نأخذكم هذا الأسبوع إلى فيلّا في منطقة المرابع العربية في دبي، لعائلة مُكوّنة من أربعة أفراد. حاورنا صاحب المنزل المهندس المعماري، جانوس روستوك، حول الأسلوب الذي اعتمده في تأثيث الفيلا ذات الأسلوب الهندسي المعاصر.

• بصفتك مهندساً معمارياً، ما الأسئلة التي طرحتها على نفسك قبل تصميم الفيلّا الخاصة بك؟
حاولت أن أظل صادقاً في الأفكار التي أقوم بالترويج لها على أساس يومي، لذا عندما كانت عائلتي تبحث عن منزل، كان من أولوياتنا العيش في حي مُزوّد بممرات للمشي والجري وركوب الدراجات. نحن نستمتع بالمشي ونفضل دمج هذا التمرين في أنشطتنا اليومية أثناء الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. لقد اخترنا المرابع العربية بسبب الفِلل المبنيّة بشكل جيد، ومناطق المشي، والشوارع المصممة جيداً ومنتزهات المجمّع المتعرّجة الطويلة. عند شراء الفيلا بحثنا عن منزل مُعاصر، يمكن أن يستوعب عائلتنا المكونة من أربعة أشخاص حيث يمكننا الاسترخاء. إضافة إلى التسلية مع الأصدقاء. أردنا منزلاً مع غرفة جلوس مفتوحة، مطبخ مفتوح ومنطقة لتناول الطعام، مثل ما اعتدنا عليه في الدول الاسكندنافية. المطبخ هو قلب المنزل في الدنمارك في الحياة اليومية، ولكن أيضاً عند وجود ضيوف، يصبح المطبخ نقطة التجمع الطبيعية، إلى حد أن مفهوم ما يُسمّى بـ«المطابخ الحوارية» معروف جيداً في ذلك الجزء من العالم. زوجتي ميل، مصممة أزياء وشيف نباتي معتمد، تقضي الكثير من الوقت في المطبخ، حيث تُعد الأطباق الأكثر روعة، فنحن نُنفق الكثير من الوقت في ذلك المكان، لذا نقلت غرفة الطعام إلى جانب المطبخ.

بصمة العائلة

• على ماذا حرصت أن يتضمّن منزلك؟
أضفنا بصمتنا الخاصة كعائلة، من خلال الأثاث واللوحات والملحقات الأخرى، التي تم جمعها على مر السنين، وهي عبارة عن مزيج انتقائي بين الكلاسيكي والحديث، التصاميم الحديثة، الأثاث والمصابيح العتيقة الموجودة في المتاجر القديمة، المنتشرة في جميع أنحاء العالم، مندمجة مع القطع التي وجدناها في كوبنهاغن ودبي. صورة بيكاسو على سبيل المثال هي قطعة رسمتها عام 1988، عندما كنت أعيش في Aix en Provence، وكنت ملتحقاً حينها بدروس الرسم.

• ماذا كان العامل الأكثر أهمية بالنسبة إليك عند تصميم هذه الفيلا؟
بالنسبة إليّ، إنّ إنشاء كلمة hygge، الكلمة الدنماركية المعبّرة عن الراحة المنزلية، هو المفتاح لابتكار وإيجاد المنزل. يجب أن يكون تصميم المنزل شخصياً، وأن يحكي قصة العائلة التي تعيش فيه وكيف يعيش أفرادها حياتهم.

• ما أسلوب الإضاءة الذي اتّبعته في الفيلا؟
جميع أضوائنا LED، وقد اخترنا أن تكون كل المصابيح باللون الأبيض الدافئ. درجة حرارة اللون جزء مهم من خلق هذا الشعور المريح المرتبط بالـhygge.

• تتميّز طاولة الطعام بخشبها، ماذا عنها؟
وجدنا لوح خشب طاولة الطعام خلال رحلة إلى بالي، وقمنا بشحنها إلى دبي. إنها بلاطة صلبة من الخشب تزن أكثر من 500 كيلوجرام، لذلك تطلبت مَشقّة لإدخالها إلى المنزل بعد أن قامت شركة الشحن بتوصيلها أمام مرْآبنا.

نمط الدول الاسكندنافية

• كيف تصف نمط ديكور هذه الفيلا؟
أودّ أن أسمّي أسلوب الديكور الداخلي بـ«ستايل» الدول الاسكندنافية الاستوائية.

• ما النقاط الرئيسية التي أخذتها بعين الاعتبار عند تصميم الفيلا الخاصة بك؟
كَوني من مُحبّذي الأسلوب الحديث، أفضّل المباني البسيطة ذات النوافذ الكبيرة التي تسمح بدخول نور الشمس. كما أن كيفية بناء المبنى على الموقع ومدى ارتباطه بالحديقة، تُعد اعتباراً مهمّاً آخر بالنسبة إليّ. تبلغ مساحة الفيلا 12000 قدم مربع. تُمكّننا من الحصول على غرف عدّة في الهواء الطلق مع أنشطة مختلفة. يقع المسبح الذي يبلغ طوله 15 متراً في منطقة منفصلة من بقيّة الحديقة ويُحيط به درابزين زجاجي. وهذا يجعل منطقة المسبح أكثر خصوصية وحميميّة ويفصلها عن بقية المنزل، كما تضم منطقة المسبح مكتبنا الخارجي الذي يطل عليها. في فصل الشتاء يمكننا فتح واجهة المكتب بالكامل، بحيث يبدو وكأننا نجلس في الحديقة. لدينا العديد من الشرفات أو مناطق الجلوس في الهواء الطلق التي نستخدمها، اعتماداً على الوقت من اليوم والموسم وعدد الأشخاص الذين نستضيفهم.

• كيف تتعامل عادة مع المساحات الصغيرة من حيث التصميم؟
في أوروبا توجد وحدات سكنية أصغر بكثير من الشرق الأوسط، ما يُجبر المصممين على الإتيان بأفكار مبتكرة حول كيفية جعل المساحات الصغيرة فعّالة، وقابلة للتكيّف قدر الإمكان. كان لي شقة في كوبنهاغن مع مطبخ صغير وغرفة طعام صغيرة، فهدمت الجدار الفاصل وصمّمت جزيرة مطبخ على عجلات، بحيث يُمكن نقلها اعتماداً على ما إذا كنت أطبخ أو أجلس لتناول الطعام.