سطع نجم اللاعبة نورة البريكي، صاحبة الـ16 عاماً، في سماء رياضة المبارزة الإماراتية على مدار السنوات الماضية، وتمكنت من لفت الانتباه إليها بعد أن حققت إنجازات عديدة مشرّفة، خليجياً وعربياً، والتي أهّلتها لتصبح مشروع بطلة أولمبيّة، يتم إعداده من خلال الدعم السخي لـ«أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، للمشاركة في «أولمبياد طوكيو» 2020. «زهرة الخليج» التقت نورة للحديث عن حلم الأولمبياد، ونسألها:


لماذا اخترت رياضة «المبارزة» لممارستها؟
بدايتي جاءت عن طريق الصدفة، عندما أخبرتني صديقة شقيقتي التي كانت تمارس اللعبة، عن بعض المعلومات التي تخص مميّزات «المبارزة» المعروفة عالمياً برياضة النبلاء، حيث كانت رياضة «المبارزة» شيئاً غامضاً بالنسبة إليّ حينها، ودفعني حب المغامرة إلى حضور التدريب في «نادي بني ياس»، والتعرف أكثر إلى اللعبة. وبعد فترة قصيرة من التدريبات مع المدرب فتحي أبو الفتوح، الذي دعم موهبتي منذ البداية وحتى الآن، تحسّن مستواي ونصحني بالمشاركة في العديد من دورات التحكيم، للتعرف أكثر إلى قوانين لعبة رياضة «المبارزة».

المركز الأول

كيف بدأت قصة احترافك اللعبة؟
أول حدث رياضي شاركت فيه برياضة «المبارزة»، كان بعد أشهر قليلة من التحاقي بها، وحققت المركز الثاني في بطولة الاتحاد تحت 15 عاماً، التي أهّلتني تالياً للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، شعرت حينها بسعادة الانتصار وزاد شغفي وحبي للعبة، وبعد ذلك تضاعفت حصتي التدريبية التي قسّمت بين النادي والمنتخب، وشاركت مع المنتخب في عدد كبير من البطولات العربية والخليجية، وحققت المركز الأول على مستويَي الفردي والفرق، فضلاً عن المشاركة في البطولات الآسيوية التي استفدنا فيها بخبرة الاحتكاك مع لاعبين ولاعبات على مستوى فني عالٍ، نظراً إلى تاريخهم الطويل مع رياضة «المبارزة»، حينها أدركت أنني اخترت الطريق الذي أجد نفسي فيه، فقررت المواصلة على أعلى مستوى.

ماذا عن دور عائلتك في دعم مشوارك الرياضي؟
على الرغم من عدم ممارسة عائلتي رياضة «المبارزة»، إلا أنهم هيّؤوا لي البيئة والمناخ المحفز للتميّز داخل وخارج الدولة في هذه الرياضة، فضلاً عن الترقب والانتظار الذي تعيشه أسرتي خلال المواجهات التي أخوضها وخاصة الأخيرة منها، فلولا دعم عائلتي على الصعيد النفسي وتشجيعهم المستمر لي، لما تمكنت من تحقيق أي إنجاز باسم الإمارات الحبيبة.

تحوّل الحلم إلى حقيقة

حدثينا عن رعاية «أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية» لمسيرتك المقبلة؟
كنت محظوظة باختياري من قبل الأكاديمية، ضمن مجموعة من اللاعبات لإعدادهن لمشروع بطل أولمبي، حيث إنني أول لاعبة «مبارزة» يُقدّم لها عقد رعاية بهدف تجهيزي للمشاركة في «أولمبياد طوكيو» 2020 في اليابان، في بارقة أمل لرياضة «المبارزة» التي تفتقر إلى الدعم، مثلها مثل معظم الرياضات الجماعية والفردية. والشيء الطريف في الموضوع، أن «أولمبياد طوكيو» كان هدفي منذ ما قبل عام ونصف العام، وكنت أجهز نفسي للمشاركة بحلم بعيد المنال، ولكن الآن بفضل دعم الأكاديمية تحول الحلم إلى حقيقة، وأصبحت أعمل جاهدة لتطوير مهاراتي والاستعداد بقوة بشكل دائم.

ما سر تميّزك؟
تكامُل الأدوار بين الأسرة والمدرسة، والنادي والمنتخب، و«أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، فكل هذه العوامل سهّلت مهمتي، فضلاً عن إيمان جميع من حولي بموهبتي، بداية من الإدارة إلى المدرب، مروراً بزميلاتي في الفريق والمنتخب، كل ذلك أعطاني دفعة معنوية كبيرة للتقدم إلى الأمام بخطوات سريعة.

أوقات الفراغ

ما التضحيات التي قدمتها خلال مسيرتك الرياضية؟
ضحّيت بأوقات فراغي التي تُعتبر قليلة جداً مقارنة بالشخص العادي، حيث إنني أقضي أوقاتي بين الدراسة والتدريبات مع «نادي بني ياس» والمنتخب، وفي أحيان كثيرة أكون مضطرة إلى السهر لأنهي واجباتي الدراسية، فضلاً عن حرماني من الجلوس مع عائلتي والتنزه مع صديقاتي، على الرغم من ذلك أنا فخورة بما أقوم به في حياتي.

ماذا غيرت رياضة «النبلاء» في حياتك؟
لا شك في أن «المبارزة» غيرت طريقة تفكيري وتعامُلي مع من حولي، وأصبحت أكثر تنظيماً واعتماداً على النفس، وأكثر قوة، إذ إنها لعبة فردية تعتمد على الذات، فضلاً عن أنها رياضة الاحترام، لذا تجد معظم محترفي اللعبة أصحاب أخلاق عالية.

 النموذج والقدوة

إلى مَن توجّهين شكرك؟
بالطبع أقدم شكري لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، النموذج والقدوة للمرأة الإماراتية والعربية، إذ إنّ بصماتها المضيئة تتحدث عن نفسها على الصّعُد كافّة، لاسيما في المجال الرياضي، فبفضل اهتمام سموها تسير الرياضة النسائية بخطوات ثابتة إلى الأمام، من أجل تحقيق طموحاتها في المحافل القارية والدولية.

ما طموحاتك المستقبلية؟
أحلم بتحقيق ميدالية في «أولمبياد طوكيو» 2020، حتى أرد الدَّين إلى وطني الغالي الذي وفّر لي كل الدعم والثقة منذ بداية المشوار وحتى بداية الحلم الكبير، وعلى صعيد الدراسة أتمنى الالتحاق بكلية الهندسة، إذ إنني أجتهد كثيراً في الدراسة، لأكون على قدر المسؤولية أمام نفسي وعائلتي.