منذ إطلالته الأولى في فيلم «إمبراطورية ميم» مع النجمة فاتن حمامة، لفت هشام سليم الأنظار إليه كممثل، علماً بأنه لم يتعدّ حينها الـ12 عاماً، فعرفه الجمهور من السينما، على الرغم من أنه نجل أحد أبرز نجوم «النادي الأهلي»، وأحد صانعي تاريخ القلعة الحمراء الكابتن صالح سليم. هو صريح حَدّ الشفافية، ولا يخشى من طرح آرائه بصراحة وبشكل مباشر. «زهرة الخليج» حاورته في الفن، حيث لمع اسمه في سجلات العصر الذهبي للسينما المصرية والرياضة، بحُكم قربه العائلي من كرة القدم.. وسألناه:

ما الذي جذبك في شخصية شريف عفيفي، التي قدّمتها في آخر أعمالك «اختفاء» في رمضان الماضي؟
شريف صحافي يبحث عن الحقيقة، والبحث عن الحقيقة له ثمن، وظهر هذا من خلال المشاكل التي تعرضت لها الشخصية خلال رحلة البحث عن الحقيقة، وقد أعجبت بالشخصية بعد أن عرضها عليّ المؤلف أيمن مدحت، والمخرج أحمد مدحت، بعدما سبق أن تعاوَنّا معاً في مسلسل «بين عالميْن» للنجم طارق لطفي، في دور «نادر الجبالي».

ظهرت خلال رمضان الماضي ضيف شرف في عمليْن. كيف وجدت الأمر؟ وهل حجم الدور شكّل فارقاً لديك؟
في الحقيقة أنا لا أبحث كثيراً عن لعب أدوار شرفيّة، ولكن الأمر إنتاجياً مُريح بالنسبة إلى المنتجين ولهذا يطلبونني كثيراً، ولكن بالطبع يهمّني حجم الدور، بمعنى أن يكون مؤثراً. وقد ظهرت مع الفنانة يسرا بمشهد واحد في مسلسل «لدينا أقوال أُخرى»، وشاركت ضيف شرف أيضاً في مسلسل «طايع» مع الفنان عمرو يوسف، وكوني أرى أنه ليس من الضرورة أن يكون الدور من الحلقة الأولى إلى الأخيرة، لأن حلقات المسلسل التي يكون فيها البطل منفرداً لا تجعله يتمكن من جذب الجمهور بصورة مستمرة. لهذا فإنّ وجود فريق عمل مُتميّز من مخرجين إلى مؤلفين ومُمثلين، يجعل العمل يظهر في أبْهَى صورة.

ضم مسلسل «اختفاء» اثنتين من النجمات المتميّزات. كيف كان لقاؤك فنياً مع نيللي كريم وبسمة؟
هو كأي تعاون مع أي نجمة أخرى، وهذه ليست المرّة الأولى التي نتعاون فيها معاً، فالعلاقة يحكمها الاحترام والمحبة والتقدير، على الرغم من فارق السنّ بيننا، إلّا أنني أتمتع بمرونة في التعامل مع الشباب، ويحدث هذا مع كل الممثلين الذين أتعاون معهم.

فن حقيقي

كيف تُفسّر غيابك عن السينما خلال الفترة الماضية؟
لا أعتبر الذي يُعرض حالياً أفلاماً سينمائيّة، كذلك لديّ تحفظات كثيرة على معظم الأعمال الدرامية، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يمتعضون إذا تحدثنا بصراحة عن ذلك، لهذا أرى أن الأمر لا يَكمُن في غيابي عن الساحة السينمائية، بل غياب السينما نفسها، فالأفلام الموجودة حالياً لا يمكنني أن أطلق عليها سينما حقيقيّة، لأن الألفاظ البذيئة ومشاهد العنف والضرب والقتل، تُناقض معنى الفن الحقيقي، فالفن جميل وليس مرآة للقبح أبداً.

