شُغفت المصوّرة الإماراتية سلمى علي السويدي بالطبيعة، فوهبت إبداعها وكاميرتها للطيور، مُتأمّلة طريقة عيشها وتكاثرها، وبقلب مُحب وعدسة ماهرة، استخلصت منها صُوراً بالغة الدقة وتفاصيل مدهشة وحميميّة، عبّرت بها عن احتفائها بهذه الكائنات وجمالها.
تروي سلمى رحلتها مع الكاميرا بالقول: «بدأت تصوير الحياة البرية منذ عام 2008. تخصصت في عالم الطيور، وأنا عضوة في أندية التصوير الفوتوغرافي المحترفة مثل «FIAP» و«UAP»، وقد حصدت أعمالي بعض الجوائز المحلية والدولية، أفضلها كان الميدالية الذهبية في مسابقة «FIAP» لعام 2011 في مسابقة «الإمارات للتصوير الفوتوغرافي» بثيمة «الصورة العربية».

تحديات

تقول سلمى عن تجربتها: «شكّلت رحلتي في عالم التصوير تحدياً صعباً بالنسبة إليّ، لسببين: أولاً، صعوبة المجال الذي أحبه، وهو تصوير الطيور وتوثيق حياتها بدءاً من البَيْض، مُروراً بالفقس ورعاية الوالدين للفراخ، وانتهاءً بتشكيل صورة متكاملة عن حياة الطيور التي تتكاثر في دولة الإمارات. ثانياً، كوني فتاة من أصحاب الهمم، ذات إعاقة حركية في إحدى رجلَي، فقد واجهني تحدي التنقل والحركة مع معدات التصوير الثقيلة، لكنني بعزيمة وإصرار، تمكنت من تخطي جميع الصعاب وخاصة في مجال تصوير الحياة البرية، وأن أرسم لنفسي طريقاً يميّزني عن مُصوّري الطيور الآخرين، وأن يصبح اسم المصورة سلمى السويدي مرتبطاً بصور الأعشاش، فأنا ببساطة أعتبر نفسي «أُم الطيور»، فعدستي تعشق الطبيعة مثلي».

رحلة كفاح

تتحدث سلمى عن أجمل اللحظات التي تلتقطها عدستها أثناء تصوير الطيور قائلة: «أعشق الأمومة في لقطات الحياة البرّية وبالأخص في حياة الطيور، إذ هي من المواضيع التي تُبيّن المشاعر الخاصة بهذه الكائنات الصغيرة، فرؤية طائر يعتني بصغاره في عشّه المخفي، في المكان المختار بعناية مع التمويه، تمثل قصة كفاحه للحفاظ على النسل.. هذه الفكرة تأخذني إلى أبْعَد من أن يكون الموضوع مجرّد صورة، فهي اختصارٌ لحياة كائن، وتأمّل في عظمة الخالق سبحانه».

لقطات مُفضّلة

وتختار سلمى اللقطات التي تحتوي على موضوع مُتكامل عن الطائر، وتشرح: «مثل اللقطة التي تجمع الطائرين الأم والأب في العش بالصغار والبيض في البيئة التي ينتمي إليها الطائر». وتضيف: «أعشق التفاصيل وبعض الفنّيات في مجال تصوير الحياة البرية، مثل هذه الصورة التي يظهر فيها العش والبيض والصغار مع وجود رجلَي الأم في الخلف، فهذا يدل على رعاية الوالدين وقربهم الدائم من الصغار».

ليس سهلاً

تؤكد سلمى أن التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية ليس سهلاً، إذ يتطلب الصبر والجهد والمثابرة، وتضيف: «هذه الأمور تنعكس على المصور المتخصص في هذا المجال، ومن دونها لن يستطيع الإنجاز أو الإبداع، وعلى كل من يختاره أن يتحلّى بهذه الصفات، وأن يسعى إلى نقل صورة رائعة للطبيعة وجماليات الحياة البرية من حولنا».

تقدير ورعاية

تفخر سلمى بالرعاية والاهتمام اللذين وجدتهما من الدولة تقديراً لموهبتها قائلة: «من أكثر الأمور التي أعتز بها، أنني حظيت بفرصة عرض أعمالي أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (حفظه الله)، وسَرّني أنني وجدت الاهتمام من سموه والتقدير على الجهد الذي أبذله في توثيق الحياة البرّية في محميّات المرموم الصحراوية في دبي، وكانت هديّة غالية أنه أمَر بتوفير بطاقة لي لدخول المحميات الخاصة بسموه وتوثيق الحبارَى و«الكراوين»، التي لطالما حلمت بالحصول على صُور لها». وعن أحلامها المستقبلية الأخرى تختتم قائلة: «أتمنّى بأن يتحقق أملي قريباً في تأليف كُتب عن مواضيع متميّزة، لم يسبق توثيقها أو الكتابة عنها في مجال الحياة البرية».

المشاركات والمعارض
• المركز الأول في مسابقة «الصيد بالصقور» سنة 2009، ثم المركز الثالث سنة 2010، والمركز الأول للفئة نفسها سنة 2012.
• الميدالية الذهبية على مستوى الصورة العربية في مسابقة «الإمارات للتصوير الفوتوغرافي» سنة 2011.
• المركز الثاني في مسابقة «أ?ام الشارقة التراثية» سنة 2015، والمركز الأول في المسابقة نفسها سنة 2016.
• المركز الثاني في مسابقة بلديّة دبي لفعاليّة «اليوم العالمي للطيور المهاجرة» سنة 2016.• شاركت في العديد من المعارض التابعة للمسابقات، وبعض المعارض الشخصية المشتركة، منها: معرض «نون النسوة» و«بعيون إماراتية» و«مصورات عربيات» ومعرض «الحياة البرّية».