليات الحكم ولقاءاته مع قادة الدول وتخطيطه لمستقبل وطـن، لم تشغله عن التفكير أيضاً في مستقبل كوكب الأرض والكائنات التي تَحيا على سطحه، فكانت أخبار التلوث تُثير قلقه؛ كونها باتت تمثل تهديداً صريحاً للجنس البشري والكائنات الحية كافّة، فأدرك ضرورة الإسهام في الحد من هذا التهديد باتخاذ بعض الإجراءات، وهو القائل: «يجب أن تتوازن الطبيعة والخليقة من جديد، ولو ازدهرت مَعيشة الإنسان، ولم تأمَن مَعيشة الحيوان وسلامة الطبيعة، يكون هناك قلة إنصاف، في البداية ركزنا على رفعة الإنسان وقدرته وعلمه وثقافته ومعيشته، ثم بدأنا الاهتمام بأمور أُخرى، مثل الحفاظ على الحياة البرية وإكثار الأنواع المهددة بالانقراض، الحياة المتكاملة تَشْمَل كل مخلوقات الله».
من هنا،  اهتم الراحل الكبير بإنشاء المحميات البرية والبحرية؛ بهدف الإكثار من الحيوانات النادرة، بعد أن تَنبّه إلى أن غزال المها العربي مثلاً، بات مُهدّداً بالانقراض نتيجة للصيد الجائر، فوجّه بإيداع ما تبقّى منها حيّاً في مستوطنات بهدف إكثارها.
ومن أبرز المحميات التي أمر المغفور له بإنشائها (مَحْميّة جزيرة صير بني ياس)، التي أُطلقت فيها الأعمال عام 1970، وتُعتبر اليوم واحدة من أهم المحميات في الإمارات، إلى جانب 15 محمية طبيعية برية وبحرية مُعْلنة بموجب قرارات رسمية، و46 محمية غير معلنة رسمياً، والتي تستوطنها آلاف الحيوانات والطيور من أنواع نادرة كانت في طريقها إلى الانقراض لو لم ينتبه القائد الراحل إلى حمايتها وإدراجها ضمن برامج تناسُل للفصائل المهدّدة بالانقراض.
الدّور الذي لعبه المغفور له في صَوْن هذا التوازن الطبيعي منذ ما قبل بداية تأسيس الاتحاد، جعل إمارة أبوظبي اليوم تحتل المرتبة الأولى إقليمياً والعاشرة دولياً، من حيث مساحة المحميات الطبيعية بالنسبة إلى عدد السكان في الإمارة، واحتفاءً بـ«عـام زايـد» أطلقت «هيئة البيئة في أبوظبي» على شبكة المحميات الطبيعية في الإمارة اسم «شبكة زايد للمحميات الطبيعية»؛ اعترافاً وتقديراً للإرث الكبير الذي تركه المغفور له، وللجهود التي بذلها في سبيل الحفاظ على الثروة الحيوانية والحياة البيئية في دولة الإمارات.