خلال فترة قصيرة استطاعت الفنانة ياسمين رئيس، أن تحفر لنفسها مكاناً بين نجمات الفن المصري، فاعتلت منصة الجوائز بعد بطولات عديدة قدمتها، بدايةً من فيلم «فتاة المصنع»، وانتهاء بفيلمَي «بلاش تبوسني» و«رحلة البحث عن أم كلثوم». ونجمة غلاف «زهرة الخليج» هذا الأسبوع، الثلاثينية، التي تنتمي إلى «برج العذراء»، لم تصل إلى النجومية فجأة، فهي كانت قد شاركت في أفلام كثيرة، مثل «إكس لارج» مع أحمد حلمي، و«واحد صحيح» مع هاني سلامة، و«المصلحة» مع أحمد السقا وأحمد عز، صقلت شخصيتها فنياً وأهّلتها لأن تكون الذي عليه اليوم. ياسمين رئيس كشفت في حوارها مع «زهرة الخليج» كواليس حياتها الفنية والعائلية، والسبب الذي قد يجعلها تتخذ قرار اعتزال الفن فوراً من دون تردّد، كما كشفت عن تجربتها في الغناء ودور الحظ في حياتها.

بدايةً.. يُؤخَذ عليك أنك من الفنانات المتعِبات والمتردّدات في قبول الأدوار التي تُعرض عليهنّ. لماذا؟
لأنني أفكر كثيراً قبل الموافقة على أي دور، ولأنني لا أعرف إذا كان الدور سينجح وينال إعجاب الناس أم لا، لذلك لا أقتنع بسهولة بالعمل ولا أقدّم إلا ما يُعجبني وأحبه. بدأت عملي في الفن عام 2010، وحققت أشياء كثيرة من طموحاتي، من خلال أدواري المتنوعة مع مخرجين مُهمّين، على رأسهم الراحل القدير محمد خان، الذي أعتبره عرّابي الفنّي وأدين له بالشكر الكثير، ولا أنسى دعمه لي ووقوفه إلى جانبي، كما قدّمت مؤخراً فيلماً عالمياً هو «رحلة البحث عن أم كلثوم».

هل زوجك المخرج هادي الباجوري يُساعدك في اختياراتك؟
بالتأكيد يساعدني ويقف إلى جانبي، وأستشيره دَوْماً في كل عمل وقصة تُعرض عليّ، سواءً درامياً أم سينمائياً، فأنا أدين له بالكثير منذ بداية مشواري في عالم الفن.

كيف تتعاملين أنت وزوجك هادي الباجوري مع الشائعات؟
لا أهتم بالشائعات، خصوصاً السخيفة منها، ولا أشغل بالي فيها، لأنها في النهاية مَحْض شائعة، ودائماً أضحك عليها، بالتالي لا لستُ مضطرة إلى التعليق عليها، إلا لو كانت هناك شائعات تستوجب توضيح الحقائق للجمهور.

وماذا عن مرض زوجك هادي الباجوري مؤخراً؟
لم يكن مرضاً، بل أصيب بتسمم بسبب تناوله طعاماً فاسداً، وقد خرج من المستشفى في اليوم نفسه، بعد أن أجرى غسيل المعدة، وبعدها بساعتين أصبح بحالة جيدة.

أعترف بأني محظوظة

هل تعتبرين نفسك محظوظة في رحلتك مع المهرجانات والجوائز، بدايةً من «فتاة المصنع»، ووصُولاً إلى «أم كلثوم» و«بلاش تبوسني»؟
طبعاً محظوظة جداً ولا أعرف السبب، وأعرف أن الظروف من حولي تخدمني وتساعدني، بعد كل مجهود أبذله بصدق، وطموحي هو ما يأخذني إلى الأمام، فأنا أسعى وأجتهد وراء طموحي وحلمي، وبعد السعي أجد كل الظروف تخدمني، ولا أنكر أن الحظ عامل مهم.

إلى أين تأخذك طموحاتك؟
طموحاتي ملْكي ولا أحب الحديث عنها، لكن عندما يتم تحقيقها أقول إنها كانت من ضمن أحلامي وطموحاتي، لكنها لا تتوقف عند الفن فقط.

