حقق «مهرجان الجونة السينمائي» الذي ودّعنا مؤخراً، في دورته الثانية، رقماً قياسياً في عدد ضيوف المهرجان، إذ قارب الـ500 فنان وفنانة من مصر والعالم العربي ومن الفنانين الأجانب، الذين اجتمعوا في تظاهرة سينمائية وسياحية احتضنتها مدينة الجونة في محافظة البحر الأحمر، لتحقق أكثر من هدف وتوصل أكثر من رسالة. أولها، أن مصر ستظل «هوليوود الشرق» رائدة السينما والفنون عامة. ثانياً، لفت الأنظار إلى أماكنها السياحية الباهرة والممتعة مثل الجونة. ثالثاً، التأكيد على أنها واحة أمن وأمان من أجل زيارتها. وفي هذا التقرير ترصد «زهرة الخليج» حكايات الفنانين على مدار أيام المهرجان الثمانية.

«العالم جونة»

من أجمل مكاسب «مهرجان الجونة»، أنه يقدم كل دورة له أغنية جديدة يضرب من خلالها عصفورين بحجر، الأول سياحي، إذ يتم تصوير الأغنية في الجونة ترويجاً للمكان. الثاني فني، إذ يتحد في غناء العمل وتصويره أكثر من ممثل، للدلالة على هوية المهرجان ووحدة صف فناني مصر. وهذا العام تم إطلاق أغنيتين، الأولى «العالم جونة»، التي شارك فيها 18 ممثلاً وممثلة، بينهم يسرا، منى زكي، شيرين رضا، شريف منير وآخرون، وتم افتتاح المهرجان بـ«كليب» العمل، وفي ختام العرض أطل الفنانون المشاركون في الـ«كليب» بصحبة الراقصين في مشهد باهر من بين الجمهور.

قفشات «الزعيم»

يُمكن القول إن حضور «الزعيم» عادل إمام يُعدّ المكسب الأبرز في «مهرجان الجونة 2018»، ورافق وجوده العديد من «القفشات» إذ التقطت الكاميرات العديد من القبلات لعادل إمام والفنانات، منها ما هو بطريقة كوميدية كما فعل مع إنجي علي، عندما مازحها بنظراته الساخرة المعروفة في أعماله، وداعب الفنانة مايا دياب عند لقائه إياها مُشيراً إلى طولها الفارع، إذ ظهر وهو واقف يحدثها وكان أقصر منها بكثير، فما كان من مايا إلا أن قبّلت يده،

حادثة يسرا وشقاوة منى زكي

تُعد النجمة يسرا شريك نجاح كاسب لـ«مهرجان الجونة» منذ انطلاقته، وقد صادفها في الدورة الثانية مواقف عديدة، لعل أبرزها كشفها عن نجاتها من حادث موت في الجونة، قائلة: «تمزّق فستاني لنصفين تحت عجلات سيارة «الجولف كار»، وكنت سأنزلق أيضاً تحتها وستحدث كارثة لولا أني صرخت بصوتٍ عالٍ، وكانت الفنانة منّة شلبي تسير إلى جانبي، وهي التي أنقذتني في الوقت المناسب». كما كانت الفنانة منى زكي بروحها المرحة محط أنظار الجميع، وكشفت عن وجهها الشقي المحب للحياة، فأخذت ترقص و«تتنطط» تفاعلاً مع أغنية «العالم جونة»، عند عرض «كليب» العمل، لاسيما أنها مشاركة به.

مئوية يوسف شاهين

بمناسبة مرور 10 سنوات على وداع المخرج العالمي يوسف شاهين، أقيم معرضٌ تضمّن «أفيشات» أفلام الراحل، واحتفالية موسيقية خاصة جرت بقيادة المايسترو هشام جبر، تناولت الموسيقى التصويرية لأفلامه. وعلى هامش المناسبة، كشف عن أنه تم ترميم 21 فيلماً لشاهين. وكما هناك فنانون نجوم، كذلك هناك أفلام نجوم، وهذا ما أثبته فيلم «يوم الدين»، الذي توّجَه الجميع كاسباً جرّاء شهاداتهم له ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. وحظي عرضه في المهرجان بحضور فني وجماهيري كبيرين، وتصفيق حار. الفيلم من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ، ومن إخراج وتأليف أبو بكر شوقي. وكان العرض العالمي الأول للفيلم قد أقيم في مهرجان «كان السينمائي الدولي»، حيث نافس على جائزة «السعفة الذهبية»، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه (Francois Chalais). وتدور الأحداث حول «بشاي» وهو رجل شُفي من مرض الجذام، ولكنه لا يزال يحمل آثار المرض على جسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يوماً. بعد وفاة زوجته، يُقرّر بشاي أن ينطلق في رحلة إلى قلب مصر بحثاً عن جذوره، فيُغادر على حماره بصحبة «أوباما»، الصبي النّوبي اليتيم الذي يرفض مُفارقته أينما ذهب. وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها، ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء. وقال نجيب ساويرس ممتدحاً «يوم الدين»: «إن السينما صنعت لأجل الإنسانية وهذا الفيلم فيه إنسانية عالية جداً».