يبدو أنّ المطرب المصري حمادة هلال، استهوته فكرة الظهور كل عام بمسلسل جديد خلال السباق الرمضاني، بعد تكرار ظهوره من قبل في مسلسلات «ولي العهد» و«طاقة القدر»، وصُولاً إلى مسلسله الأخير «قانون عمر». المثير في مشوار حمادة هلال، تنوّعه الفني بين الغناء والتمثيل، فهو يوزع ظهوره سنوياً بين الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية كممثل، وبين الموسيقى كمطرب. التقته «زهرة الخليج» في حوار عن آخر أعماله.. ونسأله:

للعام الرابع أنت موجود كممثل في دراما رمضان، على الرغم من كونك مطرباً أساساً. فهل تخطط بأن تكون موجوداً سنوياً كممثل؟
المسألة ليست تخطيطاً أو وضع خطة لأكون موجوداً، بقدر ما أن الفكرة تحكمني في الظهور على الجمهور من عدمه، وهذا المبدأ أسير عليه في أعمالي الفنية كافة، سواء أكان في الدراما أم السينما أم الغناء.

اختلاف درامي

إذن، ما الاختلاف الذي وجدته في مسلسل «قانون عمر»، حتى قررت تقديمه في رمضان الفائت؟
الاختلاف في أشياء كثيرة، أبرزها الموضوع، فهو مختلف تماماً مثلاً عن مسلسلي السابق «طاقة القدر». الأمر الآخر، الشخصية التي جسّدتها تختلف تماماً عن الشخصيات السابقة، فعمر المدني يعمل مهندساً ميكانيكياً، وهو شاب من طبقة متوسطة، في بداية حياته المهنية يعيش مع شقيقته ووالدته التي تعاني مرضاً خطيراً، لكنه يحاول إخفاءه عنها. والموضوع تجده على أرض الواقع في نماذج كثيرة من المجتمع.

البعض رأى تشابهاً في فكرة العمل بين المسلسل وفيلم «أريد حلاً»؟
بالتأكيد لا يوجد تشابُه، لأن سَيْر أحداث العمل يختلف تماماً عن الفيلم، قد يكون التشابه في أنّ كلا العملين يتحدثان عن أزمة قانونية يُعانيها المجتمع. لكن بالتأكيد فيلم «أريد حلاً» من الأعمال الرائعة التي تُعد من علامات السينما المصرية، والمقارنة هنا تكون ظالمة.

هناك من ينتقد تكرار تقديمك شخصية الشاب المظلوم في أعمالك، ما تعليقك؟
لم أقدّم دور الشخص المظلوم، ولكني قدمت الشخص المغلوب على أمره في «قانون عمر». وفي «طاقة القدر» كنت أجتهد للوصول إلى طموحي، على الرغم ممّا واجهته من مصاعب. بينما في «قانون عمر» نجد فرقاً بالطبع مع الشخص الذي يتم سجنه زُوراً، ويظل سنوات من عمره خلف الأسوار، فهذا هو الظلم بعينه. عموماً، فكرة تكرار تقديم الشاب المظلوم تختلف من عمل إلى آخر، فهناك فرق بين شاب فقير يصعد درجة درجة، وشاب آخر يتعرض للظلم ويحاول إثبات براءته، وشاب من عائلة ثريّة ويرث ثروة ويناقش مشكلات الإرث.

«عيش باشا»

تجربة ألبومك الأخير «عيش باشا»، كيف تراها؟
كانت تجربة مُرهقة جداً، وكواليس تسجيل العمل استغرقت وقتاً كبيراً، حتى نخرج بعمل فني يليق بذوق الجمهور، والحمد لله أني استطعت مع فريق الألبوم من الشعراء والملحنين، أمثال أيمن بهجت قمر، أمير طعيمة، ملاك عادل، مصطفى كامل، محمد جمعة، هاني عبد الكريم، طاهر كامل، سلامة علي، محمد عاطف، محمود عبد الفتاح، محمد يحيى، كريم محسن، تامر علي، ياسر نور، محمد النادي، تميم، توما وأحمد عادل، أن نقدم تجربة مختلفة.

إذن، ما الاختلاف الذي قدّمته عن تجاربك السابقة؟
الاختلاف يَكمُن في الموسيقى والجمل وطريقة الغناء، لهذا جاء شكل الأغاني مختلفاً عن باقي الألبومات التي قدّمتها من قبل.

هل هناك مَغزَى من تسمية الألبوم بهذا الاسم؟
لأن كلمات الأغنية الرئيسية متشابهة كثيراً مع الظروف المجتمعية التي يشهدها عالمنا العربي، فنحن نعيش حُبّاً في الحياة ولمجرّد العيش، فأنا أقصد دَوْماً أن تكون الأغنية نابعة من داخل الناس وتُعبّر عنهم.

كان لك تصريح من قبل، وهو أنك لن تُكرّر تجربة تقديم «ألبومات» مرة أخرى، وستركز في الفترة المقبلة على أغاني الـ«سينجل». ما السبب في ذلك؟
أريد عبر «زهرة الخليج» أن نُصحّح هذه المعلومة، فأنا لم أقل إنني لن أقدّم ألبومات مرّة أخرى، ولكن قلت إنّ فكرة تقديم أغاني «سينجل» كل ثلاثة أشهر مُهمّة، لأنها تجعلك موجوداً طوال الوقت، لذا اعتمدتها شعاراً لهذه المرحلة، لكن لا يمكن أن نتوقف عن تقديم ألبومات غنائية كل عامين مثلاً.

أغاني الشّجَن

قدّمت تسعة ألبومات على مدار مشوارك الفني، فهل أنت راضٍ عن إنتاجك الغنائي، وألا تراه قليلاً؟
نعم. من الممكن أن يكون قليلاً بعض الشيء، لكنّي في النهاية يعنيني الكيْف وتقديم أغانٍ جميلة، وأشكال موسيقية مختلفة، يعني مثلاً خلال هذه الفترة، كان في إمكاني تقديم 90 ألبوماً، لكن بلا طعم، فالعبرة ليست في الكمّ.

وهل ستتمرّد على أغاني الشجن التي اشتهرت بها؟
لا طبعاً. ولن أخرج من «جلباب» الأغاني الحزينة، لأنها صنعت نجاحي، كما أن هذه النوعية اعتادها الجمهور منّي، وأن الشجن لن ينتهي.

أخيراً وليس آخراً.. فيلمك السينمائي «شنطة حمزة» لم يُحقق إيرادات كبيرة؟
بالتأكيد قصة الإيرادات من الأمور المهمة للمنتج والممثل أو المطرب، ولكن الأهم من ذلك تقديم أعمال ذات جودة عالية قبل التفكير في الإيرادات، ولو كان «شنطة حمزة» من إنتاج شركة ذات خبرة، لكانت إيراداته تصل إلى 25 مليون جنيه، والدليل على ذلك أن أفلامي منذ «عيال حَبّيبة» حتى «حماتي بتحبّني» كانت إيراداتها مُتميّزة، لكن في النهاية الشركة بذلت مجهوداً حسب قدرتها، كما أنه كيف لعمل لا يوجد فيه لفظ خادش أن يحصل على تصنيف (فوق 15 عاماً)، والرقابة هي من صنّفته وحرمت جمهور العائلات من حضوره.