• وهل هذه الطموحات قد تدفعك يوماً إلى الاعتزال من دون تردّد؟
سأعتزل عندما أفقد الحماسة للفن، وعندما لا أجد ما أقدّمه للجمهور وأشعر بأنني «فاضية» من الداخل، وممكن أن أعتزل إذا أصبت بالملل، فأنا في النهاية لست موظفة.

مع «أم كلثوم»

ما الذي جذبك لتقديم شخصية «كوكب الشرق»، في فيلم «رحلة البحث عن أم كلثوم»؟
المغامرة هي ما دفعني إلى قبول هذا الدور، فأنا بطبعي أحب المغامرة، ففكرة تقديمي شخصية كـ«أم كلثوم»، وفي فيلم أجنبي أتحدث فيه بلغة ثانية، مع ممثلين أجانب وبإدارة مخرجة أجنبية، كانت مُغامرة بالنسبة إليّ، وأعتقد أنني حققت فيها ما كنت أطمح إليه.

كيف أعددت لتقديم شخصية صعبة مثل «أم كلثوم»؟
جلست في البداية مع المخرجة، وتفهمّت وجهة نظرها في تقديم الشخصية وما الذي تُريده تحديداً، وشاهدت مقاطع لـ«أم كلثوم» وهي صغيرة، وأيضاً حينما تقدمت في العمر وحتى وصولها إلى قمّة الهرم الغنائي في مصر والعالم العربي، وقد ساعدني في الوصول إلى عُمق إحساسها الغنائي الموسيقار أمين بوحافة، الذي تدرّبت معه على تأدية الأغنيات.

كيف جاءت ردود الأفعال حول الفيلم؟
كنت سعيدة للغاية عندما شاهدت الفيلم وسط «الخواجات» في مهرجان «فينيسيا»، حيث ظنّ كثير منهم أنني أغنّي بصوتي.

لست مُغنّية

فوجئنا بكِ مُغنية أيضاً في أحداث فيلم «الشيخ جاكسون» مع أحمد الفيشاوي...
(مقاطعة): تجربتا الغناء في «الشيخ جاكسون»، وفيلم «رحلة البحث عن أم كلثوم» جاءتا في الوقت نفسه، ولكن التجربتين ليست لهما علاقة ببعضهما البعض، ففي فيلم «أم كلثوم» أحرّك شفاهي فقط من دون غناء، ولكن غنائي في «الشيخ جاكسون» كان بصوتي، وما حدث هو أنني سجلت أغنية «الشيخ جاكسون» كونها تتقاطع مع شخصيتي في الفيلم.

متى اكتشفت أن صوتك يصلح للغناء؟
عندما قرأت سيناريو فيلم «الشيخ جاكسون» والشخصية التي سأجسّدها، شعرت بالسعادة لأن الدور له علاقة بالموسيقى والغناء، فذهبت إلى مخرج العمل عمرو سلامة، وقلت له إنني أريد الغناء في الفيلم، حيث كانت منذ صغري لديّ حماسة للغناء والتمثيل والرقص، ولـمّـا وجد عمرو سلامة استعدادي التام للغناء، وافق على هذه التجربة التي أنا سعيدة بها إلى أقصى درجة، وبذلك حققت حلماً لي.

قدمت أكثر من عمل فني مأخوذ عن رواية. ما الفارق بين هذه النوعية من الأعمال والأخرى المكتوبة مباشرة؟
قراءة الرواية قبل الفيلم، تدعك تتخيل وتدخل عُمق الشخصيات بشكل أكبر وتمنح المتلقّي الخيال، ويكون الموضوع مختلفاً عن السيناريو المكتوب مباشرة لعمل فني، لذلك أميل إليها أكثر. فالعمل المأخوذ عن رواية، عادةً تكون فيه تفاصيل أكثر من العمل المكتوب مباشرة لمسلسل أو فيلم، والرواية تكون أشمَل وأعمَق.

