شخص استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فعلى الرغم من أنه لا يتحرك إلا بمساعدة عكازه أو على كرسي كهربائي مصمم له بشكل خاص، إلا أنه يندر أن يلتقي أحدنا الإعلامي والفنان السعودي نبيل المعلمي، إلا ويستقبله الأخير بابتسامته العريضة وأفكاره المعاصرة، وطاقته الإيجابية التي تعكس حبه للحياة وتَوْقه إلى تقديم المزيد والمزيد في اختصاصاته المختلفة. قضى المعلمي سنوات طويلة في مجموعة MBC، قبل أن يقرر مؤخراً أن يترك العمل فيها وينتقل لإدارة شركته الخاصة في مجال وسائل «التواصل الاجتماعي»، وإلى جانب ذلك هو ممثل شارك في أكثر من عمل فني في السينما والتلفزيون، ورسام ينشر بين الحين والآخر رسوماته الجميلة على صفحات الـ«سوشيال ميديا»، وعازف «عود»، كل هذا ونصف جسده السفلي لا يعمل، «زهرة الخليج» التقته، وبدأنا حديثنا معه عن تنوع اهتماماته. ونسأله:

بين الإعلام والتمثيل والرسم والعزف، أين تجد نفسك؟
المجالات الأربعة فنون تعبّر عن حالة واحدة، فأنا لا أجد نفسي في مكان واحد أكثر من البقية، ولكنني أجد نفسي في الاختصاصات التي أعمل فيها في كل فرع، ففي الإعلام مثلاً لن تجدني في نشرة أخبار أو في برنامج كوميدي، بل ضمن اختصاصي، وهي البرامج التي تُحاكي مشاكل الناس وتداعب المسؤول ليحرص على التغيير، بعيداً عن الإسفاف أو التهجم اللذين سادا بعض البرامج الحوارية المماثلة، وفي التمثيل لا يمكنني أن أقدم دوراً كوميدياً على الرغم من أنني أعتقد أن دمي خفيف، ولكنني أجده من أصعب أنواع التمثيل، وسبق أن شاركت في عملين دراميين، أحدهما مسلسل «لعبة المرأة رجل»، كما قدمت فيلماً قصيراً، وفي الرسم لا أرسم إلا الـ«بورتريهات» لشخصيات، سواء أكانت محبوبة أم مكروهة، ولا أستثني من ذلك إلا أفراد عائلتي، وفي العزف أحب الموسيقى الكلاسيكية، لذلك أجد نفسي فيها جميعاً، ولا يمكنني أن أتخلى عن أي منها.

منصة عربية

تركت الـMBC لمصلحة مشروعك الخاص، فهل هو أفضل من العمل المؤسساتي؟
مشروعي الخاص امتداد لعملي الإعلامي، خاصة أنه في وسائل «التواصل الاجتماعي»، والمشروع سيُطلق نهاية السنة كأول منصة عربية تعتني بالمواضيع الاجتماعية والإنسانية عبر «السوشيال ميديا»، وما أدراك فقد تكون هذه المنصة جزءاً من الـMBC لاحقاً.

أصحاب الهمم أكثر كفاءة

في التمثيل تقدم أدواراً لها علاقة مباشرة بأصحاب الهمم، فهل تشجع على تقديم هذه الأدوار فنياً؟
على الرغم من كل ما أقدمه من خلال «شؤون مع نبيل» أو من أعمال دراما وكرتون، إلا أنني ما زلت أجد نفسي مقصراً في حق هذه الشريحة وإبرازها، ليس بالشكل التقليدي، بل أنا أجد أن المعاق من أصحاب الهمم، قد يكون أكثر كفاءة، فعلى الرغم مما يعانيه فهو يُبدع في مجال أو مجالات عديدة، بينما بعض الأصحاء لا يقومون إلا بعمل تقليدي، طبعاً أشجع تقديم هذه الأدوار لكن من دون أن يوضع المعاق دون المستوى.

لسنا ملائكة

في فيلم قصير من تأليفك وإنتاجك وبطولتك، أديت شخصية رجل مُعاق يعشق فتاة، ولكن عندما أصبحت معاقة تخليت عنها، ألا تجد أن هذا تعبير سلبي عن أصحاب الهمم؟
من قال لك إن كل المعاقين من أصحاب الهمم أشخاص طيبون وأخلاقهم كالملائكة، هناك الطمّاع والأناني والانتهازي أيضاً، وفي النهاية المشاعر الإنسانية لا تفرّق بين السليم جسميّاً والمعاق، ولهذا أنا لا أجده تعبيراً سلبياً عن أصحاب الهمم بشكل عام، بل عن حالة هذا العاشق الذي خدعته الفتاة بدايةً فخذلها في النهاية.

أخيراً، ما حلمك الشخصي؟
أن أكون محبوباً، وألا أكسب أعداء، وأن أقدم عملاً إعلامياً في أي مجال يتذكرني به الناس بعد رحيلي.