لطالما كان لكبار السن حَظوة عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، إذ كانت من أمتع أوقاته تلك التي يجلس فيها إليهم، مستمعاً لما يروونه مما يعرفونه من تاريخ الأسلاف والأجداد، وهو بدوره كان يسألهم عن الأوّلين وقصصهم وبطولاتهم.
لقد ارتوى الشيخ زايد (طيَّب الله ثراه)، من نبع مبادئ الآباء والأجداد الخيّرة، وصقل شخصيته على ضوئها، وأدرك أهمية الدور المنوط بأصحاب الخبرات منهم في نقل تجاربهم إلى الأجيال القادمة، فهم يحملون ذخيرة ثمينة لا يُمكن الاستغناء عنها في نهضة الوطن. كان الراحل الكبير، اعترافاً وتقديراً منه لهم، يوصي دائماً بتلبية احتياجاتهم، كما كان يُطالب الشباب بأن يقتدوا بنهجهم ويأخذوا العبرة منهم ويتحلوا بقوة عزيمتهم، فهو القائل: «إن الآباء هم الرعيل الأول الذي لولا جَلَدهم على خُطوب الزمان وقسوة العيش لما كُتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها».
وعلى الرغم من إيمان المغفور له بأنه على الأبناء أن يحرصوا على رعاية الوالدين في شيخوختهما، وأن لكبار السن الحق في العيش وسط عائلاتهم، انطلاقاً من القيم والعادات المجتمعية المستمدة من الدين الإسلامي، إلا أنه حرص على وضع نظام رعاية صحية يُعنَى بالمسنين، وسنّ قوانين ترَعى شؤونهم الخاصة وتوجيهه للمؤسسات الحكومية بتوفير كل ما يحتاجون إليه.
وتُواصل القيادة الرّشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، السّيْر على نهج المغفور له في إيلاء كبار السن اهتماماً ورعاية خاصة، من خلال إنشاء مراكز متخصصة، ومضاعفة المساعدات المادية والمعنوية التي تضمن لهم حياة كريمة، وتقديم برامج تُلبّي تطلعاتهم، فضلاً عن تطوير الخدمات الخاصة بهم لتحسين جودة حياتهم وتعزيز عملية اندماجهم وإسهامهم في الفعاليات المجتمعية.