هي ليست فقط لطيفة كاسمها، أو قلبها أخضر كوصف وطنها «تونس الخضراء»، بل الأهم أنها مشوار من الحب والعطاء والنجاح والتقدير، كرّس من المطربة لطيفة العرفاوي أن تكون نجمة نراها دائماً في الصفوف الأولى بما «فيها.. وفيها»، عنوان أغنيتها الجديدة. وها هي بعد إجازة صيف، وبعد جلسة تصوير لـ«زهرة الخليج»، أظهرت فيها الفنانة لطيفة ذوقها العالي في مجال الأناقة، والذي لا يختلف عن حسّها الراقي في انتقاء أغانيها، كانت هذه المصارحة في حوار عن الفن والمرض والحب. ونسألها:

مررت بحالة نفسية صعبة جرّاء مرض والدتك، وشاهدناك عبر حسابك على «انستجرام» تطلبين دُعاء الناس لأمّك بالشفاء. كيف حالها الآن؟
بالفعل هي فترة صعبة جداً، لأنها الأم. فالواحد منّا لـمّـا يرى والدته تمرض وتتعب أمامه وهي في سن مُتقدّمة، بالتأكيد سيتعب نفسياً. وأمي بالنسبة إليّ كل حياتي وآمالي وفرحتي، فكان لزاماً عليّ أن ألغي جميع ارتباطاتي، وجلست أنا وإخواني إلى جوارها، وهي غير مصابة بمرض خطير، لكن عندما كنّا هذا الصيف في الساحل الشمالي نقضي إجازتنا هناك، نزل مستوى الصوديوم لديها ممّا سبّب سقوطها مرضيّاً.

إليسا وميريام فارس

بالحديث عن المرض، عاشت الساحة الفنية الغنائية العربية مؤخراً مستجدّات مرض بعض الفنانات، لعل أبرزها كشف المطربة إليسا عن إصابتها بـ«سرطان الثدي» وعلاجها وشفاءها منه، كذلك ما قيل عن مرض الفنانة ميريام فارس. فما تعليقك كزميلة ومُتابعة لهما؟
عندما وصلت إلى تونس وسمعت خبر مرض إليسا، صُدمت، لكنها كانت قوية وعرفت كيف تتجاوز هذه المحنة. وحقاً، أرى أن إليسا يُقتدَى بها لأنها استوعبت ما أصابها، وتعالجت بصمت، وقررت أن تُقدم رسالة لكل النساء من خلال «كليب» أغنيتها «إلى كل اللّي بيحبّوني»، كي تحثهنّ على ضرورة الفحص المبكر لسرطان الثدي. كذلك ميريام فارس، ولو أني لا أدري ما طبيعة مرضها، لكني شخصياً أحبها كثيراً كونها عصاميّة وشاطرة وموهوبة. عموماً، نحن جميعنا بشر ومُعرّضون للمرض، لكن لأن الفنان تحت الأضواء دائماً، فخبر مرضه ينتشر بين الناس بقوّة.

هل شاهدت كليب «إلى كل اللي بيحبوني» بعين الفنانة التي تتابع عملاً مُنافساً من زميلة لها هي إليسا؟ أم بعين المرأة المتلقّية للرسالة التي حملها العمل بضرورة الفحص المبكر لـ«سرطان الثدي»؟
لقد شاهدته بأحاسيس مختلفة ومتناقضة، منها إحساس المرأة التي من الممكن أن تتعرض لمثل هذا المرض، وإحساس الفنانة التي تابعت عملاً لزميلة تحب أغانيها وإحساسها، وبإحساس المتلقّية التي عليها الاستفادة من «المسج» المطروحة والذهاب لإجراء الفحص المبكر.

فحص دَوري

لو أصابك مثل هذا المرض.. فهل كنت ستتماسكين وتملكين قدرة التحمّل والصبر؟
مثلي مثل كل امرأة مُعرّضة للإصابة بالمرض، وما أفعله الآن هو أني أحاول الأخذ بالأسباب وإجراء فحص دوري للكشف المبكر عن «سرطان الثدي»، وهو ما يجب على كل امرأة فعله.

أصدرت أغنية «فيها وفيها»، وكنت العام الماضي قد أطلقت ألبومك «فريش». فهل نفهم من هذا أنك بتّ تؤسسين لمثل هذه النوعية من الأغاني المبهجة؟
للأمانة، أمي هي التي حمّستني لأن أدخل الاستديو وأسجل أغنية «فيها وفيها»، إذ لـمّـا شُفيت من المرض في المرة الأولى، وبعد أن خرجت من المستشفى، قالت لي: «مش كان عندك أغنية سمّعتني إيّاها وأعجبتني.. ليه ما تسجليها»، وهذا ما حدث بالفعل، وهي أغنية صدرت «سنغل» لكنها ستكون ضمن أغاني ألبومي المقبل.