أنا شهيرة

آخر أعمالك التلفزيونية كان بعنوان «أنا شهيرة.. أنا الخائن»، إلى أي مدى أنت راضية عن هذا العمل وردود الأفعال حوله؟
سعدت بشكل كبير بهذه الشخصية، والمسلسل كان مختلفاً بالنسبة إليّ، وأعتبره محطة فارقة في حياتي الفنية، وجاءت ردود الفعل لتؤكد لي هذا الأمر، حيث أسعدتني التعليقات كثيراً، وأظهرَت تفاعُل الجمهور مع الشخصية، خاصة أنها كانت تمثل جزءاً من حياة كل بنت.

ما الذي استفزّك في شخصية «شهيرة»؟
الشخصية أثارت إعجابي، فشهيرة حكاية بنت، ربطتها علاقة حُب خاصة برجل، كما أن الرواية نفسها اجتماعية ورومانسية، ووجدتها شخصية تجذب المشاهدين، وصدق ظني في أن الجمهور يحب هذه النوعية من الأعمال.

هل كنت تفضّلين عرض مسلسل «أنا شهيرة.. أنا الخائن» في الموسم الرمضاني؟
في الحقيقة لا دخل لي بذلك، وإنما هو قرار المنتج أولاً وأخيراً، وأؤمن بأن المسلسل الجيد يفرض نفسه ويحقق النجاح في أي وقت يُعرض فيه.

وهل تحمل أحداث الجزء الثاني من العمل أيّ مُفاجآت؟
بالطبع، أحداث الجزء الثاني ستكون مليئة بالمفاجآت والتشويق، وذلك منذ الحلقة الأولى، وأعتقد أن الجمهور سيُذهل حين يشاهد العمل.

بلاش تبوسني

ألم تخشي تجربة فيلم «بلاش تبوسني»، خاصة أنها تتسم بجرأة في الطرح؟
بالعكس، سبب موافقتي على فيلم «بلاش تبوسني» جرأته وواقعيّته، فالفيلم فكرته جيدة، وأعجبتني القصة عندما قرأتها، والتي قامت على العديد من المواقف الكوميدية، وحمّستني أكثر «كيمياء» التفاهُم التي حدثت بيني وبين مخرج الفيلم أحمد عامر، أثناء الجلسات التحضيرية للعمل.

البعض قال إنّ شخصية «فجر» في فيلم «بلاش تبوسني» واقعيّة، وتُلقي الضوء على ممثلة بعينها. ما حقيقة ذلك؟
بالفعل، الأحداث الواردة في الفيلم حقيقيّة، وتحدث دائماً خلف الكواليس، ولكن عندما قرأت عن الشخصية أحسست بأنني أعرفها جيداً، إلّا أنها لم تقصد ممثلة بعينها كما تردّد.

لماذا ندرت الأعمال السينمائية الرومانسية مُقارنة بتلك القائمة على الـ«أكشن» والـ«كوميديا»؟
الرومانسيّون في النهاية هـم جزء من المجتمع، وللأسف صار المجتمع معتاداً على رؤية الدم والضرب والـ«أكشن» والتشويق والقتل أكثر من أي شيء آخر، لكن الحب والمشاعر والرومانسية أصبحت نادرة في الواقع، وبالتالي اختفت في السينما.

أخيراً، ما الجديد الذي ستُقدّمينه خلال الفترة المقبلة؟
اشتركت في الـ«فيديو كليب» الرئيسي لـ«مهرجان الجونة السينمائي» في دورته الثانية، والذي يُخرجه زوجي هادي الباجوري، وهو مخرج افتتاح المهرجان أيضاً، وسأكون ضيفة رسمية في الدورة من دون المشاركة في فيلم، كما أنني سأشارك بأفلامي «رحلة البحث عن أم كلثوم»، و«بلاش تبوسني»، في مهرجانات عالمية عديدة، وهو «مهرجان الفيلم العربي» في الأردن، وسأشارك فيه بفيلم «بلاش تبوسني»، والذي أخوض به أيضاً المنافسة في «مهرجان مالمو للسينما العربية» في السويد، وأيضاً المهرجان الكوميدي في «ستوكهولم»، كما سأشارك بفيلم «رحلة البحث عن أم كلثوم» في مهرجان twin cities بأمريكا. أما بالنسبة إلى الأعمال الفنية، فحتى الآن لم أختر العمل الذي سأظهر فيه خلال الفترة المقبلة، بسبب انشغالي في رحلتي مع أفلامي بالمهرجانات الفنية المختلفة.