قدّمت العديد من الأدوار على الشاشة.. فهل هناك دور لا تزال تحلم بتقديمه؟
لا أحلم بتقديم دور مُعيّن، يكفي أن يكون الدور مُتميّزاً وهذا كل ما أهتم به ويشغلني، ولا أظن أنني أستطيع لعب أدوار «الأكشن» والإثارة والضرب، فهي ساحة الشباب التي لا يمكنني مُنافستهم فيها.

إذا كان هناك عمل فني عن صالح سليم، مَن تُرشّح للعب دوره؟
لا يوجد فنان حالياً قادر على تجسيد دور صالح سليم، فهو شخصية صعبة ومليئة بتفاصيل كثيرة، لذلك لا يوجد على الساحة من يستطيع أن يُتقنها، حتى أنا، فهو شخص كان له حضور و«كاريزما» وإطلالة يصعُب أن يجسّدها أحد.

من يلفت انتباهك حالياً من النجوم الشباب؟
هناك الكثير من النجوم الشباب موهوبون، لكن مشكلتهم أنهم «مستعجلون»، ويبحثون عن الشهرة والنجومية والإيرادات العالية سريعاً، من دون وجود خطة واضحة ومستقبلية، وكل شخص منهم يسعى إلى الاجتهاد منفرداً من دون مُساعدة أهل الخبرة من المنتجين والمؤلفين، الذين دائماً كانوا يسعون سابقاً إلى توجيه الشباب والصعود بهم إلى سُلّم النجومية تدريجياً.

مع غيابك عن الشاشة الكبيرة، هل من الممكن أن تلجأ إلى تقديم البرامج من جديد كعدد من النجوم؟
إنْ وجد برنامج منوعات مُعَدّ بطريقة جيدة من الممكن التفكير في الأمر، فأنا لم أخض تلك التجربة سوى مرّة وحيدة عبر برنامج سياسي، إلّا أنني لم أحب التجربة على الرغم من نجاحها.

أزمة «النادي الأهلي»

رياضياً كيف تُقيّم الحقبة الحالية من تاريخ «النادي الأهلي»؟ هل تخشى على مستقبله؟
أتمنّى أن يبقى الأهلي كما هو بأعضائه وجمعيّته العمومية وعراقته المعهودة، إلا أن مستقبله غير واضح الملامح.

لو أنّ صالح سليم حيّ، كيف كان سيتصرف في أزمة عبد الله السعيد؟
لا أعلم كيف كان سيتعامل، إلا أنه اعتماداً على وقائع مشابهة، أظن أن الأمر كان سينتهي برحيل السعيد عن النادي الأهلي، فهناك لاعبون آخرون ساروا على نهجه وكان مصيرهم الرحيل.

بصفتك من عائلة كروية، كيف تُقيّم أداء المنتخب الوطني في «كأس العالم 2018»؟
في الحقيقة أداء المنتخب لم يكن جيداً، ولعب بمنتهى العشوائية، وهو ما تَجلّى بشكل كبير خلال المباريات الودّية التي لعبها المنتخب قبل «المونديال» وخسرها أو تعادل فيها، وتسبّب في ذلك بشكل كبير المعلّقون والمذيعون، الذين ظلوا يمدحون أداء المنتخب على الرغم من عدم تحقيق نتائج إيجابية، ومن دون إيضاح نقاط ضعفه وسلبياته، فكانوا سبباً في تضليله وعدم رؤية أخطائه.

علاقة مع الإعلانات

أخيراً.. شارك عدد من نجوم الرياضة في إعلان (مستشفى 500 500)، الذي أهدوه لروح الكابتن صالح سليم، لماذا لم تشارك فيه؟
الإعلان كان يتحدث عن والدي، وأبرز ما تعلّمته منه ألّا أطلب شيئاً لنفسي، بل أن أعمل وأجتهد حتى أُدعى.. فإذا لم أتمكن من ذلك، فلن أطلب أن أكون موجوداً بالتأكيد.