حياتي «فيها وفيها»

هل فعلاً حياتك تشبه كلمات الأغنية «فيها.. وفيها»؟
نعم. ولست وحدي.. بل كل فتاة عاشت تجربة وتأثرت بها ستجد نفسها تقول وتغني مثلي «في حكاية لـمّـا بندخل فيها، الدنيا ما بتبقاش بعديها، زي ما كانت قبليها، وأنا حكايتي فيها وفيها، حاجات حتستهتروا بيها، وحاجات حتتأثروا بيها.. فيها حاجات حصلت مقدرش أحكيها».

مثــل مــاذا.. تلك «الحاجات» التي مرّت فـــــي حياتك ولو عرفناهــا ســنســـتهتر بها؟
ليس لديّ الجرأة في أن أخبركم مثل تلك الحكايات عن حياتي، لكني عندما أسترجعها مع نفسي أقول: «معقولة أنا كنت بالهبَالة دي». وكل واحد منّا «عاش حاجات مش ممكن يحكيها».


2 مليون دولار

لطيفة، هل لديك مشاكل أو أزمات مالية؟
أنا مستورة لكني لست مليارديرة.. و«خلّي بالك أنا قنوعة جداً وفوق ما العالم يتخيّلوا».

المستورة.. كم مليوناً يكون بحوزتها؟
(تضحك قائلة): «لا يتعدّوا الاثنين مليون دولار».

وهل لديك أزمات عاطفية؟
لا.. وتجاوزت هذه المرحلة.

كيف أقفلت الباب على قلبك عاطفياً وألغيت فكرة الزواج من تفكيرك؟
أنا لم أقفل الباب على قلبي عاطفياً، الواحد منّا ليس في إمكانه أن يقفل الباب؛ لأن المسألة العاطفية مولودة فينا. لكن الباب عندي مُوارب، وأنا فرِحة بما يحصل بيني وبين الميكروفون.. فالفن والغناء يجعلانني أعيش حياة سعيدة.

الزواج السابق

هل لا يزال هناك رجل تُبدين إعجابك به؟
لو كان هناك رجل «يستاهل» أن أعجب به.. لـمَ لا؟!

وإذا وصل هذا الإعجاب إلى مسألة أن يَعرض الزواج عليك.. فهل تخافين من انتقاد الناس لك لإقدامك على الزواج في هذه المرحلة من حياتك؟
أنا لا أخاف من انتقاد أو كلام الناس، لكني أخاف من مسألة أن يؤثر الزواج فـيّ سلباً ويُعيدني إلى الوراء عوضاً عن أن أتقدم. بينما لو كان الرجل الذي سأرتبط به سيُحفزني إلى العمل والنجاح ويمنح حياتي طعماً آخر، حينها OK، ولا أهتم بأي كلام سيُقال. أمّا الرجل الذي سيكون حملاً عليّ.. فـ«لا، الله معاه».

تجربتك السابقة في الحب والزواج، هل كان فيها ذكاء من جانبك، بأن جعلت الطرف الآخر يرتبط بك؟
بل كانت «حُب x حبّ» فقط، و«عمرها ما كانت ذكاء»، وصحيح أني ذكية في أمور عديدة، لكني في الحب «أهْبَل منّي ما في».

هل نختصر حديثنا معك عن الحب بأن بابك مفتوح للعرسان؟
قلبي مفتوح للحياة الحلوة المستمرة الجميلة، ولا أنسى ما قاله لي الملحن بليغ حمدي ذات مرّة: «يا لطيفة اللّي ما يحب الحياة.. الحياة لا تحبّه»، بالتالي لو في «ابن حلال» يحب الحياة وسيُريحني.. عندها سيكون قلبي مفتوحاً له مليوناً بالمئة.

عايزة «إنسان مان»

هل استمعت لأغنية المطربة سميرة سعيد «سوبرمان»، التي تناولت فيها كيف يتغيّر الرجل بعد الزواج جسميّاً وفكرياً وعاطفياً؟
ليس كل الرجال يتغيّرون سلباً على الصعيد الشكلي، لأني أرى الجيل الجديد ما شاء الله مهتماً بقوامه ويقضي معظم أوقاته في «الجيم» يُمارس الرياضة، وكما هناك «سوبرمان»، في المقابل هناك العكس الذي تحدثت عنه سميرة، فتجد «كرشه» أمامه ولا يُفارقه النّكد.

وهل تُريدين الرجل الـ«سوبرمان» الذي غازلته سميرة سعيد؟
لا. أنا «عايزة إنسان مان» لا «سوبرمان».

ما جديدك؟
هناك برنامج من تقديمي على قناة DMC في مصر، وهو برنامج فني غنائي سنبدأ تصويره قريباً. كذلك هناك ألبومي الذي سأستكمل تسجيل أغانيه.