شهر أكتوبر هو الشهر العالمي لتوعية النساء بـ«سرطان الثدي»، وقد استطاعت نجمات على مستوى العالم العربي أن يهزمنهُ بعد رحلة علاج طويلة، ويتحولن من مرضى إلى مُعالجات إيماناً منهن بأهمية التوعية والتشجيع على الانتصار على المرض. من بين هؤلاء الفنانة المصرية ياسمين غيث، ابنة الفنان رمزي غيث، وحفيدة النجم الراحل عبد الله غيث، وهي عشرينيّة، متزوجة وأم، تحاول من خلال كلماتها البسيطة المؤثرة في «السوشيال ميديا»، أن تعطي كل من تتألم من السرطان قوة، حوّلت قصتها إلى دور فعّال وإيجابي من خلال مسلسل «حلاوة الدنيا».. وهنا تتحدث ياسمين غيث لـ«زهرة الخليج» عن رحلة علاجها، وكيف أثرت فيها حتى انتصرت في النهاية.

 بعض التغيّرات في الجسم

في البداية، نريد الاطمئنان على صحتك؟
أنا الآن مُتعافية من مرض «سرطان الثدي»، ولكني أتناول بشكل يومي علاجاً هرمونياً عبارة عن أقراص، مع حقنة في بطني كل 3 أشهر، مع مراجعة الطبيب كل 3 أشهر أيضاً، وأود أن أوضح أن العلاج الهرموني يسبب بعض التغيّرات في الجسم، ويوقف الهرمونات تماماً، ويسبب لي بعض الآلام في العظم، لكن لا مُقارنة بما عانيته من قبل.

شهر أكتوبر هو شهر التوعية بمرض «سرطان الثدي».. كيف تهتمين بمتابعة فعالياته؟
أول ما علمت بإصابتي بـ«سرطان الثدي» كان في شهر سبتمبر عام 2016، وقتها علمت أن شهر التوعية هو أكتوبر الذي يليه، فشعرت بأني لا بدّ أن أشارك وأتابع ما يحدث من فعاليات وتوعية خاصة، وبالفعل بدأت بمشاركة قصتي على «السوشيال ميديا» مع الآخرين، فكان من واجبي أن أحذّر الناس قبل أن يُصابوا بهذا المرض.

القوة الرهيبة

ما الجديد الذي ستقدمينه في الشهر الوردي؟
هذه الفترة تعرض عليّ المشاركة في حملات توعويّة لمنتجات معيّنة تماشياً مع هذا الشهر، وأنا أبحث جيداً عن المشاركة في منتجات وحملات لها ثقة؛ لأنني بنيت في وقت قصير أرضية وثقة كبيرة لمن يُتابعني على «السوشيال ميديا».

ما أكثر الصفات التي اكتشفتها في نفسك بعد رحلة العلاج من «سرطان الثدي»؟
لم أتوقع أني أملك قوة بهذا الشكل، واكتشفت أنني أتمتع بالصبر وطول البال، واكتشفت أيضاً بعد حب ربنا ودعمه لي، مدى حب الناس لي ووقوفهم إلى جانبي في أزمتي.

منهارة من البكاء

ما أكثر الجمل التي تخبرينها لمريض السرطان الذي يطلب نصيحتك؟
يطلب مني بعض المتابعين دوماً، أن أتواصل مع مريضة السرطان، ويريدون مني إمّا أن أرسل إليها رسالة صوتية، أو أن أتصل بها وأقول على سبيل المثال: «أنتم رأيتموني كيف عانيت هذا المرض، واستطعت أن أنتصر عليه بفضل الله والتزامي التام بالعلاج»، ثم أطلب منهم أن يستشيروا أكثر من طبيب ويُصدّقوا من داخلهم أنهم سيصبحون أفضل من البداية، ويقولون لأنفسهم جُمَلاً تشجيعية طوال الوقت.

لماذا صمّمتِ أن تخبري طفلك الصغير عن مرضك؟
ابني «مالك» كان وقتها عمره 4 سنوات، ومن وجهة نظري أننا عندما نتعامل مع الأطفال بأنهم لا يستوعبون بالشكل الكافي، فنقوم بإخفاء بعض الأمور عليهم، فهذا خطأ، خاصة أنه كان معي عند الدكتور عندما اكتشفت إصابتي بالسرطان، ورآني منهارة من البكاء، فقررت الجلوس معه واستيعاب كلامي قدر استطاعته.

كيف ساعدك ابنك في رحلة علاجك؟
اتفقت معه على أن جزءاً من علاجي سيأتي إليّ دائماً، ويقول لي احبك، ويقبّلني ويحتضنني.

ما حدث مع إليسا

تُعد المطربة اللبنانية إليسا من أواخر الفنانات اللاتي أحدثن ضجة بعد اعترافها بإصابتها بالسرطان. كيف تابعت الأمر؟
مثل باقي الناس، فوجئتُ على «السوشيال ميديا» بطرحها «فيديو كليب» أغنية «إلى كل اللّي بيحبّوني»، وكتبت أنها مرت في رحلة صعبة مع مرض «سرطان الثدي» حتى تم شفاؤها منه، والحقيقة أني سعدت جداً بما قامت به، لأنه أصبح لدينا وعي كبير بأنه عندما تمر إحدى الشخصيات العامة بمرض ما وتخرُج، تتحدث عنه للجمهور، ليأخذوا منها القوة والدعم، وهذا ما حدث مع إليسا.

ما أكثر الأعمال الفنية التي قُدّمت وتحبينها عن مرض السرطان؟
أحب الأعمال الأجنبية بشكل أكبر، مثل فيلم Sweet November، وفيلم A Walk to remember، وعلى مستوى الأفلام العربية أحب فيلم «أنت عمري»، لهاني سلامة ونيللي كريم ومنة شلبي.

دخول التمثيل متأخرة

دخولك التمثيل كان متأخراً.. فهل تعمّدتِ ذلك؟
لا. لم يكن الأمر في الحسبان، على الرغم من تربيتي في عائلة فنية فيها الفنانان حمدي غيث وعبد الله غيث، إلا أني درست في كلية الإعلام، وعملت سنوات طويلة مدرّسة لغة إنجليزية، وسبب دخولي المجال هو المنتج محمد مشيش، فعندما قرأ ما أكتبه عن السرطان، عرض عليّ المشاركة بدور مريضة بالسرطان في مسلسل «حلاوة الدنيا»، إلى جانب الفنانة هند صبري.

ما أكثر الطباع التي أخذتها من الفنانين الكبيرين حمدي وعبد الله غيث؟
أنا أشبه زوجة «جدو» حمدي في الشكل كثيراً. وعلى مستوى الطباع فأنا أشبه ابنته، أخذت منها طباعاً كثيرة، مثل طريقة الكلام والمزاح والفرح، وحركات الجسم نفسها.

أخيراً..  لو أصبحت مذيعة، من تحبين أن تحاوري من الشخصيات؟
على مستوى الشخصيات العربية، كنت أتمنى أن أحاور الفنان الراحل عمر الشريف. وعلى مستوى الشخصيات غير العربية، كنت أتمنى أن أحاور (لويس هاي)، فهي امرأة مرت بتجارب سيئة كثيرة، وأصيبت بأمراض عديدة، إلا أنها قررت أن تتحدّى كل ما تمر به وتعيش حياة سعيدة.